عمر هاشم في طنطا: الرأسمالية والاشتراكية أعلنت عن إفلاسها فلماذا لا نجرب التصوف؟!! الوفد الفلسطيني يبايع القصبي في مولد البدوي احتضنت مخيمات الطرق الصوفية المنتشرة بمنطقة سيجر بمدينة طنطا ، الاحتفال السنوي الذي إقامته مشيحة الطرق الصوفية ، مساء أمس الأربعاء ، بمناسبة مولد السيد البدوي ، غياب المشهد التقليدي لقيادات أمن الدولة في الاحتفالات السابقة، لم يغنِ عن تواجد بعض عناصر الأمن الوطني، بجانب مجموعات من أفراد الأمن التي استهدفت تأمين الاحتفال خاصة مع حضور اللواء مصطفى باز – مدير أمن الغربية -. "أن مصر الحبيبة حماها الله ، تشهد اليوم ظروفا صعبة تحتاج من كل المخلصين من أبنائها أن ينبذوا الخلافات وراء ظهورهم ، وأن يتمسكوا بوحدتهم الوطنية ، وأن يحذروا المخططات والفتن التي تستهدف أحداث وقيعة تارة بين ورجال الداخلية ، وأخرى بين الشعب والجيش ، أو بين المسلمين والأقباط ، بل المصري ومثله" عبارات أطلقها عبد الهادي القصبي – شيخ مشايخ الطرق الصوفية – قبل أن يمتدحه بعض أنصاره بأبيات شعرية تشبه قصائد العصر الأموي. القصبي طالب بإجراء تحقيقات موسعة والكشف عن ملابسات أحداث ماسبيرو ، حسم القضايا المتعلقة بالفتن الطائفية ، وسرعة إصدار قانون دور العبادة الموحد ، والحفاظ على الأمن من أجل انتخابات مجالس نيابية متوازنة تمثل فيها جميع فئات المجتمع المصري ، داعيا في الوقت ذاته إلى التكاتف والتوحد وضبط النفس. الدكتور أحمد عمر هاشم – الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر – رأى أن التصوف الإسلامي يواجه تحديات بلا حصر ، مشددا على ضرورة توحد أسرة التصوف على قلب رجل واحد ، قائلا "جربنا أيدلوجيات كثيرة ، منها الرأسمالية والاشتراكية فأعلنت عن إفلاسها ، والديمقراطية ساء الحكام استخدامها ، لماذا لا نجرب الطريق إلى الله بالتصوف الحقيقي". هاشم أضاف أن أهل التصوف لا يخرج من تحت عباءتهم أي من المتطرفين ، ولم يشاركوا في سفك الدماء بين المسلمين والأقباط ، موضحا أن عمرو بن العاص – رضي الله عنه – فتح مصر دون قطرة دماء واحدة ، وكان أهل مصر وقتها في شوق إلى الإسلام الذي حث على التسامح والمساواة والسلام ، فدخل أهلها في دين الله أفواجا. محمد جمال الدين – رئيس الوفد الفلسطيني وأحد مشايخ الطرق الصوفية – أسرى من المسجد الأقصى إلى المسجد الأحمدي ، ليعلن عن بيعته ل عبد الهادي القصبي كشيخا لمشايخ الطرق الصوفية ، وسط تعالى صيحات المشاركين بالتكبير والتهليل ، جمال الدين أكد على أن الدماء المصرية والفلسطينية تجرى في عرق واحد ، مشيرا إلى أن مصر هي جنود الله في أرضه ، وكانت لآل بيت الرسول دارا ومقرا ، وأهلها لهم أنصارا ، لافتا إلى أن الله أراد أن تقود مصر العالم بالإسلام. أحمد فؤاد شاكر – أحد كبار علماء الأزهر – انتقد مهاجمة أولياء الله الصالحين ، موضحا أن التصوف الحقيقي يعنى الالتزام في كتاب الله وسنة رسوله ، مشيرا إلى أن هناك هجمة شرسة على ثوابت الأمة وقواعدها ، ووسطية الإسلام التي يدين بها الشعب المصري ، داعيا إلى نبذ التطرف والمغالاة في الدين والتصدي لجميع أشكاله في المجتمع والحفاظ على منهج الوسطية الذي يمثلها الأزهر الشريف.