كشف الخبير الاقتصادي الدكتور محمود عمارة عن مفاجأة مذهلة خاصة بوجود ثلاثة أنهار جديدة في مصر، وهي الأنهار التي تسير في الصحراء الغربية وتمتلىء بالمياه العذبة المتجددة. وقال د.عماره في حديثه إلى برنامج ناس بوك الذي تقدمه الدكتورة هالة سرحان على قناة روتانا مصرية، إلى أن أبرز هذه الأنهار يمر عبر الصحراء الغربية نابعا من النيجر وتشاد مرورا بالصحراء الليبية حتى يصل إلى الوادي الجديد. وأكد د.عماره إلى أن بمقدور مصر الاستفادة من هذه الثروة من المياه العذبة سواء في الزراعة أو الصناعة، وهو ما سيحقق لها الكثير من الأرباح والمكاسب في نهاية الأمر. واشار د.عمارة إلى أن إعادة إحياء هذه الأنهار والتركيز عليها والاهتمام بها سيوفر على مصر عشرات المليارات من المياه، وهي الكمية التي لن تدفعنا إلى الدخول في مفاوضات مع الدول المجاورة في حوض النيل، ونستطيع تدبر الكثير من المحاصيل الزراعية أو الاعلاف التي يحتاجها القطاع الزراعي المصري من أجل النهوض به. وضرب د.عمارة المثال بهذا بقطاع الدواجن الذي بات على وشك الإفلاس بسبب الصعوبات التي يتطلبها توفير تقاوي الطعام الذي يتناوله الدجاج، مثل الصويا على سبيل المثال، خاصة وأن مصر تستورد من الخارج 85% من متطلبات علف الحيوانات، غير أن إحياء هذا النهر ستؤدي في النهاية إلى زراعة الصويا والتقاوى الزراعية المتعددة في مصر ، الأمر الذي سيوفر علينا الكثير من المليارات في النهاية. وقال د.عماره أن هناك بجانب هذا النهر نهرين أخرين أحدهما فرع لنهر النيل يمر فوق البحر الأحمر، مشيرا إلى ضرورة أستغلال هذه الأنهار خاصة مع تزايد الضغوط الاقتصادية والغذائية على المصريين الآن. المفاجأة في هذا الكشف العلمي الجديد أن د.عماره قال أن هذه الأنهار الجديدة التي تم الكشف عنها مياهها متجددة، أى أنها ليست بمياه راكدة وهي تتجدد باستمرار لانها تعتمد على مخزون ضخم من هذه المياه يأتي من قلب أفريقيا وتحديد من دولتي تشاد ثم النيجر وليبيا، وهو ما يعني رصيد لا محدود من المياه العذبة التي ستجعل مصر أغنى من أي دولة بترولية بالعالم. بدوره أشاد اللواء طارق المهدي محافظ الوادي الجديد بهذا السبق العلمي الهام الذي كشف عنه د.عماره موضحا أنه سيساهم في تحويل الوادي الجديد إلى وادي جديد بمعنى الكلمة من الممكن أن يستفيد منه المصريين جميعا ويتحول إلى مخزن مصر الاستراتيجي من الطعام. وقال المهدي في مداخلة هاتفيه بالبرنامج إن هناك الكثير من المشاريع الزراعية التي سيتم القيام بها عند القيام بهذا المشروع . وأضاف أن لديه الكثير من الطموحات لإقامة مزارع الطيور والحيوانات في الوادي الجديد وبالتأكيد سيكون هذا الكشف عامل مساعد هام في إنشاء هذه المزارع ورعايتها وتوفير الطعام للحيوانات بها. وعند هذه النقطة قال د-عماره إن غالبية الحيوانات في الوادي الجديد تشرب من مياه الصرف، وهو ما سيتم القضاء عليه تماما عند إحياء مشروع النهر الجديد الذي سيوفر المياه العذبة للإنسان والنباتات ومختلف الكائنات الحية الأخرى. المثير للانتباه أن المهدي أشار إلى إمكانية الاستفادة من عدد من المشاريع الهامة الأخرى الموجودة في الصعيد بصورة خاصة ومصر عموما ، مثل مشروع توليد الكهرباء من بحيرة ناصر ، وهو المشروع الذي تشير بعض من الدراسات العلمية إلى إمكانية الاستفادة من مياه هذه البحيرة في إنتاج كميات لا محدودة من الكهرباء من الممكن أستغلالها في العديد من المشاريع البنوية. وأضاف المهدي أن بمصر كنوزا لا تنبض، موجها الدعوة إلى د-هالة سرحان للحضور إلى الوادي الجديد لرؤية الثروات المتميزة التي تتواجد بها هذه المحافظة. وطالب المهدي في نهاية المداخلة بضرورة المساهمة في إنشاء جامعه للدراسات الصحراوية في المحافظة ، وهي الجماعة التي ستفيد مصر والمنطقة باسرها خاصة في ظل الإمكانيات التي يتمتع بها الوادي الجديد. ونبه د.عماره إلى نقطة هامة للغاية وهي إمكانية زراعة الكثير من المنتجات الطبية والعطرية وكل المستلزمات المتعددة الأخرى ، التي من الممكن استغلالها لسد حاجة السكان من جهة والتصدير للخارج من جهة أخرى. وكشف د-عماره عن رغبة الحكومة اليابانية في الحضور إلى مصر والاستثمار بها ، مشيرا إلى عرض طوكيو المساهمة في الاستثمار بمصر وإجراء أبحاثا علميه بها ستفيد مصر واليابان سويا على حد سواء. من جانبه طالب وزير الإسكان محمد البرادعي في مداخلة مع البرنامج بضرورة الاهتمام بالمستقبل، مشيرا إلى أن حاجة المصريين الان تفرض علينا الأهتمام بالغد بدلا من السكون والانتظار، وقال البرادعي "الناس مش هتستنانا كتير عايزين ياكلوا ويشربوا ويشتغلوا ولازم نعملهم ده".