أكد د. «إسماعيل سراج الدين» مدير مكتبة الإسكندرية أن الفترة الحالية التي نعيشها فترة صعبة وليس لها مثيل في حياة الإنسانية بسبب تغيير نوعية المعرفة التي انتقلت من النقش علي الحجر، تلاها الكتابة علي اللفافات لتصل بعد ذلك إلي ظهور الكتاب الذي لا يتغير بمرور الزمن. جاء ذلك خلال ندوة «الأعمدة السبعة للمعرفة الجديدة» الذي أقامها د. «سراج الدين» بمقر المجلس الأعلي للثقافة بحضور عدد من الشخصيات العامة، وفي مقدمتهم الدكتور «يحيي الجمل» والدكتور «مصطفي الفقي» والدكتور «عماد أبوغازي» رئيس المجلس الأعلي للثقافة فضلاً عن وجود نخبة من المثقفين وأساتذة الجامعات. وتنبأ «سراج الدين» بأن العشر سنوات القادمة ستشهد حالة من التقدم المعرفي، تؤكد أن ما نحن فيه هو مجرد بداية لثورة عملية معرفية قادمة يعتمد فيها العالم علي السوبر كمبيوتر القادر علي حساب عشرة آلاف مليار مسألة في الثانية الواحدة. أما الأعمدة السبعة للمعرفة الجديدة من وجهة نظر «سراج الدين» فيبدأ أولها من «التقسيم في المعلومات وانتقالها من الموت إلي الحياة»، واصفاً المعرفة الجديدة ب «الكتلة الخرسانية المتداخلة» والتي لا يمكن فصلها أو تقطيعها إلي أجزاء، مثلما كان يحدث في المعرفة القديمة الموجودة في الكتاب. واستطرد «سراج الدين»: إن ثاني هذه الأعمدة هو عمود «الاستمرارية» في التجاوب مع كل ما هو قادم وجديد، وهذه الاستمرارية تأتي بتغيير المفاهيم وإضفاء حاجز اللغة، إضافة إلي القنوع المعرفي، مما يعني وجود كتاب اقتصاد مع كتاب اجتماع أو تاريخ، أو غير ذلك من أنواع المعرفة المختلفة لها، ويشير إلي أن هذا العمود المعرفي يشمل أيضاً علاقة النص بالصورة، نظراً لاعتماد العالم الآن علي الصورة في توصيل المعلومات، رغم أن الصورة لها عيوبها في عدم تحريك ذهن المتلقي. وأضاف مدير مكتبة الإسكندرية: أما العمود الثالث للمعرفة فيعني «تفاعل الإنسان» مع الآلة، مؤكداً عدم استطاعة الإنسان خلال الفترة القادمة الوصول إلي الكم المعرفي دون التعايش مع الآلة في شتي الميادين باستثناء الرياضيات البحتة والفلسفة. لافتاً إلي أن ذلك يدفعنا لأن نسأل ما دامت الآلة تتطور بهذه السرعة فماذا سيحدث في الغد حين تستطيع الآلة التغلب علي العقل البشري؟ وأكد «سراج الدين» أن العمود الخامس للمعرفة الحديثة هو «التوقع» ويليه في المرحلة السادسة «التوصيل بين الأشياء المتباينة» ويذهب إلي ما هو أبعد من ذلك حين يقول إن العمود السابع والأخير للمعرفة هو «الحاجة إلي التخصص»، مستشهداً بأن إيران وتركيا سبقتنا في المعرفة الجديدة بعدما كانوا خلفنا في الفترة الماضية.