اليوم تعود مباريات الدوري الممتاز ومعها تتفرق الجماهير بين انتماءاتها للأندية بعدما توحدت خلف المنتخب الوطني واحتفلت بالإنجاز التاريخي الذي حققه حسن شحاتة واللاعبون بالفوز ببطولة الأمم الأفريقية للمرة السابعة والثالثة علي التوالي. ومع عودة مباريات الدوري يعود صراع النقطة سواء للمنافسة علي القمة أو الهروب من شبح الهبوط، ولأن الشتائم جزء أساسي من ثقافة التشجيع في مصر ستهتف الجماهير ضد اللاعبين الدوليين الذين حملتهم علي الأعناق عقب إنجاز أنجولا وسيعود الصقر أحمد حسن وهاني سعيد ومحمود فتح الله ووائل جمعة وعماد متعب و«جدو» وزملاؤهم الذين أسعدوا الشعب المصري لسماع الشتائم التي تنال منهم ومن عائلاتهم كل هذا من أجل نقطة في بطولة وهمية يحاول سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة أن يقنع الجميع أنها أفرزت اللاعبين الذين فازوا ببطولة الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية وبالتالي اتحاد الكرة يدير مسابقاته بأسلوب علمي، لكن هذا الكلام بعيد عن الحقيقة التي يعرفها الجميع وهي أن البطولة التي لا تشهد منافسة حقيقية في القمة والبطولة التي لا يوجد لها جدول ثابت ولو لموسم واحد لا يمكن أن تفرز لاعبين يمكنهم تمثيل مصر دولياً، والحكاية أن حسن شحاتة مدرب عبقري يعرف كيف يجعل اللاعبين يحبون بعضهم ويحبون الجهاز ويحترمونه، وبالتالي يخرج كل لاعب أفضل ما لديه، وبالتالي حسن شحاتة هو صاحب الإنجاز وليس زاهر وأعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة. عودة للدوري الذي تبدأ مباريات أسبوعه السادس عشر اليوم «الأحد» ومعها يبدأ الصدام بين جماهير الأندية لكن قبل أن يهتف أي مشجع ضد لاعب دولي عليه أن يتذكر أنه هتف لهذا اللاعب بالأمس، وأن هذا اللاعب كان سبباً في إسعاده وشعوره بالفرح، ورد الجميل يكون باحترام اللاعبين الذين ضمتهم قائمة المنتخب الوطني في أنجولا واحترام كل اللاعبين؛ لأنه لا يوجد إنسان «طبيعي» يقبل أن يتعرض للإهانة وأن يسمع الهتافات التي تنال من أمه وأبيه ليس لشيء سوي لأنه يؤدي عمله وواجبه مع ناديه، واتحاد الكرة مطالب بوقفة حازمة مع الهتافات ضد اللاعبين بعيداً عن الخوف من أسماء الأندية والنادي الذي تهتف جماهيره ضد لاعبي الفريق المنافس يجب أن يتعرض لعقوبة مالية وأن تحرم جماهيره من حضور مبارياته لأن ملاعب الكرة ليست مكاناً لقلة الأدب. اللاعبون أيضاً لهم دور في منع الهتاف ضدهم ومثلما كان لاعبو المنتخب الوطني قمة في السلوك المثالي في بطولة الأمم الأفريقية عليهم أن يتحلوا بهذا السلوك في مباريات الدوري وألا يتعرضوا للحكام أو لاعبي الفريق المنافس. ليكن الإنجاز التاريخي الذي تحقق في أنجولا بداية لعودة الروح الرياضية إلي ملاعبنا التي يجب أن تحظي بالاحترام، لأننا في النهاية مصريون هتفنا باسم مصر ورفعنا علمها وليس معقولاً أن تقوم الجماهير بسب لاعب مصري دون سبب سوي أن قلة الأدب أصبحت من سمات التشجيع في مصر والإعلام يجب أن يكون له دور في إعادة القدسية للملاعب بالتزام الحيادية وعدم العزف علي وتر التعصب الأعمي. إنجاز المنتخب الوطني في أنجولا يحتاج لمن يحميه ويحمي لاعبي المنتخب من القلة التي تهتف ضد اللاعبين بألفاظ يعاقب عليها القانون وليتذكر الجميع أن هؤلاء اللاعبين هم أبناء مصر.