لم يكن عدم وجود نظام للصرف الصحى المآساة الوحيدة فى القرية الأفقر في مصر "حميد" بل قد يكون إنعدام كافة الخدمات الأساسية هى الشكوى التى سأم أكثر من 50 ألف من آهالى القرية من الحديث عنها ، فهناك تجد إنعداماً للرعاية الصحية حيث لا يوجد إلا وحدة صحية معطلة منذ شهور بسبب خطأ فى تجهيزاتها مما يجعل المرض شبحاُ حقيقيا يطارد أهل القرية إذا أصيب أحد أبنائها حيث يتوجب عليهم الذهاب إلى الوحد الصحية فى البدرشين التى تبعد بعشرات الكيلومترات عن القرية . و ما يزيد من مآساة القرية فى التنقل إنعدام الأمن فبعد السادسة مساء يصعب أن تجد أحد يتجول خارج منزله فهناك دائما شخص يحمل سلاح يتجول بين الطرقات يبحث عن سيارة تمر على الطريق للسطو عليها و مساومة صاحبها بعد ذلك لدفع مبلغ مالى للحصول عليها ثانية مما يجعل التنقل بعد غروب الشمس فى القرية من المستحيلات الأربعة . و تعانى أسعدة عبد العزيز التى لا تعرف كم يبلغ عمرها تحديدا من إبتعاد المخبز الوحيد فى القرية بما يقرب من كيلو متر عن منزلها و يغلق مبكرا مما يجعلها و أبنائها يعانون من عدم الحصول على أرغفة العيش . وفي محاولة لمعرفة ملامح مرشحها للرئاسة سارعت بالرد قائلة " لو مبارك نزل هننتخبة تانى هو اللى كان موفر لنا شنط رمضان كل سنة لكن بعد ما مشى ما بقاش فيه شنط أخدنا إيه بقى من الثورة "، و أكدت أنه مرشح الحزب الوطنى المنحل الذى كان يأتى لتجميع الأصوات من آهالى القرية و يختفى بعد ذلك و لكن تبرر أسعدة ذلك قائلة "ما هو بيبعت لنا شنط رمضان و دى بتهون علينا شوية لكن دلوقتى لا شنط و لا خدمات ". و تعالى صوت الحاج محمد أبو عيسى -65 سنة- ليعلن تأييده للثورة قائلا : " الثوة كويسة بس البلطجية و إنعدام الأمن هو اللى مخلينا محتاجين ريس يمشى البلد دى عشان يجعلها آمان تانى،وقال: "عايزه يبقى عادل و ينتقم من ولاد الحرام و يدخلهم السجن و ما يكونشى جبان و ما يقعدش فى البيت زى مبارك و يسمع أخبار الشعب من التليفزيون". ورد عزت حامد -30 سنة - عن مرشح الرئاسة الأفضل لدية قائلا: "عايزه يسيب الشباب تهاجر براحتها و يوفر لهم عقود عمل تغنيهم عن الذل اللى بيشوفوه و ما يقبضوش على الشباب اللى بتحاول تهاجر مع نفسها – بطرق غير شرعية – مش كفاية مش لاقيين شغل فى البلد كمان بيمنعونا نطلع بره نشوف شغلنا ". و يستطرد عزت ليروى مآساته " أنا لسة راجع من ليبيا عشان الثورة و لما حاولت أرجع تانى واحد أعرفه من هناك قالى تدفع ألف جنية ليبى عشان يدخلنى البلد و يلاقيلى شغلانة ده غير 500 جنية لزوم الأوضة اللى هقعد فيها يعنى ألف و 500 جنية من قبل ما أروح أشتغل طب أجيبهم منين " .