الحزب لا يعرف نفسه على إنه إسلامى.. والأتراك مدينون في نهضتهم لمصر الافغانى و محمد عبده برهان أوغلو ينفى علاقة العدالة والتنمية بالإخوان "لا علاقة لحزب العدالة و التنمية بالإخوان المسلمين في مصر، و الحزب لا يعرف نفسه على انه حزب إسلامي، والأتراك مدينون في نهضتهم لمصر الأفغانى و محمد عبده، و الثورة المصرية ستكون إشراقا جديدا للعالم العربي و الإسلامى و تركيا اتخذت موقف رادع لإسرائيل، و نتمنى لمصر أخذ موقف رادع مع إسرائيل" هذا ما قاله الدكتور برهان لور أوغلو خبير العلاقات التركية العربية، و الأستاذ بجامعة (بهنتشة شهر) بإسطنبول في اللقاء الذي نظمه مركز القاهرة للدراسات التركية أمس، و الذي أقيم في ساقية الصاوي على هامش زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر، للحديث عن النهضة التركية و الدور الذي لعبة حزب العدالة و التنمية فيها. و بدء أوغلو حديثة قائلا: "نبارك لكم ثورتكم العظيمة، و نحن نفرح بهذه الثورة لأنها سوف تكون إشراقا جديدا للعالم العربي و الإسلامى، لأن مصر هي مهد الحضارات، و الإصلاح في العالم العربي و الإسلامى بداءً من مصر، و الأتراك مدينون لما قدمه جمال الدين الأفغاني، و محمد عبده و رشيد رضا، و نحن استفدنا كثيرا من التجربة المصرية، و أنا أول كتاب قرأته في الإسلام السياسي كان لسيد قطب، قبل أن تتغير مواقفه". أوغلو الذي يتحدث العربية بطلاقة أوضح في أول زيارة له لمصر، أن السبب الرئيسي لنجاح تجربة حزب العدالة و التنمية هي استفادة الحزب من تجارب الأحزاب التي سبقته، مثل استفاد الحزب من تجربه نجم الدين اربكان، و نحن في تركيا شهدنا تجربة سيطرة الحزب الواحد على الحكم و لكننا تخلصنا منها، و التغيير هو أساس الحياة، و الذين يخافون من التغيير هم أصحاب الأيدلوجيات، و مازلت لدينا العديد من الأشياء التي تحتاج إلى التعديل في تركيا مثل الدستور. و أكد أوغلو في تصريحات خاصة "للدستور الأصلي" عند سؤاله عن علاقة حزب العدالة و التنمية و اردوغان بالإخوان المسلمين في مصر، على انه لا علاقة لحزب العدالة و التنمية بالإخوان المسلمين في مصر، و الحزب لا يعرف نفسه على انه حزب اسلامى ، و الإخوان المسلمين كان لهم وجود في تركيا أثناء فترة الستينات فقط، و حزب العدالة و التنمية يسمح لجميع الجماعات الإسلامية بالعمل في المجتمع التركي، و اردوغان قال أكثر من مرة أن الحجاب ليس من أولوياتي، و هو ما تسبب في انتقاد الكثير من الإسلاميين له، و لكنه أصر على ذلك و قال أن المجتمع ينتظر منا أكثر من ذلك، و يجب أن نلبي طلباته، و المجتمع التركي مجتمع ذو خلفية إسلامية، و لكننا نطبق الإسلام بمفهومنا له مع مراعاة فروق العصور. و أشار أوغلو إلى أن النظام الإسرائيلى تعود على الاعتداء على المدنين و أصبح لا يميز بين المدنين و العسكريين، و معتاد على سلب الحقوق، و الاعتداء الذي قامو به على الجنود المصريين الموجودين على الحدود، و الاعتداء في وقت سابق على سفن تركيا المتجهة إلى غزة، يبين ذلك،" و تركيا اتخذت موقف رادع لإسرائيل، و نتمنى لمصر اخذ مواقف رادع مع إسرائيل ايضا". و عن الموقف التركي الآن من الأزمة السورية، قال أوغلو "نحن مع الشعب ضد القتل، و يجب على بشار الاستماع إلى شعبه، و إلا سيذهب مثل ما ذهب الآخرون، و التدخل الخارجي في سوريا ليس سهلا، و التدخل العسكري سيزيد الأمر صعوبة، و يجب على المجتمع الدولي فرض عقوبات على سوريا، و تركيا لا تريد أن تقتل اى فرد في سوريا تحت اى سبب" مدير مركز القاهرة للدراسات التركية الدكتور طارق عبد الجليل، قال أننا لسنا بحاجة إلى فكرة استنساخ التجارب، لأن لكل مجتمع مشكلاته و خصوصياته، و لكن تركيا دولة شرقية تقترب منا في التاريخ و لدينا مصير مشترك. و عن نجاح حزب العدالة و التنمية، أكد عبد الجليل أن الحزب لا يطرح نفسه كحركة إسلامية، بل هو حزب ديمقراطي محافظ له مرجعية إسلامية، و يعلن التصالح مع قيم المجتمع العلمانية و السبب الرئيسي في نجاحه هو امتلاك الحزب لرؤية فكرية عميقة و حلول لجميع المشكلات، بالإضافة إلى تنظيم داخلي قوى مكون من 12 جناح، من ضمنهم جناح للمراءاة قوامة 2.5 مليون سيدة من اصل 9 مليون هم أعضاء الحزب، مع الإستعانة بالكوادر العلمية المتخصصة و عن كيفية استفادة الأحزاب المصرية من التجربة التركية، قال علاء فاروق رئيس وحدة دراسات آسيا الوسطى بالمركز، انه يجب مراعاة فروق البيئة و المحيط السكاني و الجغرافي بين التجربة التركية و مصر، و لا نحن لا نسعى لنقل النموذج التركي إلى مصر، و لكننا نريد الاستفادة منه، و سبب من أسباب نجاح الحزب هو عدم حصره في شعار، و اردوغان يرفض تعريف الحزب على أنه إسلامى، و لم يرفع أى شعار اسلامي في اى انتخابات، و قال بعد أن فاز " سنواصل السير على طريق حماية القيم الجمهورية، و منها العلمانية، و اردوغان رفع شعار المواطن أولا، و أول قرار اتخذه هو إصلاح الصرف الصحي، و هو ما انتقد من الإسلاميين بسببه.