عار علي حكمه..استمرار سجن المواطن المصري الشريف مجدي أحمد حسين لمدة عام كامل بسبب انفعاله المشروع بماحدث في غزة، ومحاولته الوصول إليها، للتضامن مع أهلها سبة في جبيننا جميعًا.. من منا لم يغضب لما حدث في غزة؟!من منا لم يذبحه العدوان الإسرائيلي من الوريد إلي الوريد؟ ..أن يكون الإنسان «غاضباً» في هذا الزمان فهذه ليست جريمة ولامعجزة، بل المعجزة والجريمة ألا يكون!! عندما تشتد المجاعة، تتوقف الحدود، فليس من العدل أن نقيم الحد علي جائع أو أن نعاقب الجوعي علي أفعالهم، بدلاً من أن نحاسب من تسبب في المجاعة. .. وعندما تشتعل جذوة الغضب في نفوس الأمة فليس من العقل أو العدل أن نعاقب الغاضبين. ماذا فعل مجدي أحمد حسين؟! ما الجريمة التي ارتكبها كي يحال لمحاكمة «عسكرية» عاجلة، تنتهي بعد ساعات، ويمضي عام كامل دون الإفراج عنه؟! إسرائيل ذاتها لم تفعل هذا مع أي من النشطاء العرب أو الأجانب الذين كسروا الحصار علي غزة، وحاولوا- براً وبحراً- الوصول لأراضيها للتضامن معها(!!)ماذا ينتظر مبارك كي يصدر قراراً بإطلاق سراح مجدي أحمد حسين؟! ..حتي إذا صح اتهام مجدي أحمد حسين بالتسلل الحدودي سعياً للوصول إلي غزة أثناء العدوان، فهل هذه جريمة تستوجب محاكمة عسكرية وسجنه عامًا كاملاً؟! ..وإذا كانت بالفعل جريمة، فهل لنا أن نسأل: هل طبقنا هذا النص علي أحد قبل مجدي أحمد حسين؟! هل طبقناه مثلاً علي الفلسطينيين الذين كسروا الحدود مرات ومرات وعبروا إلي أراضينا؟! إذا كنا أعفيناهم من العقوبة تقديراً لأي اعتبارات فالأولي أن يتمتع المتضامن معهم بهذا الإعفاء. ..هل حاسبنا مئات الشباب المصري ممن يتسللون عبر حدودنا البحرية أوالبرية بحثاً عن فرصة عمل في ليبيا أو إيطاليا؟!، أليست الدولة التي تعاقب مجدي أحمد حسين بتهمة التسلل عبر الحدود، هي ذاتها التي تعيد هؤلاء الشباب إلي بلادهم علي نفقتها إذا ضبطوا أو غرقوا؟! ..أليست الجريمة هي الجريمة ذاتها والدافع في الحالتين هو الغضب واليأس؟! .. ماذا كان يملك مجدي أحمد حسين النائب «السابق» بالبرلمان، وأمين عام حزب العمل «المجمد» ورئيس تحرير صحيفة الشعب «الموقوفة» والصحفي صاحب القلم «المحاصر» لكي يعبر عن غضبه المشروع؟! .. ماذا يملك أن يفعل، وهو المحروم منذ سنوات من جميع حقوق التعبير، والتمثيل؟! إذا خاض انتخابات أسقطوه!! وإذا كتب مقالاً سجنوه!! وإذا تقلد موقعاً في حزبه جمدوه!! وإذا شارك في مسيرة احتجاج تركوا كل من حوله واعتقلوه!! .. قلبي يكاد ينفطر علي الزميل مجدي، ابن رمز من أهم رموز الحركة الوطنية المصرية وصاحب المواقف الشريفة والنضال الطويل في مواجهة الفساد والاستبداد.. قلبي ينفطر عليه بعد عام من سجنه ولا نجد مانفعله من أجله غير الحزن والألم!! .. منذ سنوات طويلة ومجدي يخرج من السجن «ليدخله» ويخرج من الظلم ليتعرض لما هو أشد وأنكي وأظلم.. قلبي معه ومع أسرته وإخوانه في حزب العمل، فهذا قدر الشرفاء دائماً في الزمن الرديء.. أسأل الله أن يعفيه ويفتح الأبواب لكل المظلومين وضحايا قانون الطوارئ ومهزلة المحاكمات العسكرية للمدنيين وكل سجناء الرأي في مقدمتهم معتقلو سيناء، والمدون والأديب والصديق مسعد أبوفجر، الذي يتعرض للاعتقال للمرة الثامنة عشرة!! (اللهم فرج سجنهم وانتقم من كل مَنْ ظلمهم)!!!