النيابة : الجناة أطلقوا 700 طلقة علي أفراد الشرطة.. والداخلية تستعين بقوات مكافحة الإرهاب في تتبع المتهمين قبل هروبهم أحد المصابين فى الهجوم المسلح على الشرطة فى سيناء قالت مصادر بسيناء إن مئات البدو الصادر ضدهم أحكام قضائية غيابية من قبائل الرميلات والسواركة والترابين قد فروا إلي الجبال خوفاً من الملاحقات الأمنية التي تنوي الشرطة القيام بها، بحثا عن الجناة المتورطين في الهجوم المسلح علي سيارة الشرطة يوم الأربعاء الماضي، والذي أسفر عن مقتل ضابط وشرطي وإصابة شرطيين وهروب أحد المسجونين. وقال سالم عياد جبر وهو من أبناء قبيلة السواركة بالشيخ زويد إن معظم أبناء قبيلة الترابين التي ينتمي إليها سالم لافي المتهم الهارب سواء من المطلوبين أو غير المطلوبين قد اختفوا تماماً عن الأماكن العامة التي كانوا يوجدون بها بشكل يومي ومنها مدن رفح والشيخ زويد والجورة والماسورة والقريعة والطويلة خوفاً من أن يتم القبض عليهم للاشتباه. وقالت مصادر بدوية إن الشرطة تستعين بطائرة تحمل قناصة محترفين للمشاركة في عمليات البحث عن الجناة الذين نفذوا الهجوم. وقال بدوي يدعي سالمان سلامة إن معظم أبناء البدو لديهم مخاوف من أن تطالهم حملات الاعتقال للاشتباه بحثاً عمن ارتكبوا الحادث، وإن الشرطة ستزيد من معاملتها السيئة لهم علي الحواجز الأمنية وداخل الأسواق والأماكن العامة مثلما حدث في أعقاب التفجيرات التي شهدتها سيناء. وقدرت المعاينة التي أجراها فريق النيابة المكون من المستشارين مجدي الديب المحامي العام لنيابات القناة وسيناء وعبد الناصر التايب المحامي العام لنيابات شمال سيناء وسامي عديلة رئيس نيابة استئناف الإسماعيلية عدد المقذوفات الفارغة التي تم إطلاقها من المسلحين في الحادث علي رجال الشرطة تقدر بنحو 700 طلقة إلي جانب تحطيم الباب الخلفي لسيارة الترحيلات. وقررت النيابة سرعة ضبط المتهم الهارب وإرسال المقذوفات التي تم استخراجها من جثتي الضابط والشرطي إلي الطب الشرعي والمعمل الجنائي. كما قررت التحفظ علي الأسلحة والخزن والمبالغ المالية التي تم العثور عليها في السيارتين اللتين تم ضبطهما وكان يستخدمهما الجناة في تعقب سيارة الترحيلات وتكليف الأدلة الجنائية بفحصهما مع الأسلحة والخزن وتصوير موقع الحادث. ولم تعلق المصادر الأمنية علي الاستعانة بطائرة إلا أنها قالت إن هناك عناصر من قوات مكافحة الإرهاب ستشارك في عمليات البحث عن الجناة والقبض عليهم. وأضافت أن العديد من الأجهزة الأمنية خاصة التي لديها الخبرة في التعامل مع عيسي مرشدي قاتل اللواء إبراهيم عبد المعبود مدير مباحث السويس تمت الاستعانة بها للمشاركة في عمليات البحث عن المطلوبين. وتابعت أنه يرجح أن يكون الجناة قد فروا إلي مناطق وسط سيناء وهي مناطق نفوذ قبيلة السجين الهارب وتتميز بوعورتها الجبلية وصعوبة الوصول إليها دون الاستعانة بأشخاص من البدو. وقالت المصادر إن أجهزة الأمن لن تعتمد بشكل أساسي في هذه المرة علي الجانب المعلوماتي الذي يمكن أن تحصل عليه من أشخاص من قبائل أخري للوصول إلي الجناة والمتهم الهارب مثلما هو حادث في الوصول إلي قاتل اللواء عبد المعبود بسبب نفوذ السجين الهارب الواسعة وصفات القيادة التي يتمتع بها وإمكانياته في قيادة أعداد كبيرة من البدو سواء داخل قبيلته أو خارجها ورفض معظم البدو مد رجال الأمن بمعلومات تفيد في الوصول إليه. وقالت مصادر قضائية إن محكمة جنايات العريش ستنظر اليوم الاستشكال المقدم من سالم لافي بشأن الحكم الصادر ضده بالسجن ثلاث سنوات. وما زالت أسباب هروب لافي لغزاً محيراً أمام رجال الأمن حتي الآن، حيث إنه كان لم يتبق علي انتهاء مدة عقوبته سوي عام واحد وأنه لم يفكر في الهروب منذ بداية القبض عليه. ويقول بعض المقربين من سالم لافي إنه زعيم قبلي مميز وحاول من خلال عملية هروبه أن يثبت لجميع أتباعه أنه لم يهادن الشرطة وأنه علي موقفه من قبائل البدو ومحافظ علي كل أسرارهم.