نشر فى عدد جريدة الأهرام رقم45559 بتاريخ أول سبتمبر2011 مقالاً بقلم الاستاذ محمود معوض بعنوان " المرة الأولى التي نزل فيها مبارك إلى الشارع السياسي" وجاء في نهاية المقال العبارة التالية بالنص: " للتاريخ فقط قال الزعيم جمال عبد الناصر في لقاء جرى في منزله عام 65 احنا مستعجلين على ايه ؟ احنا قاعدين فى الحكم عشرين سنة . . ولما الثورة تثبت اقدامها وتنتهى من خصومها نبقى نعمل الديموقراطية اللى انتم عاوزينها. . " عقب قراءتى لهذه العبارة قمت وراجعت كل ما نطق به الرئيس جمال عبد الناصر منذ 23يوليو1952 وحتى يوم الرحيل 28سبتمبر1970 وهو التجميع الذى تم حصره بالكامل والموجود لدى فلم أجد أبداً هذه العبارة لا فى سنة 1965 ولا قبلها ولا بعدها ، فاتصلت بالاستاذ لبيب السباعى رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام تليفونياً وأبلغته بما نشر وبما توصلت له من نتيجة ورجوته أن يسمح لى بنشر رد على ما ورد فى هذا المقال وبالذات العبارة موضوع البحث فرحب الرجل وكان ودوداً جداً فى حديثه معى وطلب منى أن أبعث له بردى على بريده الالكترونى الخاص والذى أملاه لى . لم أضيع وقتاً وبادرت بإعداد الرد وأرسلته له فى نفس اللحظة . وفى اليوم التالى طلبته للتاكد من استلامه الرد فأكد ذلك وكرر الشكر وأنه يرحب بأن اكتب ما أريد فى أى وقت فى جريدة الأهرام وقال أن الرد سينشر إما غداً أو بعد غد أى إما يوم 3 او 4 سبتمبر وعندما طلبت تأكيد أن الرد سينشر اكد ذلك بشكل قاطع . صدرت جريدة الأهرام أيام 3 و 4 و5 و6 سبتمبر ولم ينشر الرد فاضطررت لكتابة هذه الرسالة لتفسير لماذا قمت بنشر ردى فى المواقع الالكترونية والمواقع الصديقة . ختاما لى تعليق كنت أرجو ألا أكتبه ولكن الواقع أملي على ضرورة تدوينه لأسباب تاريخية حيث أنه فى عهد رئاسة الأستاذ إبراهيم نافع لمؤسسة الأهرام كانت هناك تعليمات منه شخصيا بحظر نشر ما يخصنى فى جريدة الأهرام . : وفيما يلى نص ردى الذى بعثت به السيد الأستاذ لبيب السباعى رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام المحترم تحية طيبة وكل عام وأنتم بخير نشر فى الصفحة العاشرة - صفحة الرأى - من جريدة الأهرام العدد 45559 بتاريخ أول سبتمبر2011 مقالا بقلم الأستاذ محمود معوض بعنوان " المرة الأولى التى نزل فيها مبارك إلى الشارع السياسى " وجاء فى نهاية المقال العبارة التالية بالنص : " للتاريخ فقط : قال الزعيم جمال عبد الناصر فى لقاء جرى فى منزله عام65 " احنا مستعجلين على ايه ؟ احنا قاعدين فى الحكم عشرين سنة . . ولما الثورة تثبت اقدامها وتنتهى من خصومها نبقى نعمل الديموقراطية اللى انتوا عايزينها ". الحقيقة أخى العزيز لقد اندهشت وكذبت عيناى وأنا أقرأ هذا الكلام الذى ليس له أى أساس من الصحة ومن ناحية ثانية غير مرتبط بموضوع المقال وإنما أريد به نوع من الإسقاط بشكل غير مباشر للنيل من فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر وكما يقول المثل الدارج حاول يضرب الكاتب كرسى فى الكلوب . واحب أن أقرر لكم وللكاتب المحترم وللقارىء الكريم أن الرئيس جمال عبد الناصر لم ينطق بهذه العبارة بشكل قاطع ومؤكد وكنت أنتظر أن يدلنا الكاتب المحترم على مصدر وتفاصيل وأسباب صدور هذه العبارة حتى تكون موثقة . ومن ناحية أخرى أؤكد لكم باعتبارى كنت المسئول الأول عن تسجيل وتوثيق وحفظ كل ما نطق به الرئيس جمال عبد الناصر فى الاجتماعات العامة والرسمية أو الخاصة سواء فى منشية البكرى أو فى أى مكان آخر وحيث أنه يوجد لدى كل ما نطق به الرجل منذ أن توليت مسئولية سكرتارية الرئيس للمعلومات ثم كوزير لشئون رئاسة الجمهورية وكذلك تم فعلا تجميع كل ما قاله الرجل منذ قيام الثورة فى 23يوليو1952 وحتى رحيله عن هذه الدنيا الفانية فى 28سبتمبر1970 وحيث أننى راجعت كل كلامه فلم أجد أثرا لمثل هذه العبارة المدسوسة يشكل قاطع ولا اقول عن قصد . وليسمح لى القارىء الكريم أن أذكر بموقفين تاريخيين للرئيس جمال عبد الناصر حول موضوع هذا الرد . الآول كان أثناء أزمة 1954 حيث انفرد البكباشى جمال عبد الناصر بالإصرار على تطبيق الأسلوب الديموقراطى فى الحكم وكان الوحيد الذى استقال وتوجه لمنزله بعد مناقشات واجتماعات حادة وساخنة . والموقف الثانى كان عقب عدوان 1967 وبالذات فى اجتماعات اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى يومى 3و4أغسطس67 حيث دارت مناقشات وحوارات حامية وعنيفة - منشورة بالنص فى كتابى سنوات وايام مع جمال عبد الناصر وقد أصر هو وهو فقط على ضرورة قيام حزبين على الأقل فى مصر على ان تطبق التعددية الحزبية بعد إزالة آثار العدوان أو سنة 75 على أكثر تقدير وعارضه جميع أعضاء اللجنة العليا وكان أكثر الأعضاء معارضة هو السيد محمد انور السادات. هذا هو جمال عبد الناصر الشخص والموقف تقبل منى اطيب المنى آملا فى نشر هذا الرد مع خالص الود والتقدير والاحترام المخلص سامى شرف سكرتير الرئيس جمال عبدد الناصر للمعلومات وزير شئون رئاسة الجمهورية الأسبق مصر الجديدةفى اول سبتمبر2011