أعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إرجاء مبادرته للوساطة بين الحكومة اليمنية والحوثيين؛ لعدم تلقيه أي رد من السلطات اليمنية حتي الآن، مشيراً إلي أن المبادرة سترجأ «إلي أن تتوافر الأجواء المناسبة». ودعا الاتحاد في بيان له إلي «وقف القتال الدائر بين جميع الأطراف»، مشدداً علي «ضرورة المصالحة الشاملة بين جميع الفرقاء في اليمن». وأعلن البيان الذي ذيل بتوقيع الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأمينه العام الدكتور محمد سليم العوا، أن إرجاء المبادرة جاء لعدم تلقي أي رد من الحكومة اليمنية للبدء في الوساطة، وهو ما لم تعلق عليه حكومة صنعاء حتي الآن. وقال البيان: «قام الاتحاد من خلال رئيسه فضيلة الشيخ العلامة القرضاوي والمنسق الخاص بهذه المهمة بالاتصال ببعض الأطراف وبخاصة الدبلوماسية اليمنية بدولة قطر لترتيب لقاء مع فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس جمهورية اليمن منذ حوالي عشرة أيام، ثم ترتيب اللقاء مع الإخوة الحوثيين». وتابع: «وبما أننا لم نتلق أي رد إلي الآن، فإننا نعلن تأجيل هذه المبادرة إلي أن تتوافر الأجواء المناسبة، والاتحاد دائما علي استعداد لمثل هذه المساعي الحميدة والمبادرات الجادة لخدمة الإسلام والمسلمين». وكان الشيخ عبد الله بن بيه عضو مجلس أمناء الاتحاد قد كشف في تصريحات صحفية عن أن بدء عملية الوساطة سيكون «رهناً بموافقة الحكومة اليمنية أولاً»، معتبراً أن البدء بالتواصل مع الحكومة هو «المنهجية الصحيحة للتحرك نحو إنجاز الوساطة والمصالحة». وبين البيان أن إطلاق المبادرة جاء «انطلاقا من المبادئ الإسلامية القاضية بوجوب الإصلاح بين المسلمين، وتحقيق الأخوة الحقيقية علي أساس العدل والقسط، وتطبيقا لأهداف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين». وأكمل: «وتنفيذاً لقرار المكتب التنفيذي الأخير الذي عقد ببيروت يوم 15/1/2010، بضرورة بذل المساعي الحميدة للمساهمة في حقن الدماء، وحل المشاكل التي يعانيها اليمن الحبيب». وكان المجلس التنفيذي لاتحاد علماء المسلمين قد قرر عقب اجتماعاته في العاصمة اللبنانية بيروت، وبرئاسة الشيخ القرضاوي وحضور أعضاء المجلس، القيام بوساطة بين الحكومة اليمنية والحوثيين لإنهاء حالة العنف القائمة هناك، وفق مصلحة اليمن وشعبه. وقرر الاتحاد السعي في المصالحة بين الحكومة والحراك الجنوبي هناك؛ حرصًا علي وحدة اليمن، وتجنيب المنطقة شر التدخل الدولي الذي قد يجد مصلحة في أن يكرر مع اليمن ما جري في العراق، بأسلوب أو بآخر.