يبدو أن ربيع الثورات العربية ازعج الصهاينة، وبشكل كبير ، فراحوا يفكرون في حيل جديدة يعيدون بها الثقة الى اجهزتهم الممقوتة ، من خلال افكار غير مألوفة، ولما لا ؟ فكل شئ الان أصبح غير مألوف ، فأنظمة الحكم العربية تتهاوى النظام تلو الآخر، سبقتهم تونس ومصر، والدور على سوريا واليمن ، والكعكة الليبية . وليس غريب ان تلجأ أجهزة الاستخبارات الصهيوينية الى الحيلة ، وتنفق عليها الكثير من الجهد والمال للحصول على معلومات عن المقاومة وكوادرها، وتقوم بإعداد الخطط اللازمة لتجنيد عملاء قادرين على تنفيذ مهمات محددة، سواء داخل فلسطين أو في الدول العربية ، ففي إحدى الملفات التي اطلع عليها موقع “المجد . . نحو وعي أمني” على الانترنت تبين أن شاباً فلسطينياً جُنّد وكلف من “الشاباك” بإنشاء منتدى إلكتروني على الانترنت متعدد المحاور يضم محوراً عن المقاومة يتناول فيه موضوعات عن الأسلحة وأنواعها وطرق التصنيع. الشاباك الصهيونى قام بمساعدة العميل وهو صاحب المنتدى بإثراء موقعه بموضوعات بالغة الأهمية حول تصنيع العبوات، وتطوير الصواريخ، مع إسقاط حلقة مهمة في عملية التصنيع ،وبحكم خبرة صاحب المنتدى في مجالات الحاسوب، كُلف بوضع ملفات تجسس وهمية في كل موضوع ذي صله بالمقاومة ، وحين يقوم زوار أو قراء المواضيع أو أصحاب الاهتمام بالضغط عليها يصبح حاسوبهم مخترقاً ، واستطاع الشاباك من خلال هذه العملية اختراق حواسيب عدد من كوادر المقاومة، والحصول على معلومات عن شخصياتهم، ومكنته من الوصول إليهم . وسمحت عملية الاختراق لمخابرات العدو باغتيال عدد من المقاومين . وللغرض ذاته أنشأ جهاز المخابرات الصهيوني “الموساد” صفحة خاصة به على موقع “فيس بوك” تحت مسمى “الموساد “الإسرائيلي”- قسم تجنيد العملاء” باللغة العربية، بهدف اجتذاب عملاء جدد يعملون معه لتنفيذ المهام الأمنية والاستخبارية القذرة . ويحاول “الموساد” بهذه الصفحة اختراق التجمعات العربية من خلال إيجاد سبيل لبعض ضعاف النفوس للاتصال به والتواصل، عارضاً تقديم خدمات مالية وإغراءات لمن يعمل معه . ويقول محلل أمني “هذه الخطوة من الموساد مكشوفة تهدف لاستدراج أكبر عدد من الضحايا للعمالة لصالحه، وهي محاولة للوصول لأكبر شريحة من مستخدمي الفيس بوك في الوطن العربي، ومعنى أن تكون الصفحة باللغة العربية فإن المستهدف هم العرب” ، وبين أن هذه الصفحة ستلاقي الكثير من الاستنكار والسخرية من جموع الشباب العربي، داعياً لزيادة الوعي لدى الشباب العربي، كي لا يقعوا فريسة سهلة في يد المخابرات الأجنبية ، ولفت إلى أن المخابرات تبحث عبر المواقع الاجتماعية عن بعض ضعاف النفوس وأصحاب المشكلات الاجتماعية وتعرض عليهم العمالة لصالحها مقابل إغراءات مالية وحل مشاكلهم الاجتماعية وغيرها ، وللاسف يشارك عشرات العرب في الصفحة الأمر الذي وصفه مراقبون بالكارثة ، ما يثير حفيظة البعض لمراسلتهم، ولو على سبيل التجربة او المزاح ، ودعت الصفحة الشبان لترشيح أنفسهم للخدمة في الموساد من خلال تعبئة استمارة سيرة الحياة ، وحذر خبراء أمنيون فلسطينيون من التعاطي مع مثل هذه الصفحات ولو على سبيل التجربة، لأن مجرد الاشتراك فيها يمكن أن يعرض جهاز الحاسوب الخاص بالمشترك للاختراق، والحصول على معلومات وبيانات توظيف ضد صاحبه . على أى حال فان ماحدث للمقاومين الفلسطينيين الذين تم الوصول الى معلومات عنهم عن طريق المنتدى المتعاون مع الصهاينة ، او انشاء صفحات على الفيس بوك للانضمام لشبكة الجاسوسية الصهيوينة ، فى نظر كثير من المراقبين والمحللن السياسيين ، حالة من الافلاس الاستخباراتى ، اذا جاز التعبير ، وايضا يعبر عن حالة من الضعف السياسي والعقلى لدى القادة الصهاينة الذين يسيطرون على هذه الاجهزة . واذا ظن هؤلاء القادة انهم بذلك يصدرون حالة من القلق الى الدول العربية وبخاصة الدول التى اجتازت مرحلة الثورة بنجاح مثل مصر وتونس ، او التى أوشكت على انهاء ثورتها مثل سوريا واليمن ، فانهم ربما يكون قد جانبهم الصواب كثيرا فى هذا الامر ، ولعل مايحدث فى سيناء ، هو تصدير لازمة جديدة الى مصر ، وايضا عملية ايلات الاخيرة تؤكد ان الصهاينة بدأوا فى اجراء حزم من الاحراءات هدفها ، الحفاظ على دولتهم المذعورة من ربيع الثورات العربية ، وايضا ربما يكون للامر نتائج عكسية ، تجعل الدولة المصرية الجديدة تلقى بثقلها السياسيى والاقتصادى والعسكرى الى سيناء المحرومة من التنمية ، وفى هذه الحالة سيتم رسم الخريطة المصرية للتنمية والاقتصاد والامن من جديد ، ويكون هذا الامر وبالا على الجانب الصهيونى ، فيكون فى النهاية على نفسها جنت بنى صهيون .