هل سبق لك أن جلست تحتسي قهوتك و خطر ببالك صديق قديم في الغربة، تفتش عن رقمه ، تتصل به، وبعد التحيات والسلامات المتبادلة ،يفاجئك بالسؤال "البلد عاملة ايه ؟ طمني !". جزء لا يتجزأ من جسد الوطن الحبيب، المغتربون، هربوا من شعور الغربة داخل الوطن إلى الغربة خارجه لأنها أهون قليلا، و الآن يتضاعف الشعور بالغربة عندما تتقاعص الإدارة المصرية عن إجراء التدابير اللازمة لمنحهم حقهم الدستوري في التصويت من الخارج حتى بعد الثورة ، عندها يشعرون أن وطنهم لا يعتد بأصواتهم و لا يود إشراكهم في صنع القرار!، تقول الإحصائيات أن هناك من 7 إلى 10 ملايين مصري بالخارج ،و إن أخذنا متوسط و قلنا 8 و نصف مليون مصري مغترب ، و تعداد مصر السكاني 85 مليون مصري ، هذا يعني أن من كل 10 مصريين هناك مصري مغترب ، أي أن المصريين بالخارج يمثلون 10% من الشعب ، 10% لا يؤخذ رأيهم ، لا يهتم بهم . والغريب في الأمر أن كل من تطرق لهذه القضية ممن نراه ونقرأه في الإعلام ، يقول"المصريين في الخارج نفسهم يصوتوا في الانتخابات" ، كما لو كانت أمنية وردية رومانسية بعيدة المنال اوحالة مزاجية يتمتع بها المرفهين. و الحقيقة أيها السادة أنها ليست أمنية ، لأنه هذا الحق ليس منة من أحد عليهم، بل هو حق أصيل لهم و واجب عليهم ، و هم لن يتنازلو عن حقهم و لن يتهاونوا عن أداء واجبهم في سبيل إرضاء ست الحبايب، مصر! وفي سبيل تحقيق هذا الحق الدستوري اتحدت مجموعة من المصريين بالخارج الغيروين علي بلادهم من أجل توصيل رسالة واحدة: تفعيل حق المصريين بالخارج في التصويت ، واطلقوا علي نفسهم مجموعة "احسبوا صوتي "، اجتمعت المجموعة عبر الانترنت من دول مختلفة حول العالم(كفرنسا ، سويسرا ، السويد ، أمريكا ،قطر ،الإمارات ،بريطانيا و غيرها ) ، تحت راية حب الوطن مصر و في ظل أمل بالمشاركة في صنع قراراته ، و بدأ العمل في سبيل الدفاع عن حق المصريين في الخارج في مباشرة حقوقهم السياسية كافة ! تعددت نشاطات المجموعة ، بدءاً من تنظيم وقفات سلمية أمام السفارات و القنصليات إلى جمع التوقيعات و نشر الاستبيانات ،و محاولةمساعدة الحكومة في حصر أعداد المصريين بالخارج – التي لاتزال وزارة القوي العاملة والهجرة ووزارة الخارجية غير قادرتان علي تحديدها، و- ثم مخاطبة المسؤولين من الإدارة السياسية المصرية ، كما دأبت المجموعة علي إنتاج فيديو للتوعية بالمشكلة ممثلاً أصوات المصريين بمختلف البلدان في الخارج. وقد ، وغيرها من الأنشطة الذي تطرقت لها بعض وسائل الإعلام المحلية والعالمية.، و المدونات المختلفة على الإنترنت و عرضت شاشات التلفيزون المصرية الحكومية و الخاصة بعض أعمال المجموعة! لماذا تكونت مجموعة احسب صوتي ؟تكونت المجموعة لضمان حق المصريين المغتربين في مباشرة الحقوق السياسية من تصويت في الانتخابات المختلفة و في الاستفتائات كافة مثلهم كأخوانهم المقيمين بمصر ،والمطالبة بالسرعة في دراسة كيفية تصويت المصريين في الخارج في الإنتخابات البرلمانية سواء عن طريق الدوائر –محل الإقامة بمصر- أو إمكانية تمثيلهم في البرلمان ،و طلب فتح باب التسجيل في السفارات في مختلف بلدان العالم لحصر أعداد المصريين في الخارج و ضمان معاملة لائقة بالسفارات ، والمطالبة بإتاحة فرصة للتصويت بالجواز الإلكتروني في حالة تعذر وجود بطاقة رقم قومي سارية