انتقد الطابع الإمبريالي للمساعدات في هاييتي اشتراكي ويساري لذا يشبه في آرائه كثيرًا الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز، وكانت ردود أفعاله تجاه التعامل الأمريكي مع أزمة زلزال هاييتي أشبه بآراء جميع الاشتراكيين، فقد انتقد الرئيس الأكوادوري رافايل كوريا «الطابع الإمبريالي» للمساعدة التي تقدم إلي هاييتي، موضحًا أن جزءًا كبيرًا من المساعدات التي تقدم تعود إلي مانحيها بشكل ميزانيات عسكرية أو نفقات للتنظيم. وقال كوريا: «هناك قدر كبير من الإمبريالية لدي المانحين» وأضاف «واصفًا الدول التي قدمت المساعدات في البداية يعطون ولكن جزءًا كبيرًا مما يعطونه يستعيدونه لاحقًا» وقال: «الأموال تذهب إلي مسائل عسكرية وإلي المنظمات غير الحكومية، ما نريده نحن دول اتحاد بلدان أمريكا الجنوبية هو أن تذهب المساعدات التي نقدمها، سواء أكانت كثيرة أم قليلة، إلي الشعب الهاييتي». رافاييل كوريا - ثاني رئيس دولة يزور هاييتي منذ الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في 12 يناير - وقال فور ترجله من الطائرة «هذه مأساة». وأضاف: «بالنسبة إلي العالم أجمع، هاييتي اليوم هي مرادف للضحايا، للألم، ولكن أيضًا للأمل». يتبع كوريا أسلوب العديد من قادة أمريكا اللاتينية فعلي صعيد السياسة الخارجية، وبعدما وضع حدًا للأزمة مع كولومبيا، التي نتجت من رش طائراتها في إطار حملتها لمكافحة المخدرات علي الحدود الإكوادورية، التزم كوريا العمل لبناء أمريكا جنوبية موحدة، متبنيًا - أسوة بالرئيس شافيز - شعار اشتراكية القرن الواحد والعشرين. وكان رافايل كوريا قرر في 2008 إجراء الانتخابات بعد إقرار دستور جديد مستوحي من مبادئ الاشتراكية وسمح الدستور الجديد بتطبيق «اشتراكية القرن الحادي والعشرين» وهي المبادئ التي يتقاسمها كوريا مع نظيره الفنزويلي هوجو شافيز. وقد أعلن عن نيته فرض سلطة الدولة علي قطاع الاقتصاد بينما ذهب النظام الليبرالي السابق إلي حد «خصخصة المياه». ويأمل كوريا أن تتمكن الدولة من لعب دور منظم للاقتصاد وضمان مجانية التعليم والصحة إلا أنه استبعد مرات عدة تأميم وسائل الإنتاج أو إلغاء الملكية الخاصة، وكان الرئيس صرح بأنه سيستقيل في حال لم تسفر الانتخابات عن تشكيل جمعية تأسيسية جديدة تلائم خططه ويتركز 40% من الثروات في الأكوادور التي يبلغ عدد سكانها 6.13 مليون نسمة بأيدي 10% فقط من السكان حسب أرقام رسمية. حصل كوريا في الانتخابات الرئاسية عامي 2004 و2008 علي دعم الجماهير الأكثر فقرًا والطبقات المتوسطة الصغيرة. وكان من بين مؤيديه هناك «المتشددون» الذين يؤيدون «ثورته الشعبية» والناخبون الذين يفضلونه علي الأحزاب التقليدية التي لم تنجح في التجدد، وكان كوريا الذي انتخب في 2006 نجح في إرساء سلطته مستفيدًا في الوقت نفسه من ارتفاع أسعار النفط الذي سمح له بمضاعفة البرامج الاجتماعية في بلد يعيش 38% من سكانه تحت خط الفقر. وواجه هذا الاقتصاد اليساري الشركات النفطية الأجنبية مطالبًا بنسب أكبر من الأرباح وقرر في ديسمبر إعلان توقف الإكوادور عن دفع ثلث ديونها الدولية أي حوالي ثلاثة مليارات دولار، معتبرًا «أنها» غير مشروعة. كما أعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع كولومبيا في الثالث من مارس 2008 بعد قصفها معسكرًا للمتمردين في القوات الثورية الكولومبية في الإكوادور.