فيما تفشت الفوضي وأعمال العنف في جزيرة هاييتي المنكوبة بزلزال مدمر منذ أسبوع، دخلت الدول المانحة للمساعدات الإنسانية في صراع علي السلطة والسيطرة علي الجزيرة التي باتت علي أعتاب كوارث انسانية وأوبئة بعدما أكدت السلطات المحلية في هاييتي أمس انتشال 70 ألف جثة فقط ودفنها في مقابر جماعية في حين تجاوز عدد القتلي 250 ألف شخص. وفي الوقت الذي أعلنت فيه فنزويلا منح 5600 طن من المؤن والمحروقات إلي هاييتي، انضم الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز إلي الرافضين للسيطرة الأمريكية علي إدارة مواني هاييتي، متهماً أمريكا باستغلال الزلزال لاحتلال الجزيرة عسكرياً. وقال شافيز في برنامجه الأسبوعي إن الولاياتالمتحدة أرسلت 3 آلاف جندي مسلحين إلي هاييتي وكأنهم يذهبون إلي ساحة حرب. وفي هذا الصدد كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن بوادر أزمة دولية نتيجة استيلاء الجيش الأمريكي علي عمليات الطوارئ في هاييتي، مما اثار خلافا دبلوماسياً مع دول ووكالات اغاثة ساخطة علي تحويل الرحلات الجوية غير الأمريكية إلي مطار جمهورية الدومينيكان. وقد أعربت البرازيل وفرنسا عن احتجاجهما الرسمي بعد اعطاء واشنطن الأولوية لطائرات الجيش الأمريكي للهبوط في مطار العاصمة "بور أو برنس" وتحويل الطائرات الأخري إلي الدومينيكان. وبينما حذرت برازيليا من أنها لن تتخلي عن قيادة القوات الفرنسية التابعة للأمم المتحدة في هاييتي، واشتكت باريس من ان مطار الجزيرة تحول الي ملحق امريكي، مما كشف عن تخمر الصراع علي السلطة في خضم الجهود الدولية للاغاثة، مما دفع الرئيس الهاييتي ريني بريفال إلي الدعوة إلي التهدئة مشيراً إلي أن الوضع في غاية الصعوبة ولا يتحمل تراشق الاتهامات. وأشارت الصحيفة إلي أن فرنسا كانت تأمل في لعب دور جوهري في الجزيرة التي كانت مستعمرة سابقة لها.. وأكد ذلك إعلان سكرتير الدولة الفرنسي لشئون التعاون الان جويانديه ان باريس اقترحت علي شركائها الأوروبيين ارسال ألف عنصر من قوة الدرك الأوروبية إلي هاييتي لتسهيل نقل المساعدات التي تعهد بها الاتحاد الأوروبي أمس خلال اجتماعه ببروكسل، حيث خصص مساعدات بقيمة 200 مليون يورو لإعادة اعمار الجزيرة. علي صعيد متصل، وصل الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون إلي هاييتي أمس حيث نقل علي متن طائرته مساعدات انسانية وسيلتقي مسئولين وناجين من الزلزال المدمر. وفي غضون ذلك رفعت بريطانيا مساعداتها الإنسانية إلي الجزيرة المنكوبة ثلاثة أضعاف لتصل إلي 30 مليون دولار، حسبما أعلن وزير التنمية الدولية البريطاني دوجلاس الكسندر أمس.