"ليه سبتونا ثلاثة شهور في الشارع؟" سؤال وجهته إحدى سيدات الدويقة من المعتصمين أمام ماسبيرو لأحد موظفي محافظة القاهرة عندما أخبرهم بتوفير مساكن لهم بمدينة النهضة، وعليهم فض الاعتصام والانتقال إلى هناك لاستلامها. قرار فض الاعتصام الذي اتخذه الأهالي صباح اليوم "السبت" جاء بعد ثلاثة شهور من المماطلة والتعنت من جانب المسئولين بالمحافظة، حيث كان خطاب الحافظة طول الوقت يتهم المعتصمين بالبلطجة والنصب والتحايل للحصول على وحدات سكنية لا يستحقونها، وأنهم حصلوا على وحدات سكنية من قبل وتصرفوا فيها بالبيع، بينما كان الأهالي يتهمون المحافظة بالتشهير بهم، وإهانتهم، وإعطاء مساكن لمن لا يستحق في الوقت الذي تتركهم ينامون في العراء. محافظة القاهرة أحضرت أتوبيسات تابعة لها في ساعة مبكرة من صباح اليوم وطالبت الأهالي بالركوب فيها للانتقال إلي النهضة، واستلام الوحدات السكنية هناك، وهو ما استقبله عدد كبير من المعتصمين ب"الزغاريد" والفرح بينما سيطر الشك على عدد آخر منهم خوفا من أن يكون في الأمر حيلة من قبل قوات الأمن والمحافظة لإنهاء الاعتصام والسيطرة على المكان ومنعهم من الاعتصام فيه مرة أخرى. كان عدد كبير من أهالي الدويقة المقيمين بالنهضة والسلام اعتصموا أمام مبنى ماسبيرو احتجاجا على رفض محافظة القاهرة توفير مساكن لهم، بعدما طردوا من مساكنهم عقب ثورة 25 يناير، وفقد الأهالي خلال اعتصامهم اثنين منهم ماتوا غرقا في نهر النيل. وفي أحد البيانات الإعلامية لمحافظة القاهرة في وقت سابق قالت أن اللجنة المتخصصة التي شكلت من بحوث الإسكان بالمحافظة ومباحث شرطة المرافق لبحث حالات معتصمي السلام مازالت مستمرة في أعمالها، واكتشقت استحقاق 9 حالات جديدة ليزيد عدد المستحقين إلى 139 حالة.