.. بلا حروب بقي بلا علم بلا صناعة بلا زراعة بلا اقتصاد بلا سياسة بلا فن بلا تعليم بلا نيلة! منذ انتهت مباراة مصر وغانا في نهائي بطولة كأس الأمم الأفريقية.. أنجولا 2010.. وهي المباراة التي واصلت فيها الأسطورة الرياضية متكاملة الأبعاد.. والمعروفة باسم منتخب مصر القومي بقيادة المعلم حسن شحاتة اللي خلي كل شبك الدنيا يتكلم.. فصول ملحمة الانتصار الساحق الماحق.. للبطولة الثالثة علي التوالي.. وللمباراة التاسعة عشرة في مباريات الأمم الأفريقية دون هزيمة.. وكل الأرقام التي تحققت قياسية وإعجازية ولن تتحطم قبل نصف قرن من الزمان.. أقول منذ انطلقت صرخات الفرح من حنجرة مصر.. وزلزلت براكين السعادة أرجاء جسد هذا الوطن.. في مساء الأحد الماضي.. بعد تتويج منتخب مصر كسيد للكرة الأفريقية لمدة عامين مقبلين.. وقد ركب الجميع موجة الفرح وأقلع الكل من مطار التهاني.. ونسي كل الحاقدين حقدهم ورمي كل المغرضين أغراضهم.. وليس لي اعتراض علي ممارسات الفرح ولا علي تداعيات السعادة إطلاقا ولكن حتي لا ننسي.. فإن الأجواء مسممة بين مصر والجزائر منذ نوفمبر 2009 وأصبحت مسممة بسم زعاف أخيراً خاصة بعد الأربعة بتوع ليلة الخميس.. مع تونس كذلك ليست الأمور علي ما يرام بعد تحاليل الأخ ذياب ورد الإعلاميين المصريين عليه.. ناهيكم عن بعض التوعك مع السودان بعد أحداث أم درمان.. وتوجد أساساً حساسيات مع ليبيا والسعودية والمغرب وبالطبع قطر.. وكل ذلك وأكثر بسبب كرة القدم..!! ومع كل التسليم بأن المذكورة المستديرة أصبحت هي السبب الوحيد.. أؤكد الوحيييييد... لسعادة أبناء هذا الوطن.. والنصر في ملاعب الكرة أصبح هو فقط المتاح لنا.. لا في ميادين الحروب ولا في ساحات العلم ولا في المصانع ولا دروب السياسة نحقق أي انتصارات.. لا لا لا.. نحن ننتصر فقط في ملاعب كرة القدم وأمام التلات خشبات.. والفضل كل الفضل في ذلك لحسن شحاتة ومن معه.. وللفتي جدو.. مثلما كان قبل ذلك لأبو تريكة وعمرو ذكي.. وأنا أذهب إلي أن السر الكبير عند حسن شحاتة وحده.. (يارب ياحبيبي يا رسول الله..) وهكذا فإن هيستيريا الفرح التي رأيناها منذ نهاية مباراة الجزائر ثم تواصلت بعد مباراة غانا.. واشتركت فيها كل طوائف الشعب وبشكل عفوي وتلقائي تماما.. كل هذه الأفراح مبررة ومنطقية جدا بالعند في كل عشاق النكد.... وطوفان المشاعر ناحية حسن شحاتة لا يفيه حقه.. ولا أستبعد أن أسمع قريبا من يرشح اسمه للدخول في انتخابات الرئاسة مع البرادعي وزويل وعمرو موسي.. وأعتقد أنه يستطيع أن يكسب دول.. ولم لا وقد أصبح هو صانع الفرحة حصريا.. ومانح السعادة دون أي ضريبة نكاية في يوسف بطرس غالي.. وأنا مثلي مثل كل أبناء هذا الوطن باحب الفرحة وأتوق للسعادة.. من أي باب بس تيجي طالما من غير ضرايب.. وكل الشعب مشتهي فرحة وخرمان سعادة.. وكل ذلك الطوفان من الأفراح وجميع هذه الاعتبارات والمعطيات... لا يجب أن تنسينا أن مصر كل يوم تفقد عمقا لها هنا.. أو ذراعا لها هناك... وأمريكا أو إسرائيل... عذراً لا تصلحان لأن تكونا عمقاً أو ذراعاً هنا أو هناك.. مهما طبعنا أو صدرنا.. أقول وأكرر.. إن مصر شئنا أم أبينا هي الشقيقة الكبري وهي أم العرب وقلب الأمة العربية (مازال ينبض).. حتي ولو أنها أصبحت أطلالاً أو أضغاث أحلام ليس أكثر... (الأمة العربية مش مصر) ولو كان الزعيم جمال بيننا اليوم... لدعا لقمة عربية طارئة يشاهد وقائعها كل أبناء الوطن العربي الكبير.. (طبعا علي قناة الجزيرة برضه) ويتم عرض مباريات مصر والجزائر سبب المشكلة.. ونجيب من أيام بللومي ما فقع عين الراجل المصري.. وخناقة استاد القاهرة ومجدي عبد الغني.. ونجيب الأخ روراوة ونحلفه علي مصحف.. إن حد فعلا ضرب الأتوبيس بتاعهم بالطوب؟ وفي مباراة البليدة مين اللي سمم الكسكسي اللي أكل منه اللعيبة بتوعنا.. وليه الأخ شاوشي ضرب جدو من غير كورة؟ حد يضرب جدو !! وفين الأخ العقيد من كل هذه المناوشات العربية؟ ولا هو مش قادر يتدخل لوجود حسام حسن وأحمد حسن والاتنين عمدا !!.. وهكذا تناقش القمة العربية كل شيء في الكورة وخطط اللعب والجد.. ويتم تنقية الأجواء تماما.. وممكن جدا ساعتها تتنازل الجزائر لمصر عن تذكرة كأس العالم.. علي أساس إن مستوي مصر الحالي مع المعلم يؤهلها لتمثيل مشرف للقارة الأفريقية.. وتتم كل الاجتماعات والجلسات في جو من الحميمية العربية والإخاء القومي.. فيما في خلفية القمة العربية الطارئة.. تدغدغ الأسماع العربية الأنشودة الخالدة... وطني حبيبي الوطن الأكبر.. يوم ورا يوم أمجاده بتكبر.. وانتصاراته مالية حياته (طبعا طبعا).. وطني بيكبر وبيتحرر (اللهم صلي ع النبي) وطني وطني.. (بس حنقطع الكوبليه بتاع ورده. مش جزائرية؟!) وتتبقي في هذه الملحمة الكروية الشحاتية نقطتان.. بالنسبة لمسألة تدريب المعلم لأحد فرق المونديال.. ليه لأ.. بس بعد ماتش انجلترا يوم تلاتة الشهر الجاي.. ومافيش أي مانع إنه يمرن نيجيريا أو حتي البرازيل.. فإنني أعتقد أنه وبهذا الشكل يستطيع وبسهولة تحقيق بطولة كأس العالم لأي فرقه يدربها.. ما عدا الجزائر بالطبع ربنا يخليلهم سعدان.... بشرط استمرار هجوم علاء صادق والشلة إياها عليه.. النقطة الأخيرة.. أموت وأعرف مين الفنان مرهف الحس وأستاذ تناسق الألوان الذي اختار ألوان تيشرت الاحتفال بالتتويج؟ والله أنا لو معاهم - استحالة ألبسه ومش عايز ميدالية ولا كاس.. وأخيرا لابد أن أقول دائما وأبدا.... مباااااااااااااااااااارك يا مصر..