شاب استنجد بالشرطة العسكرية للتدخل فرد عليه اللواء قائلا: سيبهم يولعوا في بعض من وراء الوقيعة بين أهالي العباسية وبين المتظاهرين -تصوير:هشام محمد انتهت موقعة العباسية بحرائقها وإصاباتها ليفيق الجميع بشوارع الميدان على عدة أسئلة ذهبنا إليهم وجدناهم يبحثون عن إجابات لها على نواصي شوارعهم أمس: لماذا وقعت الاشتباكات بيننا وبين متظاهري التحرير؟ لصالح من خضنا معركة الأمس السبت.. من هؤلاء المندسين بيننا منذ الرابعة عصرا يحذروننا من بلطجية التحرير وقنابلهم وأسلحتهم.. ولماذا ردد ضباط الجيش المتمركزين خلف مسجد النور نفس الكلام وطالبو الأهالي بحماية المنطقة. ربما تكون الإجابة في شهادة أحد الشباب - الذي رفض ذكر اسمه - وقال لم أعد أصدق أحدا، فقد ذهبت إلى لواء بالجيش تابع للشرطة العسكرية أخبره أن أهالي العباسية يحضرون المولوتوف والطوب فوق أسطح المنازل لمهاجمة المتظاهرين فقال لي: "أحسن سيبهم يولعو في بعض". أمير سعد أحد أصحاب المحلات التي تحطمت خلال المواجهات يكمل ما بدأه أحد الشهود حين قال: "في حوالي الرابعة تجمع الأهالي لمناقشة ماسمعوه من ضباط الجيش وازداد الأمر سخونة بعد ظهور شباب بعضهم غرباء عن المنطقة لتجميع الأهالي لتحضير الطوب والمولوتوف فوق الأسطح"، وأكمل: "فور حضور متظاهري التحرير بلافتات وهتافات سلمية سلمية ألقيت طوبة من سطح أحد المنازل فاشتعلت الأحداث وبدأ تراشق الطوب بين الطرفين وعند محاولة المتظاهرين الرجوع، وجدو أنفسهم محاصرين بكماشة من الجيش في الجهة الأمامية والأهالي والبلطجية في الجهة الخلفية"، يعلم كل من الجيش والبلطجية سبب محاصرتهم للمتظاهرين أما الأهالي فكانت مشاركتهم محط حيرة فسروها لنا بقولهم: "خفنا أن يدخل المتظاهرون الشوارع الجانبية للوصول لوزارة الدفاع فقررنا محاصرتهم". الصورة تكتمل أكثر حينما تصدر الأوامر إلى العاملين بمسجد النور بإغلاق أبواب المسجد بحسب رواية أحد العاملين به والذي أشار إلى أن أشخاصا غرباء دخلوا المسجد وطلبوا من العاملين إغلاقه في وجه المتظاهرين حتى لو كان من بينهم مصابين وجرحى، وهو ماتم بالفعل قبل أن يشتد الطرق على الأبواب، فتحدث العامل إلى الشيخ أحمد ترك إمام المسجد وطلب منه فتح الباب فوافق على ذلك ليستقبل المسجد المصابين ويتحول إلى مستشفى ميداني. بوضع شارع "غرب الأشلاق" وخلفيته المعروفة لدى الأهالي حيث ينتهي بسوق الوايلية ومن خلفه تجار الحشيش والمخدرات ومرتع البلطجية والمتسولين على خريطة الحدث، فليس من الغريب اشتعال الأحداث بصورة أكبر فتتحول لحرق السيارات، ومن الغريب أن تجد ثلاثة أشخاص يصدرون أنفسهم متحدثين عن أهالي العباسية لكل من حضر صباح أمس السبت لمتابعة أحوال الميدان بعد الأحداث ومهمتهم الأولى سب المتظاهرين وميدان التحرير. أما الشهادة الأهم التي لا يجب إغفالها، تلقيناها على سؤال من هؤلاء الواقفين في نهاية المشهد يحملون السنج والسيوف، و جاء الرد: بعد بدء تراشق الطوب بين المتظاهرين والأهالي الذي أدرك بعضهم بعد لحظات أن هؤلاء المتظاهرين مسالمين ولا يوجد خوف منهم، فجأة دخل عنصر ثالث للصورة هو بلطجية تمركزوا في حديقة تابعة لمحافظة طب عين شمس إلى جوار مسجد النور خرجوا من داخلها بالمولوتوف ضربوا المتظاهرين لدرجة أن الأهالي فهموا ما يحدث وبدءوا في حمل الماء للمتظاهرين، أما الشهادة الأخرى التي اتفق عليها الجميع فهي "التدخل المتأخر جدا للقوات المسلحة الذي جاء بعد أن أصيب من أصيب من المتظاهرين وما تم إحراقه في شوارع العباسية قد انتهى بالفعل" وهو ما عبر عنه أحد الشباب في جملة واحدة "استيقظنا الصبح نسأل بعضنا البعض: مين اللى يحمي مين ومن مين؟؟!!".