تنفيذا للسياسة التي يتبناها وزير الطيران المدني إبراهيم مناع بإهدار أموال الدولة في مشروعات غير حقيقية، أصدر وزير الطيران تعليمات اليوم بتشغيل رحلتين أسبوعيا بين القاهرة وبورسعيد بطائرات الشركة الوطنية مصر للطيران لتغطية الملايين التي أهدرت لتطوير وتجديد مطار الجميل ببورسعيد دون وجود أي طلبات من شركات الطيران للتشغيل إلى المدينة، حيث استدعى وزير الطيران قيادات الشركة الوطنية حيث قام الطيار حلمي رزق رئيس شركة مصر للطيران إكسبريس والسيد أحمد عبد الله محافظ بورسعيد بتوقيع بروتوكول تعاون بحضور الوزير ورئيس الشركة القابضة مصر للطيران حسين مسعود. وزعم بيان أصدرتة وزارة الطيران اليوم أن الخط الجديد سيربط العاصمة بمدن القناة، وقال مناع في البيان "أن تشغيل هذا الخط الجديد يأتي مواكباً لعمليات التطوير الشاملة التي تقوم بها الوزارة في المطارات الداخلية ومنها مطار بورسعيد حيث تم رفع كفاءة ترمك الطائرات وبداية ونهاية الممر وتركيب نظام جديد للهبوط الآلي ILS ورفع كفاءة صالات السفر والوصول وتغيير الواجهات وتحديث منظومة الإطفاء الآلي ومحطات الكهرباء والإنارة وتزويد الصالات بنوعيات حديثة من المقاعد لراحة المسافرين، ووفقا لمناع فقد بلغت تكلفة هذه الأعمال 20 مليون جنيه، وكشف أنه من المخطط إنشاء مبنى ركاب جديد وممر وترمك في مطار بورسعيد في المرحلة القادمة. وبينما برر رئيس شركة مصرللطيران أكسبريس تشغيل الخط بأنه "سوف يتيح إمكانية السفر مباشرة من قلب مصر إلى واحدة من أهم محافظات القناة وهي محافظة بورسعيد الباسلة والتي تعد أحد أهم المناطق التجارية والإقتصادية الكبري على مستوى الجمهورية"، فأن أسعار التذاكر ستبدأ من 509 جنيه على الدرجة السياحية وتصل إلى 809 جنيه شاملة الضرائب والرسوم ما يجعل من تشغيل الخط لغزا وعلامة استفهام، خاصة وأنه وفقا للبيان فقد أمر مناع بسرعة تشغيل الخط في 17 يوليو أي الأحد القادم. ومع أسعار التذاكر وبالنظر لتجربة تشغيل نفس الخط في التسعينات فلم تكن الطائرات تقلع بأكثر من أربعة أو خمسة ركاب على الأكثر والتعجل بتشغيل الخط يؤكد أنه للتغطية على إهدار 20 مليون جنيه في تجديد مبنى مطار بورسعيد دون وجود حركة جوية، وبينما كان الفريق أحمد شفيق وزير الطيران السابق متمسكا بعدم تشغيل مطارات خاسرة بأموال الوزارة وأكد أكثر من مرة أنه سيكتفي بصيانة المطارات غير المربحة ومنها بورسعيد فقد أصر على ان يكون تشغيل مطار بورسعيد من خلال شراكة مع مستثمرين. لكن مناع الذي تولى ملف المطارات منذ 2002 حتى تعيينه وزيرا ربما يتطلع لتوسعة مغامراته حتى على حساب رفع فاتورة الطيران الذي يعاني منذ توليه منصبه بسبب تداعيات أحداث 25 يناير ويبدو أن معاناة الطيران ستتواصل مع استمرار إهدار المال العام بدون حساب وتوريط الشركة الوطنية المملوكة للشعب وليس للوزير في تسديد فاتورة مغامراته غير المحسوبة. وفيما أكد محافظ بورسعيد أن المحافظة ستتحمل كافة الفروق بين الإيراد والتكاليف تدعيماً لهذا الخط لم يكشف مصادر تمويل شراء عشرين تذكرة على كل رحلة بمعدل 40 تذكرة للذهاب والعودة تتكلف عشرين ألف جنيه وبحسبة بسيطة ستدفع المحافظة 160 ألف جنيه شهريا لشراء تذاكر لن تستخدم ربعها وقال أن لديه كلمة شرف من أحد المستثمرين لشراء 150 تذكرة كل أسبوع وعندما سئل لماذا لم يوقع المستثمر معه البروتوكول قال أن البورسعيدية جدعان ولن يرجعوا في كلمتهم معه". ما يحدث في مطار بورسعيد مهزلة فصولها تتوالى وستنكشف مع تشغيل الرحلة الأولى الأحد القادم، وربما تفجر ملف إهدار المال العام في المطارات المصرية. خاصة وأن وزير الطيران قرر تشغيل خط مباشر من بورسعيد مع الصين بزعم تنشيط التجارة مع المدينة الحرة ويبدو أن مغامرات الوزير لن تنتهي إلا بخراب .....!