تنوعت الأسباب ... والثورة واحدة، فبينما كانت المطالب الرئيسية لهذا الاعتصام محاكمة قتلة الشهداء ووقف تحويل المدنيين لمحاكمات عسكرية إلا أن البعض مازال يتشبث بمصطلحات "هتوقفوا عجلة الإنتاج" و"البلد خربت" و"كفاية مظاهرات" لكن الدستور الأصلي يرى شيئا آخر، فهناك أسباب تجعل كل مصري يخرج من بيته متجها للميدان لا للتظاهر فقط ولكن للاعتصام أيضا. بدل البلاج عندك التحرير وعندك مسجد القائد إبراهيم بالإسكدنرية ولو عايز أحداث سخنة طير على ميدان الأربعين في السويس. ففي التحرير ستجد كل شئ بداية من العصير والمياه المثلجة وصولا إلى الفريسكا والفيشار (بس مفيش كنتاكي ولا خمسين يورو). - صلوا رحمكم بالتحرير فترات كبيرة جدا لا ترى فيها أصحابك لكن نحن نؤكد لك أنك ستلتقي بمعارفك وأقاربك وأصدقاء الميدان ولن تكف عن السلامات لذا ففي ميدان التحرير صلة رحم الثوار. - وزي ما حددنا ميعاد ثورتنا قبلها بكام يوم ... لازم نعمل ثورة تانية بعد 6 شهور هل وجدت بلدا في العالم يحدد ميعاد ثورته قبلها بأيام ...طبعا لا.. فعلها الشعب المصري، وهل رأيت بلدا يثور شعبه مرتين في العام الجواب لا، لكن المصريين قاموا بعمل ثورة مرتين في العام لذا فأنت أمام ظاهرة فريدة لن تجدها إلا في ميدان التحرير. - هتسمع كل الأغاني الوطنية اللي بتحبها نؤكد لك أن كافة الأغاني الوطنية ستسمعها في ميدان التحرير بداية من أغاني الشيخ إمام "كل ما تهل البشاير..من يناير" مرورا بالست شادية "يا حبيبتي يا مصر" وصولا إلى "يا بيوت السويس" ولا تنسى "اللي هيبعد م الميدان عمره ما هيبان في الصور". - هتقابل الشخصيات المشهورة اللي بتحبها في الميدان ستقابل في الميدان شخصيات عامة ومشهورة، بداية من أهل الفن والسياسة ورجال الدين وصولا إلى مرشحي الرئاسة الذين لن تراهم إلا دقائق معدودة في الميدان وإن كنت ترى أن هذه الأسباب فيها شئ من الضحك إلا أننا نؤكد لك أن هناك أسباب لو راجعتها لابد أن تعتصم في ميدان التحرير. - دم الشهداء ما بيضيع هباء هو السبب الرئيسي والأساسي والذي يجعلك تثور وتنزل إلى الميدان وتعتصم لتأتي بحق هؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل حرية باقي الشعب، فمن الصعب أن تسكت على التواطؤ في محاكمة قتلاهم. - مطالب الثورة لم تتحقق بعد ففي الوقت الذي حصل فيه قتلة الشهداء على الإفراج في قضايا قتل الشهداء، مازال الثوار يحاكمون أمام محاكم عسكرية، ففي أقل من 6 أشهر، حوكم 11 ألف مدني أمام المحاكم العسكرية وهذا يعني أن القمع الذي خرج ضده المصريون يوم 25 يناير، مازال يمارس بحقهم وهذا يعني أن الثورة لم تنجح بعد. - التأكيد للقوى السياسية "إياها" بأن الميدان سيمتلئ بهم وبدونهم. هناك قوى سياسية أخذتها العزة بالإثم وأكدت أنه من الصعب عمل مليونية بدونها، وكأن الثورة فصلت على مقاسهم تفصيلا، لكن يوم 27 مايو و8 يوليو واستمرارالتظاهر والاعتصام بميدان التحرير يؤكد لهم أن الميدان على استعداد تام لاستعادة ثورتهم وأن الميدان بهم أو بدونهم لن يتأثر، والقوة الحقيقية للثوار.