زعيم حزب الله: "تحول 5" مناورة داخلية تدل على تحول في العقيدة الأمنية الإسرائيلية حسن نصر الله زعيم حزب الله في كلمته الأخيرة خرج الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله ليتحدث عن أمور 4 رآها الأهم في الوقت الحالي. قسم نصر الله اهتماماته بالعدل بين الساحتين الداخلية والخارجية فتحدث أولا داخليا عن الحكومة الجديدة في لبنان وثانيا عن عمليات التجسس داخل البنية التنظيمية لحزب الله وخارجيا تحدث ثالثا عن مناورة "تحول 5" التي تجريها إسرائيل على جبهتها الداخلية، أما رابع مواضيعه فكانت عن الوضع العربي في الوقت الحالي لاسيما في سوريا. استهل السيد حسن حديثه بأن وصف حكومة نجيب ميقاتي الجديدة بأنها صناعة لبنانية 100% بدون دعم خارجي وبرغم محاولات تعطيلها من بعض القوى الخارجية والداخلية كما قال، وأضاف أنها أظهرت فشل رهان جديد من رهانات فريق 14 آذار الذين ظنوا أن الأغلبية الجديدة لن تستطيع تشكيل حكومة وبالتالي سيعود "صاحبهم الذي ينتظرونه" في إشارة إلى رئيس الوزراء السابق سعد الحريري. البعض داخل لبنان سمى هذه الحكومة بحكومة "حزب الله الشيعي "وهذا تضخيم للحزب كما يرى نصر الله لأنها حكومة أغلبية وليست حكومة حزب واحد ويقول إن الهدف من الإصرار على هذه التسمية هو استفزاز الطوائف الأخرى والتحريض المذهبي الذي اعتاد عليه فريق 14 آذار الذين أشار إليهم دون أن يسميهم واعتبرهم ساعين إلى التحريض الخارجي أيضا، لكن هذا سيضر لبنان ككل وليس حزب الله كما قال. ثم انتقل نصر الله إلى الداخل أكثر وتحدث عن الحزب معترفا بوقوع محاولات من أمريكا وإسرائيل لتجنيد عملاء من أبناء الحزب للتجسس وأعلن عن 3 حالات حديثة ثبتت الاتهامات ضدها، وذكرهم بالأحرف الأولى وهم (أ.ب) و(م.ح) و (م.ع). المخابرات المركزية الأمريكية الCIA هي التي قامت بتجنيد أول حالتين عن طريق بعض ضباطها العاملين في سفارتها ببيروت كدبلوماسيين بينما لا يزال التحقيق جاريا مع الحالة الثالثة لمعرفة الجهة التي يعمل لصالحها والتي حصرها نصر الله بين أمريكا أو أحد الدول الأوروبية أو مصر. الحالات ال3 ليس لأي منهم علاقة بالجبهة أو وحدات الحزب الحساسة ولا بعملية اغتيال عماد مغنية وليسوا من الحلقة القريبة من الأمين العام كما أكد ردا على شائعات انتشرت بالصحف اللبنانية مؤخرا. وانتقل الأمين العام لحزب الله بعدها إلى الحديث عن إسرائيل وتحديدا جبهتها الداخلية التي شهدت هذا العام المناورة الخامسة في السلسلة المسماة "تحول" التي بدأت بعد الهزيمة الإسرائيلية في حرب تموز وانسحابها من الجنوب اللبناني، واسم سلسلة المناورات كما يعتقد نصر الله هو دليل على حدوث تحول حقيقي وضخم في الاستراتيجية والعقيدة الامنية الإسرائيلية. مناورات "تحول" تشمل كل السكان والبلدات والمدن والمنشآت الحساسة وثكنات الجيش والمؤسسات السياسية في إسرائيل وتستهدف الاستعداد للتصرف في لحظات الهجوم على الجبهة الداخلية للمحتل وكيفية عمل المنشآت الهامة في حالة حرب قد تستغرق شهورا. مناورة هذا العام "تحول 5" كانت الأوسع نطاقا وأكدت على أمور شديدة الأهمية برأي السيد حسن الذي يلفت النظر إلى أن إسرائيل تحارب دوما على أرض الآخرين، لكن هذه المناورات دليل على اعترافها بأن جبهتها الداخلية صارت مهددة بعد حرب 2006 وأن أي حرب مقبلة لإسرائيل مع أي جهة من جهات المقاومة ستتضمن عمق مدنها وهو ما يجعلها تفكر 1000 مرة قبل القيام بأي عدوان جديد. لكن زعيم حزب الله يرى أنه لا يجوز الاستكانة والتهاون إلى هذه المعطيات باعتبار المناورات دفاعية بالأساس لأن إسرائيل ذات طبيعة عدوانية هجومية وبالتالي يجب أن يظل مقاوموها مستنفرين منتبهين. وكان ختام الحديث باستعراض الأوضاع العربية بداية من حيث العلاقة مع إيران وقال السيد "إن هناك من يعمل ليل نهار داخل الدول العربية لشيطنة إيران وتصويرها العدو الأول للعرب" لكن هذه المحاولات لا تصب إلا في مصلحة إسرائيل وأمريكا كما أكد موضحا أن إسرائيل تخشى على وجودها من الجمهورية الإسلامية وبالتالي تحاول خلق الأعداء لها في كل مكان. وبشأن سوريا اعتبر الأمين العام لحزب الله أن محاولة إسقاط نظام الأسد هي من مصلحة إسرائيل بالأساس، فهذا النظام كما يقول هو المقاوم والممانع الوحيد لها من بين دول الطوق وأشار إلى الدور السوري في دعم المقاومة اللبنانية خلال حرب تموز 2006 وقال " لا يجب أن نوضح بالضبط دور نظام الأسد في دعم المقاومة لكنه مؤثر جدا" وأضاف أنه يجب إعطاء الفرصة للأسد الذي أصدر عفوين عامين عن معارضيه ووعد وبدأ بالإصلاحات كما قال. وأخيرا اعتبر حسن نصر الله البحرين أفقا مسدودا حيث تواجه السلطات هناك المظاهرات السلمية بالسجن المؤبد والقتل لكنه أكد أن إرادة الشعوب لا بد أن تنتصر في النهاية.