قالت مصادر أمنية إسرائيلية إن مصر تبنت وجهة النظر الإسرائيلية الأمريكية بشأن المصالحة الوطنية الفلسطينية بعد تهديد الولاياتالمتحدة بقطع المعونات عن السلطة الفلسطينية، وأنها حولت جهودها لمسار آخر وهو تجديد المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. ونشرت صحيفة «هاآرتس» في تقرير لها أمس أن مسئولين أمنيين إسرائيليين صرحوا بأن المصريين باتوا يوافقون علي وجهة النظر الإسرائيلية الأمريكية بأنه لن ينتج شيء إيجابي عن جهود القاهرة لعقد مصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية. إذ إن إدارة الرئيس الأمريكي أوباما تخشي أن يعزز اتفاق المصالحة من موقف حركة حماس علي حساب محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وسلام فياض رئيس الوزراء. وأضاف المسئولون أنه تم الإيضاح للمصريين بأن «الوحدة الوطنية الفلسطينية ستصبغ الحكومة المشتركة بألوان حماس»، وأن هذا من شأنه أن يضع عراقيل قانونية أمام الإدارة الأمريكية في جهة استمرار تقديم المعونات للسلطة الفلسطينية. ويدور الحديث عن سلسلة قوانين ناقشها الكونجرس الأمريكي تقيد الإدارة الأمريكية بحيث لن تتمكن من تحويل دولار واحد لعباس وفياض منذ اللحظة التي يوافقان فيها علي قبول حماس كشريكة. وتشير هاآرتس إلي أن القاهرة لن تقول ذلك بشكل علني إلا أن مبادرتها للمصالحة لفظت أنفاسها علي حد تعبيرها. ونقلت الصحيفة عن مصدر مصري قوله إن جهود المصالحة توقفت لأن الظروف المحيطة لا تتيح ذلك. ويضيف المصدر أن قرار حماس تأجيل مقترحات التسوية المصرية، بضغط من إيران وسوريا يمنع أي تقدم في المصالحة. وبالمقابل فإن المصريين يحاولون في الوقت الراهن دفع المفاوضات السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بوساطة أمريكية غير مباشرة.