لأن "الجنس الخشن خشن.. والجنس الناعم ناعم!" غلاف الكتاب هذا مشهد محفوظ ويحدث كل يوم *** "طب قولي لي إنتي يا "دولت" إزاي بيعمل كده؟ فهميني ليه بيعمل معايا كده؟ أنا خلاص هتجنن من أفعاله دي... ماتقوليش اهدي، أهدى إزاي.. ده محسسني إني بتعامل مع شخصين مختلفين، د.جيكل ومستر هايد.. يوم يبقى لطيف وحبوب ويقول كلام ملزق من كتر العسل اللي فيه.. ويوم يقول كلام بيعوَّر من كتر الدبش اللي فيه.. يوم يقولي بينا نخرج، فنروح ونتفسح في مصر كلها لغاية ما أرجع البيت ورجلي متكسرة وكأني كنت بحارب مع رمسيس التاني في معركة "قادش"! ويوم تاني لو جبت له فيه سيرة الخروج بحس إني قلت حاجة قليلة الأدب، وإنه كان المفروض أنبهه قبلها إني هقول حاجة لا تصلح للأقل من 18 سنة! طب حد يقولي ياعالم لو طبيعة كل الرجالة كده، يبقى خلاص هطلق الحب والجواز بالتلاتة.. ماهو بناقص كده.. الواحد بيحب وبيتجوز عشان يرتاح ويتهنى، مش عشان يحجز "سويت" جنب إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين ويغني أنا عندي شعرة ساعة تروح وساعة تيجي.. ها ..غنّي معايا يا "دولت".. ساعة تروح وساعة تيجي!.. ها.. ساعة.. وساعة!" *** شوفي يا ستي -الكلام بناتي صرف هذه المرة- هناك حقيقة -ليس بالضرورة أن تكون علمية لكنها حقيقية ومجربة جدا- تقول إن كل ما تمرين به من تفاصيل في علاقتك العاطفية مع الرجل، رغم ما فيها من خصوصية مرتبطة بك وبه، فإنها تحمل عوامل مشتركة أساسية، لابد وأن تظهر في أي علاقة "أنثوية- ذكورية" أخرى مختومة بخاتم الحب. وهو ما يعني أن كل قصص الحب في هذه الدنيا، مشتركة الجذور وإن اختلفت في الفروع، وأول هذه الجذور المشتركة، هي حكمة قالها الفنان "سمير غانم" منذ سنوات طويلة، في الفيلم الشهير اللطيف "الزواج على الطريقة الحديثة"، يومها كان يعلق على مباراة كرة القدم بين فريق من البنات وفريق آخر من الأولاد، ثم قال: "وزي ما قلنا قبل كده يا جماعة.. إن الجنس الخشن خشن والجنس الناعم ناعم"! ورغم أنك قد تظنين أننا "قلبناها تهريج"، لكن بالفعل ما قاله "سمير غانم" حقيقي مائة بالمائة، فالثابت أن الرجل سيظل رجلا والمرأة ستظل امرأة حتى قيام الساعة، ولن يحدث وتجد أحدهما قد أخذ صفات الآخر؛ لأن هذا التباين أساسي وضروري، ولو حدث فيه اختلال، سيكون له أثر رهيب، ليس على علاقتهما فقط، ولكن في طبيعة الأشياء والحياة بشكل عام، مالناش دعوة هنا بالجنس التالت! وإذا توصلنا إلى هذه الحقيقة العلمية الجديدة الفذة "الرجل رجل والمرأة امرأة"، يمكن أن نتوصل إلى حقيقة علمية أخرى جديدة، وهي أن أساس إفساد العلاقة بين الطرفين -اللي هم الرجل والمرأة مش طرفي البطارية طبعا!- هو أن كل واحد منهما -وخصوصا المرأة- يستخدم تفكيره في الحكم على الطرف الآخر. فمثلا تتصور المرأة دوما أنها مادامت سعيدة لكونها رأت طفلا صغيرا يحبو في الشارع، فإن هذا يعني بالضرورة أن يكون الرجل سعيدا بدوره.. وهذا غير صحيح طبعا.. المرأة هنا -عند رؤيتها للطفل- تفكر في الإنجاب وشعورها الذي لا يوصف بالأمومة، لكن الرجل ربما يفكر في المسئولية الأكبر التي ستقع على عاتقه و"البامبرز" الذي سيفتح له دفتر توفير خاص في البريد من أجل أن يوفره لوليده المصاب بالإسهال! و.. و.. و.. .. هذا لا يعني أن الرجل لن يكون سعيدا عندما يصبح أبًا، بالطبع سيفرح جدا إلا أن فرحته حتما تختلف عن فرحة المرأة؛ لأن هناك عوامل أخرى تدخل فيها، وذلك استنادا إلى نظرية سمير غانم الشهيرة "الجنس الخشن خشن والجنس الناعم ناعم"! واستنادا لهذا أيضا، فإن أحد أهم الاشياء التي قد تكون سببا وجيها لإفساد العلاقات، هو أن المرأة تضع "آمالا عظيمة" -ده اسم رواية رائعة للكاتب البريطاني الشهير تشارلز ديكنز"آمال عظيمة great expectations" اقرأها هتعجبك قوي!- لمجرد أن الرجل ذات صباح-مشرق طبعا وليس ملبدا بالغيوم- قال لها "بحبك". القصد في هذه "الآمال العظيمة"، ليس قصرا على ترعة المنصورية، أو شبكة -مجواهرات يعني- من "فتيحي جدة"، أو" يخت" تشارك به في مسابقات "بورتو مارينا"، ولكنه التصور بأن الرجل هو نسخة مطابقة تماما لها في المشاعر، وكذلك على نفس الدرجة من تطورها، ومن وسائل التعبير عنها، وهو أمر غير منطقي طبعا، لأن الرجل يختلف تماما في طريقته في التعبير حتى إن ذلك يظهر في صفات أولية جدا، "طبقة الصوت"، "درجة نعومة الجلد" -وهو ما يؤثر على اللمس يعني!- "درجة تحمله للألم" وهكذا.. وعليه، فإن تبنّي المرأة لفكرة أن الرجل يوم "السبت" لابد وأن يكون "ملتهبا في مشاعره" مثلما هو حالها، أمر غير منطقي على الإطلاق، لأنه ربما يكون "سبتك" غير "سبته"، ولعله يكون مشغولا بأشياء كثيرة مهمة تجعل تواصله معك منقوصا أو في أدنى حالاته، والشطارة هنا تكمن في أن تحولي كل أيامه إلى "سبت".. إزاي بقى؟ سؤال وجيه بس ده مش موضوعنا النهارده!