ألقي الرئيس مبارك خطابين سياسيين في أسبوع واحد. خطاب في عيد العلم الخميس الماضي. .. وخطاب آخر في عيد الشرطة الأحد الماضي. وبدا حرص الرئيس علي حضور المناسبتين وإلقاء خطاب في كل مناسبة.. وكأنه يستعد للدخول في فترة رئاسية مقبلة رغم عدم إعلانه حتي الآن عن نيته الترشح لدورة جديدة ليكمل فترة حكمه وليسجل رقما قياسيا لم يقترب منه أي حاكم لمصر- أو تقديم ابنه جمال باعتباره مرشحاً محتملاً ليرث الحكم.. وقد فرض حادث نجع حمادي نفسه علي حالة خطاب الرئيس في المناسبتين.. ففي عيد العلم طالب الرئيس مبارك الكتاب والمثقفين والمفكرين وعقلاء الأمة والإعلاميين بتحمل المسئولية الكبري في محاصرة الفتنة والتعصب الأعمي والتصدي لنوازع طائفية مقيتة تهدد وحدة المجتمع وتماسك أبنائه وتسيء لصورة مصر مهد الحضارة والتسامح عبر التاريخ. وفي خطاب عيد الشرطة أكد نفس المعاني موجها انتقاداً للأزهر والكنيسة «من مواجهة البلاد أحداث وظواهر غريبة يدفعها الجهل والتعصب ويغذيها غياب الخطاب الديني المستنير من رجال الأزهر والكنيسة .. خطاب ديني يدعمه نظامنا التعليمي وإعلامنا وكتابنا ومثقفونا». دعكم من عيد العلم.. فالحمد لله لم يعد العلم ولا التعليم في حال تسر أي أحد. .. فقد تخلفنا كثيرا. .. وحالة العلماء في الجامعات ومراكز البحوث العلمية في أصعب حال.. ومازالوا يناشدون الرئيس تحسين أحوالهم في ظل تعنت وزير مسئول عنهم وحكومة ترفع يدها عن أي شيء.. وتعتبر نفسها غير مسئولة! وأصبحت المؤسسات العلمية خلال فترات حكم نظام الرئيس مبارك متخلفة ومتراجعة. وعن تراجع الأزهر والكنيسة .. فمن السبب في ذلك؟ أليس النظام الذي حرص في الفترات الأخيرة علي الحصول علي تأييدها في الانتخابات سواء كانت رئاسية أو برلمانية.. بل وصل الأمر إلي العمل علي حصولهما علي تأييد التوريث «راجعوا التصريحات الأخيرة للبابا شنودة». وإذا كان الرئيس يطلب الآن التدخل من المثقفين والمفكرين.. فلماذا لم يستمع الرئيس إليهم من قبل. ألم يطالبوا بإلغاء الطوارئ؟ ألم يطالبوا بإجراء انتخابات نزيهة وشفافة؟ ألم يطالبوا بتداول السلطة؟ ألم يطالبوا بدستور جديد للبلاد يليق بمصر ومكانتها؟ ألم يطالبوا بقضاء مستقل؟ .. فلماذا لم يستمع الرئيس لمطالب المثقفين والمفكرين؟