يا بشار.. هل نسيت أنك ستموت ؟ هل نسيت أنك مثلنا تأكل وتشرب وتخرى؟ بأي حق أطلقت كلابك على جموع شعبك تحاصر وتجوّع، وتعتقل وتقتل، وتعذب وتذبح، هل ظننت نفسك إلها تحيي وتميت ؟ غرتك قوتك فوجهت رصاص غدرك إلى صدور ورؤوس الأحرار من شعبك؛ بينما لم تطلق لا أنت ولا أبوك رصاصة واحدة لتحرير الجولان المحتل منذ احتلالها، وسلحت وسلح أبوك الجيش لقتل أبناء سوريا. يا بشار.. فسّر لنا مفهوم الصمود والتصدي، ووضح لنا الصمود في وجه من، والتصدي لهجوم من، وإلا فإننا سنصبح متأكدين أن أباك قد قبض ثمن الخضوع والسكوت مقدما؛ أن تصبح أسرة (الوحش) على قمة السلطة في سوريا حتى وإن أريقت دماء الأحرار أنهارا، المهم ألا تمدّ السلطة الحاكمة عينيها إلى ما يلي الأسلاك الشائكة على حدود الجولان، يا بشار.. في عام 1982 دك أبوك مدينة حماة على رؤوس أهلها وقتل بضعا وثلاثين ألفا في يومين، والآن تتكرر أحداث ذات القصة، ثار الشعب مطالبا بحريته والعدالة في التعامل معه، وكانت ردة فعلك كردة فعل أبيك من قبل، ولكني أؤكد لك أن النهاية هذه المرة ستكون مختلفة، فالشهداء الذين قضوا في حماة على أيدي أبيك وعمك بقيت أرواحهم على الأرض تلعن قاتليهم، ودماؤهم غذت أرض الشام الطيبة، فخرج منها شباب ورجال لن تستطيع القضاء عليهم، بل هم سيقضون عليك وعلى ذكرى أبيك، فالعالم أصبح مختلفا، وما تفعله الآن هو ضد حركة التاريخ الذي تمضي أيامه دوما في ركب الشعوب، يا بشار.. إضرب ما شئت واذبح من شئت واقتل من شئت وأحي – كما تظن - من شئت، واغضب على من شئت وارض عمن شئت، وستكتشف في النهاية أنك أسد مزيف، وأن شباب سوريا هم الأسود الحقيقيون، وبعد فوات الأوان ستعرف أن الوحش داخلك قد انتصر على النبل، وسيطرت عليك أخلاق الضباع يا بشار.. لا تخَفْ وانقض اتفاق أبيك مع الشيطان، فلازالت لديك الفرصة لتدخل التاريخ من باب رحب مضئ، عتباته ليست ملطخة بالدماء البريئة الطاهرة، لا ترق المزيد من الدماء، فكله سيبقى معلقا في رقبتك حتى تلقى الله، ولن ينفعك ساعتها نفاق منافقيك ولا كذب حاشيتك ولا أموال الدنيا، لا تجعل الشيطان يقود مسيرتك نحو الهلاك، وتكفى دعوة أم ثكلى لتسودّ حياتك، فما بالك بآلاف الأمهات ! لا تنس أنك لن يكون معك في قبرك إلا عملك، فهل تعتقد أن قتل الناس عمل مسل لك في قبرك ؟ أم إنك تعتقد أن الموت لن يلاقيك ؟ واسلمي يا سوريا