هو أحد الناجين من مرض السرطان لأكثر من 33 عاما، وعند تشخيص المرض في مرحلته الرابعة عام 1976، قرر الدكتور روبرت جورتر أن يطبق على نفسه نظرية العلاج بعيدا عن العلاج التقليدي الموجود في ذلك الوقت. وهكذا، تخصص الدكتور جورتر في علاج مرضى السرطان وبعدها طبق نظرياته على المرضى الذين يعانون من العدوى الفيروسية مثل فيروس الإيدز والتهاب الكبد الوبائي بي وسي بطرق جديدة وعملية من خلال استعادة المناعة وغيرها من الطرق. ولأن الغالبية العظمى من الشعب المصري تعاني من أمراض فيروسية، التقى الدستور الأصلى مع الدكتور "روبرت جورتر" المتخصص فى العلاج بالخلايا الجذعية والمناعية ليحدثنا عن طريقة طبيعية وآمنة لكن تواجهها مشكلة واحدة سنعرفها معه من خلال الحوار التالي.. ما هى الخلايا الجذعية والمناعية؟ الخلايا الجذعية أو خلايا "المنشأ" هى المكون الاساسى لأعضاء الجنين, وتتركز عند البالغين فى النخاع العظمى الذى يعد خزاناً لخلايا "المنشأ "البالغة, وتتميزبالقدرة الفائقة على علاج الاعضاء التالفة والإصلاح النسيجى لها, أما الخلايا المتفرعة فهى أحد أنواع الخلايا المناعية وهى تقوم بما يشبه مسح شامل لكل خلايا الجسم بحثاً عن أى تشوهات أوتلفيات لتقوم بتنبيه أقرب غدة ليمفاوية لإفراز خلايا مضادة لهذا التلف. فى علاج أى الامراض يتم استخدامها؟ هذه الانواع من الخلايا اثبتت فاعلية أكيدة فى علاج العديد من الامراض المزمنة والفيروسية مثل الايدز والامراض الكبدية والاورام السرطانية المختلفة وبخاصة الصلبة منها مثل سرطان الكبد والبروستاتا والثدى, وكذلك بعض الأمراض العصبية مثل الشلل الرعاش, فهى تحد من نشاط الفيروس فضلاً عن امكانية محاربتها لأمراض الشيخوخة وتقدم السن, كما أن العلاج بكلا النوعين معاً يحقق نتائج أكثر فاعلية ونجاح. كيف يتم محاربة امراض تقدم السن بهذه الخلايا؟ مع تقدم السن تبدأ خلايا المنشأ النخاعى فى التناقص, مما يسبب اعتلال الصحة الفسيولوجية للأعضاء الداخلية عموماً, كما تصبح عملية الإصلاح النسيجى أقل فاعلية, وعندما يتم حقن المسن بالخلايا الجذعية, تبدأ فى إعادة النشاط الفسيولوجى لجميع خلايا الجسم, لتصبح خلايا الشخص ذي السبعين عاما كما كانت فى الستين, أى بمقدار 10 سنوات أصغر, مما يحسِن الصحة بشكل عام. هل يمكن لشخص ان يتم حقنه لأكثر من مرة؟ بالطبع ممكن, حيث أن تكرار الحقن ليست له أى خطورة او اعراض جانبية, والدليل أنه يمكن للشخص نفسه ان يتداوى بالحقن من أكثر من مرض على مراحل مختلفة دون إصابته بأى اضطراب عضوي, أو خلل فى الوظائف الجسدية. وماذا عن نسب الاستجابة والشفاء؟ نستطيع القول بأن70% من المرضى يستجيبوا للحَقن ويتعافوا تماماً, وهذا يرجع إلى كون هذه الخلايا طبيعية مائة بالمائة,إلا أن هناك نسبة اختلاف بين كل مريض والآخر, ولعل أكبر مشكلة تواجه الحقن بالخلايا الجذعية هى "التدخين", وذلك لأنه يعمل على تدمير الرئة بشكل مستمر مما يستنفذ الخلايا الجذعية فى إصلاحها. هل يمكن لمريض أن يتم حقنه بخلايا من نخاع شخص آخر؟ لا.. من الأفضل أن يأخذ كل شخص الخلايا من نخاعه نفسه وليس من أى شخص آخر, وذلك إمعاناً فى الإلتزام بقواعد الأمان والبعد عن أى خطر حتى وإن كان بنسبة بسيطة, حيث أن الجسم سوف يتمكن من تسجيل أفضل إستجابة للخلايا المحقونة دون أى مقاومة متى كانت تنتمى لنخاع المريض نفسه وليس اى شخص آخر. إلى أى مدى يكون الحقن مأمونا؟ عملية الحقن آمنة تماماً, وليس لها أى آثار ضارة على المريض, حيث أن الخلايا يتم سحبها من جسم المريض نفسه, ويتم تنشيطها معملياً كى تتكاثر بكميات وفيرة لاعادة حقنها بجسمه مرة أخرى, لذا فهى آمنة وفعالة, كما أن ليس لها أى آثار جانبية. كيف يتم تأهيل المريض لعملية الحقن؟ عمليات الحقن لا تحتاج لأى تجهيز أو تأهيل مسبق للمريض, حيث أنها بسيطة وغير مؤلمة, ولكنها تتم على مراحل, فيتم الحقن أولاً على ست مرات, ثم مرة واحدة بعد ستة شهور, وبعد ذلك يتكرر مرة واحدة كل عام, كما أنه لا يحتاج إلى أى عقاقير مساعدة. آثار عقار الانترفيرون جدل كبير عن مدى كفاءته فى علاج الكبد, ما رأيك؟ عقار الإنترفيرون مثل أى عقار طبى له دور مع بعض المرضى والبعض الآخر لا يستجيب له, إلا أنه أولاً وأخيراً "حل وقتى", يعتاد عليه الجسم بعد فترة من تناوله ويحتاج لعقاقير أخرى مساعِدة, ويعود ليدور فى دائرة مفرغة من المرض والالم. أيهما أفضل, زرع الكبد أم حقنه بالخلايا الجذعية؟ بالطبع الحقن أفضل كثيراً, حيث لا يقوم الجسم برفضه كما يحدث فى حالة زراعة الكبد, كما أن المريض الذى يجرى عملية زراعة كبد يجب عليه الإلتزام بتناول العديد من الأدوية حتى يتمكن الجسم من الإستجابة إلى الكبد الجديد, بالإضافة إلى أن العديد من حالات الزراعة تبعتها حالات إصابة بفيروس "سى", فضلاً عن كون عملية الحقن أقتصادية بالمقارنة بالزراعة. ماذا عن مستقبل العلاج بالخلايا المختلفة؟ أتوقع خلال الاعوام القادمة أن يحل العلاج بالخلايا محل العديد من العقاقير الطبية, وأدوية السرطان بشكل خاص,لأنه مع تطوير الابحاث العلمية الخاصة بعلاج مرضى السرطان عن طريق حقنهم بالخلايا, سجلت العديد من الحالات المتأخرة من مصابى السرطان استجابة ملحوظة للعلاج, وهو ما يعنى تقدم العلاج بحقن الخلايا عن الأساليب المختلفة من العلاج الكيميائى والإشعاعى أو إستخدام العقاقير.