قال محمد الكيكي - سكرتير عام محافظة شمال سيناء والمشرف علي غرفة العمليات - في تصريح له أمس إن قيمة التلفيات والأضرار التي سببتها السيول قدرت بنحو 94 مليون جنيه، منها انهيار 592 منزلاً، إلي جانب 1487 منزلاً غمرتها مياه السيول، وتدمير 72 طريقًا بطول 89 كيلومترًا واقتلاع 13 ألف شجرة مثمرة أهمها أشجار الزيتون، و«تقول مصادر أخري غير رسمية إن الأشجار المقتلعة بلغت 30 ألفًا فضلاً عن 300 فدان». وأضاف أن تلفيات شبكات الصرف الصحي والمحطات قدرت بنحو 20 مليون جنيه، ومنطقة الصناعات الحرفية 10 ملايين جنيه، ومستشفي العريش 10 ملايين جنيه، والمدينة الشبابية 2.5 مليون جنيه، والكهرباء والاتصالات مليون جنيه لكل منهما. بينما أكد الدكتور أحمد عبدالوهاب - وكيل مديرية الصحة بالمحافظة - أنه تمت إعادة مستشفي العريش العام إلي الخدمة وتشغيله لاستقبال المرضي وتوفير الخدمة الصحية لهم بعد أن توقف عن ذلك عدة أيام بسبب السيول. من جانبه، قال طلعت الحريري - مدير عام الري والموارد المائية بشمال سيناء - إنه سيتم خلال الفترة المقبلة إقامة 200 سد تعويقي قبل سد الروافعة لتخفيف حدة وقوة المياه التي تدخل إلي السد نتيجة السيول، وتشمل المرحلة الأولي 30 سدًا بتكلفة 30 مليون جنيه من المقرر إقامتها علي الروافد المؤدية لسد الروافعة. من جهة أخري، ألقت أجهزة الأمن بشمال سيناء القبض علي ثلاثة أعضاء باللجنة الشعبية لحقوق المواطن بشمال سيناء بينهم أشرف حفني أمين حزب التجمع بالمحافظة بسبب نشاط اللجنة في معاونة متضرري السيول والقيام بحصر الخسائر والتلفيات وتلقي بلاغات من المواطنين المتضررين وجمع تبرعات لمعاونتهم. وقال مصدر أمني إنه تم إلقاء القبض علي الناشطين الثلاثة، لتنفيذ قرار أصدرته نيابة العريش بضبطهم وإحضارهم علي خلفية المظاهرات التي اندلعت في العريش الشهر الماضي في ظل حالة الانفلات الأمني التي تشهدها سيناء ومقتل أحد أبناء مدينة العريش علي يد مسلحين هاجموا سيارته بوسط سيناء وحاولوا الاستيلاء عليها. وقال مصدر بحزب التجمع إن تنفيذ قرار الضبط في هذا التوقيت يهدف إلي إعاقة عمل اللجنة الشعبية في تقديم العون للمتضررين وكشف الحقائق الخاصة بحجم الخسائر والمتسببين فيها. وقالت الجمعية الأهلية لحماية البيئة بشمال سيناء إن السيول كشفت عدم وجود خطط واقعية عملية لإدارة الأزمات والكوارث البيئية المتوقعة، مؤكدة أن هذا وضح في عشوائية التحرك وعدم قيام أي من المسئولين بواجباته للتخفيف من الآثار الناتجة عن السكان والمرافق، حيث لم يتحرك أي مسئول إلي مواقع السيول الأولي في قري البرث والقريعة وتجمع الكيلو 32 رغم ثبوت وفاة ثلاثة أشخاص ومحاصرة المياه للعديد من المنازل وخروج السكان إلي العراء دون أي مساعدة. وأضافت الجمعية، في بيان لها بعد اجتماع طارئ عقدته برئاسة المهندس عبد الله الحجاوي - رئيس مجلس الإدارة -، أن الاستهتار الشديد بالتشريعات والقوانين التي تحظر البناء في مجاري المياه والسيول أدي إلي بناء مدينة الشباب في مصب الوادي مما أعاق حركة المياه، ومن ثم تدفقت إلي الأحياء المجاورة وأغرقتها، وذلك برغم تحذيرات المجالس الشعبية المحلية من خطورة إنشاء مثل تلك المباني في مجري السيل التي تكلفت حوالي 100 مليون جنيه يدفعها الشعب المصري من قوته. وأشادت الجمعية بالجهود الأهلية لأبناء مدينة العريش خاصة أبناء قبيلة الفواخرية الذين أنقذوا مدينة العريش من الغرق بجهود تطوعية تلقائية باستخدام معداتهم الخاصة من سيارات وآلات لحجز المياه المتدفقة من مجري الوادي إلي المدينة، وأن هذا يؤكد أهمية الدور الأهلي في مواجهة الأخطار والكوارث. وبدأت محافظة شمال سيناء، مع انحسار مياه السيول وعدم وصول موجات جديدة، إجراءات حصر للخسائر والتلفيات التي سببتها السيول التي استمرت لمدة 4 أيام متتالية وقرر اللواء مراد محمد موافي - محافظ شمال سيناء - تشكيل عدة لجان للحصر النهائي للضحايا من موتي و مفقودين ومصابين إلي جانب الخسائر والتلفيات المادية. من ناحية أخري، تم توفير 180 طنا من تقاوي القمح لتوزيعها علي المزارعين بمناطق وسط سيناء بمركزي الحسنة ونخل مجانًا، كما تم دفع 9 جرارات زراعية للمساعدة علي حرث وتجهيز الأرض اللازمة لزراعة القمح مجانًا، حيث تمتد مواعيد زراعة القمح حتي يوم 5 فبراير المقبل. وقال الدكتور إبراهيم خالد - رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بشمال وجنوب سيناء-: إن التلفيات التي أصابت محطات الصرف الصحي والمياه بشمال سيناء بلغت قيمتها 23 مليون جنيه، وتم الانتهاء من إصلاح تلفيات مبني محطة الصرف الصحي الرئيسية بالعريش والموجودة شرق العريش وجار تشغيلها. وقال الدكتور أحمد عبد الوهاب - وكيل مديرية الصحة - إنه تم إصلاح التلفيات وشفط مياه السيول من المستشفي، وإعادة توفير مفروشات وأجهزة طبية بدلا من التي أتلفتها مياه السيول، كما تم توفير الأدوية والعلاج. وأضاف أنه تم تشغيل أقسام الاستقبال والطوارئ وغرف العمليات والعناية المركزة وحضانات الأطفال المبتسرين ووحدة الغسيل الكلوي، وجار استكمال تشغيل باقي الأقسام إلي جانب حصر الخسائر والتلفيات. وقررت اللجنة الشعبية لحقوق المواطن بشمال سيناء تشكيل لجنة تحت مسمي «اللجنة الشعبية لدعم منكوبي السيول» في شمال سيناء وأسوان وتضم عددا من النشطاء والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ستقوم بتجهيز قافلة مساعدات عاجلة تحوي بعض المواد الغذائية والأغطية والمستلزمات الدوائية، وأن اللجنة ستتحرك مساء اليوم - الأحد - بعد جمع التبرعات والمساهمات من المواطنين.