لم تجد إسرائيل أفضل من طريقة التليفزيون المصري في عهد نظام مبارك السابق لتصف به التظاهرة التي جرت أمام سفارة تل أبيب بالقاهرة أمس فبنفس الأسلوب الذي كان يصف فيه التليفزيون المصري الثوار في التحرير بأنهم عشرات أو مئات في الوقت الذي كانوا يبلغون فيه بالفعل مئات الآلاف نقول بنفس الأسلوب قالت الإذاعة الإسرائيلية مساء أمس في أول تقرير لإعلام تل أبيب عن التظاهرة بأن المشاركين فيها لم يتعدوا " بضعة مئات" بالرغم من مشاركة 5 آلاف فرد فيها ،أما فيما يتعلق برد الفعل الرسمي فلم يصدر عن مسئول إسرائيل حتى الآن اي تصريح بشأن الأمر. وقالت الإذاعة الإسرائيلية في تقريرها أن "بضع مئات من المصريين" قاموا بالتظاهر أمام السفارة الاسرائيلية في القاهرة احتجاجا على الاوضاع الامنية المتردية في قطاع غزة مضيفة في تقريرها أن المتظاهرين طالبوا بطرد السفير الاسرائيلي وقامت القوات الأمنية المصرية بمنع المتظاهرين من الاقتراب من مقر السفارة. وبنفس الأسلوب وتحت عنوان " أعلام إسرائيل تحرق أمام سفارتها بالقاهرة " قلصت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية من أعداد المتظاهرين الحقيقية لتجعلهم " حوالي ألف متظاهر" مختصرة بعددهم إلى أقل من الخمس وقالت يديعوت في تقرير لها أنه على خلفية التصعيد في قطاع غزة قام حوالي ألف مصري بالتظاهر أمام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة مطالبين بقطع العلاقات مع تل أبيب والاستمرار حتى تحقيق مطالبهم وتساءلت الصحيفة الإسرائيلية في تقريها هل هناك علاقة بين ما جرى أمام السفارة والانتفاضة الفلسطينية الثالثة التي انتشرت دعوات لها على برنامج التواصل الاجتماعي " الفيسبووك مضيفة أنه خلال عملية الرصاص المصهور على قطاع غزة في يناير 2009 تمتعت تل أبيب بتدعيم وتشجيع مصري ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس لكن بعد إسقاط نظام مبارك تغيرت الصورة وأصبحت أكثر ضبابية وحظت حماس بتعاطف من قبل القاهرة والأصوات القادمة من تلك الأخيرة لا تشجع الجالسين في الحكم بإسرائيل وهو ما تجلى في تظاهرة الأمس أمام السفارة ردا على التصعيد بغزة .
وحذرت يديعوت مما أسمته تنامي "الإسلام المتطرف" في مصر من خلال تحقق الديمقراطية مضيفة في تقريرها أن المتظاهرين المصريين الذين قارب عددهم على الألف كانوا يتظاهرون أمام السفارة تحت حماية عسكرية وطالبوا بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع تل أبيب وانزال العلم الإسرائيلي من فوق السفارة مضيفة أن هذا يأتي في الوقت الذي يشن فيه الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة حملة معادية لتل أبيب هدد فيها تل أبيب باتخاذ اجراءات مصيرية اذا ما تولى الرئاسة بمصر على رأسها تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك اذا ما شنت إسرائيل هجوما على غزة خلال رئاسته.
في سياق متصل استشهد ناشط من كتائب القسام وأصيب آخر بجراح خطيرة، صباح اليوم السبت، بتجدد الغارات الاسرائيلية على شمال قطاع غزة، ما يرفع حصيلة الشهداء منذ الخميس الى 17 شهيدا واكثر من 60 جريحا بينهم خطيرة. وشنت الطائرات غارة على موقع تابع لكتائب القسام في جباليا دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، فيما أغارات الطائرات أيضا على منزل في منطقة العمور بخان يونس دون أن يبلغ عن إصابات كذلك ،وقد اطلقت طائرات الاحتلال صاروخا على الشريط الحدودي في رفح ، هذا وواصلت المدفعية الاسرائيلية فجر اليوم قصف المناطق الشرقية لمدينة غزة بالقذائف. على الصعيد العالمي رفض بان كي مون الأمين العام لهيئة الأممالمتحدة طلبا لشيمون بيريز الرئيس الإسرائيلي بسحب تقرير جولدستون مدينا في الوقت نفسه إطلاق الصواريخ من قطاع غزة لافتا إلى انه يعارض في الوقت نفسه عمليات الجيش الإسرائيلي والتي تؤدي إلى سقوط قتلى في الطرف الثاني في قطاع غزة وهو الرفض الذي جاء خلال لقائ كي مون مع الرئيس الإسرائيلي الجمعة في نيويورك.
وكان بيرس قد برر الغارات الإسرائيلي على القطاع بقوله أن "الأممالمتحدة لا يمكن أن تبقى محايدة في ظل إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل". كما ربط بيرس بين إصابة إسرائيلي في حافلة يوم أمس الأول، وبين مقتل 5 مستوطنين في مستوطنة "إيتمار" في الضفة الغربية. وادعى بيرس في هذا السياق أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها". وفي تل أبيب قال جيورا ايلاند رئيس مجلس الامن القومي الاسبق أنه لن يكون بوسع اسرائيل تحمّل اطلاق صواريخ متطورة على اهداف مدنية في اراضيها معربا عن اعتقاده بان قيام اسرائيل بعملية عسكرية طويلة الأمد ومعقدة في قطاع غزة يعتبر مسألة وقت ليس إلا موضحا أن مثل هذه العملية ستشتمل على دخول القطاع وضرب البنى التحتية للارهاب مثلما جرى خلال عملية "السور الحامي" في الضفة الغربية عام 2002 . وبدوره صرح الوزير الإسرائيلي جدعون ساعر العضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والامنية بان جيش الدفاع سيواصل عملياته الهجومية في قطاع غزة ممارسة لحق اسرائيل في الدفاع عن النفس على حد وصفه مضيفا أن إسرائيل وجهت في اليومين الماضيين ضربة شديدة جدا لحركة حماس وحققت نجاحًا في اعتراض قذائف صاروخية اطلقت باتجاه بئر السبع واشكلون .