القبائل مدججون بالسلاح. القبائل يمتلكون من الرعونة ما يكفي لإشعال حرب قبيلة. القبائل هم من يخيفون العالم من إمكانية أي تغيير في اليمن. و جعلوا كثير من بسطاء اليمن و مثقفيها يفضلون بقاء الوضع على ما هو عليه. ولكنهم، هم اليوم من يؤمن انتصار ثورة الشباب، و يحمي بقاء الثورة سلمية. فلقد وضع القبيلي قنابله، و فجر مفاجأة،و ثار كمواطن اعزل. القبائل في الثورة. هذه حقيقة ، ولديهم خيام بلا سلاح، و هذه هي حماية إستمرار الثورة و المفاجأة. القبيلة بقيت لعقود جزء من النظام، و الآن تمردت عليه، ليس لأنها هتفت "الشعب يريد إسقاط النظام" بل لأنها أسقطت رهانه بإعلان الحرب القبيلة، فاختنقت حجة النظام وهو يرمي القنابل الخانقة، ولا يسمع من الطرف الأخر أصوات الرصاص، و بقاء الثورة سلمية، و مع القبائل، يزيدها شرعية و يسحب شرعية للنظام. كما أن انضمام القبائل، يعد زيادة شرعية الثورة الشبابية، و أنها تمثل كل فئات الشعب. القبيلة الآن تضرب عنق النظام، و تخيب أمله في (العصبية، الهمجية) و تزيد أمل الثورة في (سلمية، شعبية) و في المكان الذي يولد فيه أول مشروع حداثي تعرفه صنعاء، تولد القبيلة. فكون المؤسسة التقليدية، كانت عائقا أمام أي مشروع حداثي، فتواجدها اليوم في قلب الثورة، يؤكد أن النظام هو من افرغ القبيلة من حقيقتها، وهو من سوء سمعتها، و أن الثورة الشعبية تعيد للقبيلة تراثها، و هيبتها. اليوم، نثق في القبيلة، و الخيمة جنب الخيمة، و هي الآن صمام أمان الثورة، و نحن الذين كنا نخاف منها . القبيلة كانت تبدو متخلفة، هذا لأنه لم يستهدفها أي مشروع حداثي من قبل، و حين جاءت الثورة كمشروع حداثي انضمت لها بإرادتها. فالنظام المتخلف، لم يعرف كيف يفهم القبيلة، فكيف له أن يديرها! لقد أثبتت القبيلة أنها عصية، و اثبت النظام انه غبي. برغم تواجدها السلمي، فان عرض القبيلة وشرفها في أمان، و بسبب تواجدها السلمي فان الثورة في أمان. فكون العنف حتى الآن هو اقل من المتوقع من بلد ملغم بالسلاح، فان هذا ليس بسبب ضبط أعصاب النظام و طول باله، بل بسبب هذه القبائل، التي تستطيع دك دار الرئاسة، ولكنها تدك ثقافة النظام، بإبقاء الثورة سلمية. [email protected]