لم يعد في يد الحكام العرب سلاح أمام الملايين من حشود الشعب الرافضة لهم سوي الفوتوشوب .. نعم الفوتوشوب ذلك البرنامج الذي يستخدمه المصصمون والمصورون علي الكمبيوتر لتنقيح وتصليح الصور الفوتوغرافية واضافة الرتوش واللمسات الجميلة لها٬ وفي يوم الجمعة الماضي حاول نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حشد الملايين من المؤيدين له ليخطب فيهم وليظهر لمعارضيه وللعالم ان هناك الملايين من المؤيدين له٬ في مقابل الملايين المعارضة التي تطالبه بالرحيل عن السلطة. ولما لم يكن عدد المتظاهرين كبير بما يكفي فقد لجأت صحيفة الجمهورية اليمنية الي سلاح الكذب والخداع والتضليل فنشرت صباح السبت صورة معدلة للمظاهرة المؤيدة للرئيس اليمني وقامت بمضاعفة أعداد المتظاهرين٬ بتكرار أجزاء من نفس الصورة٬ ونشر أحد الشباب علي صفحة بالفيسبوك الصورة وقام بالاشارة الي المناطق التي تكررت في الصورة بما يؤكد قيام الصحيفة بعملية تزوير فاضحة في مظاهرات تأييد الرئيس٬ ويمكن اضافة هذه الفضيحة الفوتوشوبية الي قائمة فضائح الحكام العرب ومنها الجدل الحالي حول قيام الرئيس المخلوع حسني مبارك باستبدال صورة الفريق سعد الدين الشاذلي بصورته هو في الصورة الشهيرة لغرفة عمليات حرب أكتوبر٬ وهناك أيضا كثير من الصور المعدلة بالفوتوشوب للرئيس في لقاءاته مع رؤساء الدول الأخري بحيث تبدو هيئته الأكثر أهمية٬ وكانت الفضيحة الأكبر صورة الأهرام لمبارك مع كبار زعماء العالم في البيت الأبيض حينما قامت الأهرام بوضع مبارك أمام كل هؤلاء الزعماء ليبدو هو الزعيم الذي يقود قادة العالم٬. صورة توضح التلاعب بالفوتوشوب ويبدو أن تاريخ الديكتاتوريات العربية مستمر في استخدام سلاح الفوتوشوب ليوهم الجميع انهم لازالوا يحظون بتأييد الملايين٬ ولكن أكاذيبهم تفتضح الواحدة تلو الأخري٬ وتظهر أن عروشهم وطغيانهم أوهن من خيط العنكبوت.