استكمالاً لمقالي السابق عن ضحية القمع للأنظمة الحاكمة المصرية على مدى أكتر من ستين سنة من الوصاية و الرقابة و المساومة على أعز ما يسعى إليه الوجدان المصري إلى درجة العبادة و هو الإستقرار، وهو من أطلقت عليه " الراجل إللي واقف ورا كل واحد فينا "... أكمل حديثي بناء على ما دار بيني و بينه من حوار لاحق لأحداث الإستفتاء على تعديلات الدستور كحدث هو الأهم في تاريخ مصر منذ إندلاع ثورة 25 يناير المجيدة. آخر حاجة سمعتها من الراجل إللي واقف ورا كل واحد فينا إن البرادعي يستاهل إللي حصله و هو التعدي عليه بالسب و الرشق بالحجارة أثناء محاولته الإدلاء بصوته في الإستفتاء! ودي بقي غريبه قوي وجديدة وعنصريه فكريا وإنسانيا!! ولأن التعليق افزعني سألته مفزوعاً: "إزاي سيادتك بتقول كده؟!!" فرد عليا بمنتهي الثقة وقال: "مش هو إللي ما إلتزمش بالطابور وتخطي الناخبين إللي قدامه وحاول يدخل قبلهم؟! هو فاكر نفسه إيه؟ أمين شرطة إسمالله بجايزة نوبل اللي واخدها من الخواجات ولا بقلادة النيل إللي واخدها من النظام الفاسد ولا علشان معاه الأمريكان إللي دخلهم العراق قبل كده و عايز يوجب معاهم تاني و يدخلهم مصر كمان؟" الراجل إللي واقف ورا كل واحد فينا بيقول كده وهو مش عارف إن فيه مستندات أهمها بيان د.البرادعي في الأممالمتحدة المصور إللي بيقول فيه بالنص إن العراق خالي تماماً من أي اسلحة دمار شامل.. هو مش عارف كمان إن ما فيش ما يثبت عكس ذلك أو إن د.البرادعي ساهم بأي دور على الإطلاق لدعم الغزو الأمريكي للعراق.. يبقى إزاي هو إللي دخل الأمريكان العراق؟ كان عامل قعدة عرب هناك و قال للأمريكان إتفضلو معانا و بسمالله! ثم إيه رأي سيادك بقي ان في شهود عيان على الواقعة دي بيقولوا إن د.البرادعي متخطاش دوره أصلاً وإن حتى الهجوم عليه بدأ منذ وصوله! يبقى إزيك بجااااا؟! بص يا عم لو إتكلمنا عن التشكيك في كل من منح أي تقدير للدكتور البرادعي وإداله كل النياشين اللي علي صدره دي أنا ممكن أعذرك فيها لأن بعد كمية الفضايح إللي عماله بتنكشف (عن فساد النظام السابق بالذات)، الواحد مننا بقى ممكن يشك في أمه حتى!! ولكن مش من حق أي واحد فينا إنه يحكم علي حد بدون دليل والبرادعي تم الاعتداء عليه وحرمانه من حقه كمواطن في الإدلاء بصوته، و أنا بأكدها إن ده حق أي مواطن بغض النظر عن مكانته العلمية أو الدولية أو الإجتماعية أو أياً كانت مكانته أصلاً لأن مكانته الأولى و الأهم و الأغلى هي إنه إنسان. والدليل إن دي أعمال بلطجة ممنهجة غالباً بقيادة أوركسترا النظام السابق إن لا يعقل بعد ما شاهدناه من تحضر الملايين ممن أدلوا بأصواتهم في هذا الإستفتاء إن يكون ده تصرف جماعة منهم حتى. و لو إفترضنا إن البرادعي تجاوز، وتعدى على حق الآخرين بتخطي أدوارهم، كان المتوقع (رجوعاً على أخلاق الشعب المصري الحقيقي) إن إللي تضرر يتوجه لضباط الجيش أو الشرطة المرابطين عند مداخل اللجان و إبلاغهم لكي يقومو بمهمتهم و هي تأمين الإستفتاء و ضمان الحقوق و يا يتبرعش هو و يقوم بالمهمة دي بنفسه.. ولا الناس دي فاكره إن الجيش هفأ وواقفين ديكور؟ بصراحة المنظر إللي إتصور ده كانت حاجة تكسف قادها قلة من الغوغاء غالباً مأجورين لأن دي فعلاً مش أخلاق الشعب المصري إللي قطع الشك باليقين بأداءه الحضاري في هذا الاستفتاء، و إللي بقوة الأخلاق أجبر العالم بأسره على الإعتراف بقدرته على ممارسة الديمقراطية كما أجبره من قبل بنفس العزم السلمي الأخلاقي على الأعتراف بشرعية ثورته البيضاء. القلة الغوغائية دي أحسن وصف ليهم إنهم مجموعة من النسانيس و لو ليهم حتى الحق في الإنتخاب يعملولهم لجنة في جنينة الحيوانات وتبقى دي لجنة الجبلاية! وكان أولى بيك يا راجل ياللي واقف ورا كل واحد فينا إنك تطالب الجيش المصري بتوجيه تهمة البلطجة لكل هؤلاء إللي تعدوا علي الدكتور البرادعي وحرموه من حقه المشروع كإنسان مصري في الإدلاء بصوته والقبض عليهم ومحاكمتهم.. و"ذوات الديل الخفي" دول طالعين "صوت وصورة" في الفيديو المصور للواقعة المؤسفة دي و الدليل يا راجل مسجل بالفيديو.. و الدليل مش "قالولو"! من الآخر هقولك يا راجل عيب!.. إللي انت بتقوله ده يشوه روح الثورة إللي إنت بتقول إنك بتؤيد كل ماجاءت به من معاني وقيم لحقوق الإنسان و العدالة والحرية. الظاهر إن لحديثي مع الراجل إللي واقف ورا كل واحد فينا حيبقى فيه بواقي مش بقية بس و أنا مش حأستسلم و لا حأنكر عليه حقه علينا كلنا إننا نساعده و نقف جنبه بإعمال العقل و إستمرار الحوار.. بس يا ترى حأعيش لما أشوف اليوم إللي الراجل إللي واقف ورا كل واحد فينا خلاص ما بقاش محتاج لتوجيهنا و يقدر يسوق لوحده من غير تحييز غير للعقل و المنطق.. نفسي!