أبدى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله استعداد حزبه لمساعدة الثورات العربية الشبابية وانتفاضاتها الحالية في أكثر من بلد عربي. وأكد نصر الله، في كلمة القاها مساء اليوم عبر الشاشات أمام حشد جماهيري في إحتفال اقامه حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية تضامنا مع انتفاضات الشعوب العربية، عدم صحة ان تكون أمريكا هي من تقف وراء الثورات الشعبية وتحرض لاسقاط أنظمة تابعة لها. وقال انه من السخف اتهام تنظيم القاعدة بالضلوع في ثورة ليبيا أو ضلوع ايران في ثورة البحرين خصوصا وان الانتفاضات تشارك فيها مختلف الفئات الشعبية من مختلف الفئات العمرية في اصرار وصمود وعزم. وحمل على الانظمة العربية التي تشهد بلادها ثورات شعبية لممارستها القتل والاجرام واطلاق الرصاص على الصدور العارية بحيث باتت امكانية الحوار والتوصل الى قواسم مشتركة أكثر صعوبة. ووصف الاداء الامريكي والاوروبي ازاء ما يجري في المنطقة العربية بالنفاق حيث تطلب الادارة الامريكية من الحاكم الرحيل لاحتواء الثورات وحرف مسارها بما يحقق مصالحها محذرا من الانخداع من السياسات الامريكية بدليل السياسة الامريكية بحق الشعب الفلسطيني المظلوم ولجوئها الى الفيتو لاحباط اي ادانة لاسرائيل في ذبحها للشعب الفلسطيني وتعريض المقدسات للخطر. وأشاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بثورتي شعبي مصر وتونس وبالاداء العسكري والامني لجيشي البلدين. ودعا الشعبين المصري والتونسي الى التوحد في الخيارات الكبرى، محذرا من ان الانقسام سيؤدي الى عودة الانظمة السابقة. وركز نصر الله على ثورة شباب مصر بشكل خاص، مشددا على صيانة الثورة وحمايتها، ولافتا الى ان مفاعيلها لا تقتصر على مصر وحدها وانما على الامة كلها وعلى مساحة المنطقة العربية. وأدان نصر الله الجرائم التي يرتكبها العقيد الليبي معمر القذافي بحق شعبه باستخدام راجماته ومدافعه، متهما الادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي بالالتهاء بمناقشات عقيمة لتوفير الوقت الكافي للقذافي لكي يسحق الشعب الليبي بهدف الاستفادة من النفط الليبي ومن أموال الشعب الليبي. ودعا الثوار الليبيين اللى وعي خطورة المرحلة التي يمرون بها بعد أن دخلت ثورتهم في تعقيدات لعبة الاممالمتحدة، مشددا على الثبات في تصميمهم وفي صمودهم. وندد نصر الله بالجريمة التي ارتكبها القذافي بحق لبنان من خلال تغييبه الامام موسى الصدر ورفيقيه. وشجب الاضطهاد الذي يمارسه النظام اليمني بحق مطلب الشعب اليمني منوها بصمود اليمنيين وسلمية تحركهم. واستهجن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته اللجوء الى الجيوش لمواجهة الشعب البحريني، منتقدا الدول العربية التي أرسلت جيوشها الى البحرين لحماية نظام غير مهدد بالسقوط بينما لم تتحرك جامعة الدول العربية ازاء المجازر التي يتعرض لها الشعب الليبي. وأكد نصر الله ان الوحشية من طبيعة الطغاة فيما يحاصر المظلوم بالمذهبية البغيضة، داعيا علماء السنة والحركات السنية في العالمين العربي والاسلامي وجميع القوى والاحزاب الوطنية والقومية العربية الى التشبه بموقف رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان في عدم الصمت عن الظلم اللاحق بشعب البحرين فقط بسبب مطالبته بحقوقه. وأبدى ثقته بان ما يجري في البحرين لن يثني الشعب عن مطلبه المحق، داعيا البحرينيين الى الثبات والالتزام بقياداتهم الحكيمة الواعية الى ان يستجاب لمطالبهم المشروعة. وأهاب بالدول العربية والاسلامية والنخب العربية والاسلامية التدخل لنصرة الشعوب العربية لايجاد حلول وحقن الدماء ورفع الظلم عن الشعوب العربية ولقطع الطريق على أي تدخل اجنبي يعيد الاستعمار. وتطرق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته الى الوضع الداخلي في لبنان مركزا على الحملة القائمة على سلاح المقاومة. ووصف هذه الحملة بالكاذبة بدليل انه منذ انطلاقتها وتسخير الاعلان والاعلام للتجييش ضد السلاح لم يقع أي حادث مخل بالامن. واعتبر ان هذه الحملة لا تستأهل الرد لانها مجرد ضجيج لن يؤثر على اداء المقاومة وحملة فارغة من اي مضمون، مستعيدا موقف حزبه بالاستعداد لمناقشة كل المواضيع من خلال الحوار. ولفت الى ان المقاومة لن تتأثر بكل الصراخ الحالي وستمضي في استعداداتها بمعنويات عالية فضلا عن انها لن تؤثر على ايمان جمهور المقاومة بل ستزيد هذه الحملة من ايمانه بالمقاومة. وأشار الى ان المقاومة وحدها التي ستفرض على اسرائيل الاقرار بحق لبنان في نفطه وغازه ووحدها ستقف لاسرائيل بالمرصاد في حالة هددت لبنان لسلبه ثروته النفطية. وأكد انه لن يرد على حملة قوى 14 آذار على سلاح المقاومة مهما طالت هذه الحملة، داعيا جمهوره الى الا تستفزه هذه الحملات والى تجاوز قرار الاتهام الذي سيصدر عن المحكمة الدولية، ومعتبرا ان القرار بات معروفا من الجميع رغم انه لم يصدر رسميا لان هدفه جر لبنان الى فتنة سنية شيعية. وشدد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على ان سلاح المقاومة لن يوجه سوى الى اسرائيل، لكنه حذر من ان اي محاولة للنيل من المقاومة قائلا إن المقاومة لن تتغاضى عن هذه المحاولات. وتطرق الى ما كشفته وثائق "ويكيليس" حول مواقف سياسيين لبنانيين خلال حرب يوليو 2006 وتحريضهم من خلال مطالبة الولاياتالمتحدة بان تستمر اسرائيل في الحرب، مشيرا الى ان قسما من هؤلاء السياسيين أجرى نقدا ذاتيا لمواقفه ولكن هناك قسما آخر لايزال يمارس التحريض ويدعو الى تدمير لبنان لاغراض سياسية وفئوية ولايزال يتآمر على المقاومة. وأوضح ان رده سيكون عبر القضاء وسيطلب منه وضع يده على ملفات كل متآمر على بلاده وعلى قتل النساء والاطفال. وأشار الى موضوع تشكيل الحكومة الجديدة، موضحا ان رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي يتعرض لضغوط كبيرة متهما فرقاء داخليين بتوسل الضغوط الامريكية والفرنسية والدولية والاوروبية على ميقاتي لعرقلة تشكيل الحكومة. وأكد نصر الله ان قوى 8 آذار ستواجه التحدي السياسي وستعمل على تشكيل الحكومة برئاسة ميقاتي وبمساعدة من جميع مكونات هذه القوى.