غياب التنسيق وسوء تنظيم عمليات الإغاثة يتسببان في معاناة آلاف المشردين معسكرات نازحي المتضررين من الزلزال أثارت هزة قوية ضربت هاييتي بعد مرور أكثر من أسبوع علي زلزالها المدمر، ذعر السكان والناجين دون التسبب في دمار جديد أو ضحايا. ودفعت الهزة الجديدة وكالات الإغاثة إلي تسريع مساعداتهم لمئات آلاف المشردين المنتشرين في الشوارع. وأجبرت الهزة الأرضية التي بلغت قوتها 9.5 درجات علي مقياس ريختر السكان علي الفرار من المباني وبعيدا عن الجدارن في العاصمة المدمرة بور أوبرانس خوفا من تكرار زلزال بلغت شدته سبع درجات وأودي بحياة عشرات الآلاف. وينام سكان بور أوبرانس البائسون والجوعي في الشوارع أو في خيام منذ الزلزال الذي وقع يوم 12 من يناير الحالي إما بسبب دمار منازلهم أو خوفا من توابع الزلزال. ورغم وصول بعض المساعدات إلي ضحايا الزلزال، مازال مئات الآلاف منهم يعانون نقصا حادا في الاحتياجات بسبب غياب التنسيق وسوء تنظيم عمليات الإغاثة الدولية وغياب مؤسسات الدولة. وقال مسئولو الإغاثة بالأمم المتحدة بعد مرور أكثر من أسبوع علي الزلزال المدمر إن الرعاية الطبية ودفن الجثث وتوفير المأوي والماء والطعام والصرف الصحي ما زالت هي أولويات العمليات الدولية. وتقدر الحكومة الهاييتية عدد قتلي الزلزال بنحو 200 ألف، حيث دفن بالفعل 80 ألف جثة في مقابر جماعية. كما رفعت المفوضية الأوروبية تقديراتها للمشردين من 1.5 مليون إلي مليونين، مشيرة إلي أن 250 ألفا منهم بحاجة إلي مساعدات عاجلة. كما أن العديد من الجرحي المصابين بإصابات كبيرة ما زالوا بانتظار من ينقذ حياتهم من الأطباء الجراحين. وفي هذا السياق قالت منظمة الصحة العالمية إن 13 مستشفي علي الأقل تعمل في بور أوبرانس، مشيرة إلي أنها بصدد إحضار إمدادات طبية لمعالجة 120 ألف شخص خلال الشهر المقبل. ولم تظهر الأمراض المعدية -التي يخشي انتشارها- حتي الآن بين المشردين، رغم أن جرحي كثيرين يواجهون تهديدات مباشرة بالإصابة بالتيتانوس والغرغرينا، كما أن المستشفيات أصبحت مكدسة. وكانت القوات الأمريكية قد بدأت الانتشار في العديد من مناطق العاصمة بما فيها بقايا القصر الرئاسي لتثبيت الوضع الأمني وحماية قوافل المساعدات. وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جوردون دوجويد أن 12 ألف جندي أمريكي ينتشرون حاليا في هاييتي، وأن قرابة ألفين من مشاة البحرية والقوات الخاصة سيصلون إلي الدولة المنكوبة للمشاركة في عمليات الإغاثة والإنقاذ. وكان مجلس الأمن الدولي قد تبني بالإجماع قرارًا بإرسال قوات حفظ سلام إضافية إلي هاييتي قوامها 3500 مجند للمساعدة علي حفظ السلم والأمن وتوفير الإغاثة في حالات الطوارئ وجهود إعادة الإعمار.