قال بنيامين نتنياهو - رئيس الوزراء الإسرائيلي - إن إسرائيل ستحتفظ بوجود أمني علي طول الحدود الشرقية في حالة قيام دولة فلسطينية، مبررًا ذلك بأنه يهدف لمنع تهريب الأسلحة لتلك الدولة. وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي سنوي مع الصحفيين الأجانب في القدسالغربية مساء أمس الأول إن احتفاظ إسرائيل بوجود عسكري شرقي الضفة الغربية أمر ضروري لمنع تهريب الأسلحة إلي الدولة الفلسطينية المستقبلية المنزوعة السلاح. كما أكد أنه يتعين علي إسرائيل أن تؤمّن وسيلة لوقف إطلاق الصواريخ من المناطق المتاخمة لحدودها، مشيرًا إلي أن هذا سيتطلب وجودًا عسكريًا إسرائيليًا في الجانب الشرقي للدولة الفلسطينية المنتظر إقامتها، دون أن يحدد كيفية وشكل تحقيق هذا الوجود الإسرائيلي. وفي سياق تبريره هذا الوجود العسكري، أوضح نتنياهو أن إسرائيل لا تكرر في الضفة الغربية ما حدث بقطاع غزة، في إشارة إلي إطلاق الصواريخ من القطاع. واعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية أن تل أبيب تواجه ما وصفه بخطر تكديس عشرات الآلاف من الصواريخ في قطاع غزة وجنوب لبنان، مشيرًا إلي أنه رغم قرار مجلس الأمن وتعهد المجتمع الدولي فإن حزب الله أدخل كميات كبيرة من الصواريخ. وتعد هذه التصريحات التي أطلقها خلال مؤتمر صحفي عقده في القدس مساء أمس الأول هي الأولي من نوعها التي يعلق فيها نتنياهو علي مسألة الحدود مع الدولة الفلسطينية المقبلة منذ وصوله للسلطة في أبريل الماضي، كما أنها تأتي في وقت تتكثف فيه الجهود الأمريكية لإحياء محادثات السلام المتعثرة منذ نحو عام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وقبل ساعات من وصول جورج ميتشيل مبعوث السلام الأمريكي لتل أبيب أمس. كما سخر رئيس الوزراء الإسرائيلي من القيادة الفلسطينية لرفضها دعوات أمريكية لاستئناف مفاوضات السلام. وأثار تصريح نتنياهو الأخير ردود أفعال غاضبة وسريعة من الجانب الفلسطيني، إذ رفض رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلي وجود عسكري داخل حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية. وقال عريقات إن «نتنياهو مرة أخري يطلب إملاءات وليس مفاوضات». وأوضح أن الفلسطينيين يريدون تأسيس دولتهم المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالشرقية دون أي وجود إسرائيلي عسكري أو مدني. وكان مساعد للرئيس الفلسطيني قد قال إن رئيس السلطة اقترح علي نتنياهو تجميد البناء في مدينة القدسالمحتلة لستة أشهر فقط مقابل استئناف المفاوضات السياسية. لكن مسئولاً إسرائيليًا استبعد في تصريح لوكالة أسوشيتد برس فكرة تجميد غير معلنة، معتبرًا أنها ضد قناعات نتنياهو. في سياق منفصل أعلن منظمو مؤتمر «هرتسليا للأمن القومي» عن مشاركة سلام فياض رئيس حكومة تسيير الأعمال برام الله في المؤتمر الذي تنطلق أعماله نهاية الشهر الجاري، وينظم المؤتمر سنويًا علي يد «معهد الدراسات الاستراتيجية» ويعتبر من أهم المؤتمرات الإسرائيلية في شئون الأمن والسياسة والشئون الاستراتيجية ويشارك فيه مسئولون إسرائيليون علي رأسهم إيهود باراك وزير الدفاع.