من الإعلانات التليفزيونية التي تستفزني بشدة إعلان (فيه ايه ف دماغ الشباب؟) الذي يقوم بأدائه لاعب الكرة حازم إمام عن أحد الشامبوهات المضادة للقشرة، فحازم أمام يجيب عن هذا السؤال باعتباره ممثلا للشباب (دماغي فيها حاجات كتير.. كورة طبعا.. فيديو جيمز والسفر) ودائما ما أشاهد هذا الإعلان وأجد نفسي أعلق التعليق الأثير (يا سلام هي دي الحاجات اللي في دماغ الشباب) ثم عندما يختم حازم الإعلان قائلا (كل حاجة إلا القشرة) أجدني أعلق ساخرًا (دي مفيهاش حاجه إلا القشرة) هو يقصد قشرة الشعر بينما أنا أقصد قشرة الأشياء، أي السطحية الشديدة التي استشعرها من وراء الإعلان كله.. وفي الحقيقة أنا لست بصدد نقد أو مناقشة إعلان قشرة شعر لكنه في الحقيقة كان سببًا وراء تفكيري في حديث اليوم حيث إنني وبشكل لا إرادي وجدتني أربط بين هذا الإعلان وفكرة ( دماغ الشباب) وبين تلك الخانة المعلقة في أعلي صفحة الفيس بوك علي الإنترنت والتي عنوانها ( what s on your mind?) فلقد اكشتفت أن عددًا كبيرًا من أصدقائي «الشباب» لديهم «حاجات كتير» في رؤوسهم سواء إلي جانب قشرة الشعر أو بدونها لكنها كلها أشياء مختلفة تمامًا عن (الكورة والفيديو جيمز والسفر). فقررت أن أجمع بعضًا مما في رؤوس الشباب كرد من ذاتي علي ذاتي في مقابل هذا الإعلان السخيف.. وكان أول تعليق لفت نظري منذ فترة ولايزال عالقا في ذهني هو تعليق المخرج التسجيلي الشاب براء الأشرف(في السنة اللي رفضنا فيها أفاتار أنتجنا البيه رومانسي.. أفلام عربي.. أم اللي بيتفرج عليها) وهي سخرية جميلة علي غرار إعلانات ميلودي بل منها أيضًا. أما الشاعر محمد أبو الفتوح غنيم فيكتب (يقوم الشعر في داخلي من قبره إلي مقامه)، الناقدة السينمائية أمل الجمل تكتب(تأجيل ندوة مناقشة كتاب الإنتاج المشترك في السينما المصرية نظراً لأن مصر المحروسة تحتفل بعيد الشرطة يوم 25 يناير وسيكون ذلك اليوم أجازة رسمية وسيتم تحديد موعد آخر للندوة.. شكري وتقديرلكل أصدقائي الأعزاء) وكتاب الإنتاج السينمائي المشترك من تأليف أمل وهو عمل بحثي جيد ومهم في هذا المجال. أما الصحفية والإعلامية حنان كمال فتكتب (السيول توقف بناء الجدار العازل.. ربنا كبير) والمعني واضح بالطبع، أما المذيعة الشابة هنيدة أحمد فكتبت (استفيدوا من اليوم الحاضر.. لتكن حياتكم مذهلة.. خارقة للعادة. اسطوا علي الحياة.. امتصوا نخاعها كل يوم مادام ذلك ممكنًا. فذات يوم لن تكونوا شيئًا.. سترحلون وكأنكم لم تأتوا (ومن الواضح أنه اقتباس أدبي لكنه شديد الروعة.. المثقف الشاب اسلام محمود رأفت يكتب (في أي عهد تحولت بلدي من مصر المحروسة إلي مصر المحبوسة، ومن أرض الكنانة إلي أرض القمامة) أما الروائي الشاب مصطفي ذكري فقد اقتبس من يوميات كافكا (وعندما يتجلَّي اليأس علي نحو محدد، ويكون وثيق الاتصال بموضوعه، فإنّ ذلك ليس اليأس الحقيقي، إنّ اليأس الحقيقي يتجاوز أهدافه دائماً) أما أنا معتبرًا نفسي من جيل الشباب فقد كتبت (أسوأ شيء في الحياة ممكن يحصل لك إنك تكتشف إنك مش بطل قصة حياتك وأنك مجرد شخصية ثانوية أو هامشية ممكن الاستغناء عنها وأن البطل الحقيقي لقصة حياتك حد تاني أو شخصيات تانية هي اللي عايشة القصة وحبكتها وأنك مجرد سنيد بتطلع في مشهد أو مشهدين تقول كلمة أو جملة حوار وتختفي.. تستني ورا الكواليس أو ورا الكاميرا لحد ما جملتك التانية ييجي ميعادها تدخل تقولها وتخرج ويمكن ما تعجبش المخرج فيشيلها في المونتاج).