منذ فترة كبيرة لم أكتب حرفا واحدا. منذ أن تصاعدت أزمة السكان الأصليين للدستور مع الغجر المحتلين . أراقب وأقرأ فقط . أشرب وأنام وأكتئب وأحبط . أشفى ثم أحبط فاكتئب ثانية وتاسعة . وخذ عندك الملاحق : ينخفض الضغط ، وتتعب عضلة القلب ، ولاينفع المحبط هنا تناول عقاقير إضافية تهديء من الأرق والاكتئاب والضغط ، على أنه لا فائدة حتى من شراب " توسكان " الذي يطرد البلغم ويلطف من التهاب الحلق ويزيل الاحتقان . لا فائدة . فالتدخين المنحط ، على قلته ، ينطبق عليه قول العظيم محمود درويش : أنا لاعب النرد أربح حينا وأخسر حينا.! الذي دفعني حقا للكتابة مجددا ، هو ذلك ال "غبيخيرو"، وهي كلمة تلفيقية ، أقصد بها الغبي الخام . ال "غبيخيرو" الذي فكك الحياة في مصر بدرجة مخيفة لم تحدث حتى أيام الاحتلال الانجليزي . وهنا أقصد نظام الرئيس مبارك دمي محروق فعلا . من الإحباط الذاتي مرة ، ومن لوعتي على أشقائي الأقباط الذين راحوا ضحية حادث الإسكندرية الأخير . دمي محروق لأن نظام مبارك ال "غبيخيرو" هو المستفيد الأول من أحداث الإسكندرية الأخيرة . فغدا تسكت أمريكا المأزومة في العراق وأفغانستان ، عن قمع نظام مبارك للحريات والمتظاهرين ، وتزوير الانتخابات الرئاسية ، طالما أن مصر ، الدولة الكبيرة والمهمة في المنطقة تشن حربا شعواء ضد تنظيم القاعدة ، العدو اللدود للأمة الأمريكية والسلام العالمي . الباب العالي في واشنطن ما عندوش هزار في الشغل . وما أتخوف منه أن تصبح مصر في الفترة المقبلة ، ونظاما مبارك وأوباما مستفيدان ، مسرحا لأحداث عنف وتفجيرات تحت فزاعة القاعدة . وعندها يستقر نظام مبارك أكثر في السلطة ، ويزيد القمع وتزيد المساعدات الأمريكية . ويتكرر نموزج باكستان . هذا النظام الذي يمتلك أكثر من نصف مليون جندي أمن مركزي يعتقل المعارضين ويزور الانتخابات ويقمع المحتجين . وفي آن ، عاجز عن توفير الحماية للفقراء ، أقباط ومسلمين . متفرغ فقط لحماية رجال الأعمال الإنتهازيين ، وال"كومباوندز "المغلقة التي تحرسها الكلاب وفرق الأمن . " غبيخيرو " أراجوز فكك وطن ، ثم باعه لأمريكا وإسرائيل ، وإلا فما معنى أن يقوم رجاله بقمع المتظاهرين في دمنهور وتأمين حياة اليهود في مولد أبو حصيرة قبل أحدث الإسكندرية بيومين ؟ . والسؤال المنطقي التالي : أين كنت سيدي ال " غبيخيرو" طالما كان لدى أجهزتك علم مسبق باعتزام تنظيم القاعدة استهداف الأقباط ؟ . عفوا . أنت نظام متورط . غبيخيرو علينا . ورائع و"كتر خيرو" على أمريكا وإسرائيل . نهاية ، ما قد يدفع احباطي الذاتي ، واحباطنا العام للتجمد ، هو أن ندرك جميعا أن الخلاص من نظام ال "غبيخيرو" لن يتحقق إلا بفضحه والقضاء على استغلاله . فهو المستفيد الأول من تكريس التمييز والاضطهاد الديني. وهذا لا يتحقق إلا بتوحيد كافة الفقراء ، مسيحيين ومسلمين، مسلمات ومسيحيات ضده . وعندها تصعد روح ال"غبيخيرو" وباقي العائلة: مسلمين ومسيحين!