عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ويكيليكس30:جلعاد:مصر لن تحارب إسرائيل..ودورها في عملية السلام غير مفيد وليس مثمرا
نشر في الدستور الأصلي يوم 26 - 12 - 2010

- الاسرائيليون: الولايات المتحدة شجعت عباس على موقفه من جولدستون ثم تخلت عنه
- جلعاد: يجب أن نبدأ المفاوضات فورا لإنقاذ عباس.. لكن دون شروط مسبقة
- المجازفة بالعلاقات الإسرائيلية الأردنية يؤدي إلى فقدان اسرائيل "لعمقها الاستراتيجي"
- الإسرائيليون: التعاون بين الجيش اللبناني وحزب الله ليس مجرد "فساد" في قيادات الجيش، وإنما هو سياسة عليا
- تطور حزب الله عسكريا غير سياسات إسرائيل وخلق ترددا في صفوف صناع القرار
عاموس جلعاد
التاريخ: 16/ 11/ 2009
السفارة الأمريكية بتل أبيب
سري
المرسل إليه: وزارة الخارجية، وزارة الدفاع، المخابرات المركزية الأمريكية، الأمن القومي، هيئة الأركان
الموضوع: الأمين العام المساعد لوزارة الدفاع فيرشبو يقابل مسئولين رفيعي المستوى من وزارة الدفاع الإسرائيلية
الملخص:
في 1 و2 نوفمبر، عقد الأمين العام المساعد بوزارة الدفاع للأمن الدولي، السفير ألكسندر فيرشبو، مقابلة مع مسئولين رفيعي المستوى من وزارة الدفاع الإسرائيلي ومنهم: المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية الجنرال بنحاس بوخريس، رئيس مكتب السياسة العسكرية عاموس جلعاد، الرئيس المساعد للدفاع اللواء بيني جرانتز، ورئيس التحليل الاستخباراتي العميد يوسي بياداتس. عبر الإسرائيليون عن رؤى إيجابية للتعاون الأمريكي الإسرائيلي المستمر، خاصة بشأن التفوق النوعي العسكري وتدريبات الدفاع الصاروخي جونيبر كوبرا. أوضح المسئولون الإسرائيليون أنهم يمرون بفترة هدوء غير مسبوقة بسبب التأثير الرادع لعملية الرصاص المصبوب، لكن تحت السطح هناك العديد من الأخطار الجسيمة. وكرروا تأكيداتهم على أن إيران تمثل الخطر الاستراتيجي الأكبر للمنطقة، سواء على صعيد برنامجها النووي أو "محور تحالفها مع سوريا وحزب الله وحماس". كما عبروا عن تشككهم بشأن مستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسبب ضعف موقفه جراء سلوكه حيال تقرير جولدستون وعدم قدرته على تحقيق التجميد الكامل للاستيطان والذي دعا إليه. وشككوا في قدرته على البدء في مفاوضات جديدة. عبر المسئولون الإسرائيليون عن قلقهم بسبب تدهور العلاقات التركية الإسرائيلية وتحدثوا عن التهديدات الناشئة من سوريا ولبنان.
نهاية الموجز.
التفاصيل:
العلاقات الثنائية:
جاءت رحلة الأمين العام المساعد بوزارة الخارجية للشئون الأمن الدولي الجنرال فيرشبو لإسرائيل بينما كان عدد من المسئولين رفيعي المستوى من الجانبين الإسرائيلي والأمريكي يعقدون اجتماعا لمناقشة القضايا الرئيسية. في 31 أكتوبر، وصلت وزيرة الخارجية كلينتون إلى القدس لمحادثات بشأن عملية السلام مع رئيس الوزراء نتنياهو، ووزير الدفاع باراك، ووزير الخارجية ليبرمان. بالإضافة إلى ذلك، وصل رئيس القيادة الأوروبية الأمريكية الأدميرال ستافريديس إلى إسرائيل في 1 نوفمبر لمتابعة التدريبات الدفاعية جونيبر كوبرا - 10 للقذائف الباليستية. كما أن زيارة الأمين العام المساعد لوزارة الدفاع جاءت مع استيقاظ مناقشات على مستوى عال حول التفوق الإسرائيلي العسكري النوعي في واشنطن، ومع اجتماع 21 أكتوبر مجموعة التعاون السياسي العسكري المشترك المنعقد بتل أبيب.
فيما يخص التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، طلب الجنرال فيرشبو تقييم إسرائيل للمباحثات الأخيرة، وفي المجلس، عبر الإسرائيليون عن امتنانهم لجهود الولايات المتحدة بهذا الشأن وعن تفاؤلهم بالخطوات القادمة. اعترف عاموس جلعاد أن أحيانا الولايات المتحدة أحيانا ما تجد نفسها في موقف حرج بسبب مصالحها العالمية، وأقر بأن التركيز على أمن إسرائيل هو مجال ضيق جدا، مما يخلق تعارضا في بعض الأحيان بين اهتمام إسرائيل بتحصيل التفوق النوعي العسكري وبين المصالح الأمنية الأمريكية الأوسع في المنطقة. اعترف المسئولون الإسرائيليون بأن الحوار بشأن التفوق النوعي العسكري أصبح مثيرا للإعجاب، إلا أن نتائج تلك العملية هو ما يهم إسرائيل.
وصف الجنرال بنزي جرانتس نجاح العلاقات المتصلة بالتفوق النوعي العسكري لإسرائيل بأنها يجب أن تكون "عملية فعالة بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات تخفيف الأخطار الصحيحة". بدا أن جرانتس، دون أن يصرح بذلك، أراد أن يقول بأن قرارات مجموعة التفوق النوعي العسكري لن تكون دائما في صالح إسرائيل وأن إسرائيل تتوقع العدالة والمساواة في العملية التنسيقية "لحوار حميم". وجه العميد بوخريس الشكر لفيرشبو للنجاح الأخير في مجموعة التعاون السياسي العسكري المشترك، وقال أنه يتطلع لعقد الاجتماع الأول الذي تم الاتفاق عليه بشأن مجموعات العمل في نهاية نوفمبر. قال فيرشبو أن مناقشات مجموعات العمل التقنية ستبدأ في القريب العاجل، وأنه يتطلع لمشاركة إسرائيل في هذه القضية.
تبقى العراق على قمة الأولويات:
استمر المسئولون الإسرائيليون في التأكيد على أن برنامج إيران النووي وطموحاتها للهيمنة الإقيليمية هما التهديد الاستراتيجي لإسرائيل، وقالوا أنهم يرون إيران كبؤرة لمحور التطرف الذي يتضمن سوريا وحزب الله وحماس.
تقدم إسرائيل السيناريو الأسواء للبرنامج النووي الإيراني، مؤكدة على أن باب وقف البرنامج (بالوسائل العسكرية) بدأ في الانغلاق بسرعة. قال الجنرال بياداتس أن إيران تحتاج إلى عام واحد للحصول على السلاح النووي وربما عامين ونصف لبناء ترسانة من ثلاثة أسلحة. في عام 2010 ستكون إيران قادرة على الحصول على سلاح في خلال أسابيع وترسانة في خلال ستة أشهر.
(تعليق: غير واضح إن كان الإسرائيليون بالفعل يعتقدون ذلك أم أنهم يطرحون أسوأ السيناريوهات). أوضح عاموس جلعاد أن تداعيات القوة النووية الإيرانية ستطلق يد إيران في دعم "حماستان" في غزة و"حزب الله ستان" في لبنان. قال جلعاد أيضا أن السعودية ستقوم حتما، كرد فعل للسلاح النووي الإيراني، بالسعي للحصول على سلاح نووي (بمساعدة باكستان) ومصر بالطبع ستفعل ذلك. لم يكن متأكدا فيما إذا كانت تركيا ستحذو حذو مصر والسعودية. وبصرف النظر عن ذلك، فإن محيط إسرائيل سيكون في حالة استنفار في حال ما إذا تحصلت إيران على سلاح نووي.
سأل الأمين العام المساعد فيرشبو العديد من المسئولين الإسرائيليين عن آرائهم حول مفاعل طهران للأبحاث. عبر المسئولون الإسرائيليون عن رضاهم عن الاتفاقية إلا أنهم قالوا أنها ليست كافية، وأضافوا أنها مجرد حاجز واحد في طريق إيران النووي وأنها يجب أن يستتبعها اتفاقية التجميد للتجميد ومن ثم الوقف الكامل لتخصيب اليورانيوم، وإنهاء العمل بمفاعل قم المتكشف حديثا. وحذروا من أن اتفاقية مفاعل طهران للأبحاث وحدها يمكن أن تسهل الطريق لانتصار إيران إذا أعطت شرعية أمام العالم لحق إيران في تخصيب اليورانيوم على أرضها.
لم يتفاجأ أي من المسئولين الإسرائيليين بتغير إيران الظاهري في اتفاقية مفاعل طهران للأبحاث، حيث أنهم يرون أن هذا هو المنهج النمطي للتفاوض الإيراني، وجزء من استراتيجية إيران في ميلها للتأجيل. قال عاموس جلعاد أن إيران لن توافق أبدا على أي شيء يتناقض مع هدفها الاستراتيجي للحصول على سلاح نووي.
حين سئل عن رؤية الولايات المتحدة لإيران، أجاب فيرشبو أن الولايات المتحدة مازالت تسعى خلف مزيد من الشفافية حول ما يمكن أن تنتهي إليه إيران. ربما نحتاج مزيدا من الوقت للتأكد فيما إذا كانت استجابة إيران التفاف أم هو انصياع حقيقي لاتفاقية مفاعل إيران للأبحاث والتي تم الاتفاق على مبادئها في 1 أكتوبر بجينيف. إلا أنه أكد أيضا على أن الصبر الأمريكي له حدود وأنه في حال انهيار الاتفاقية، فإن الولايات المتحدة ستتجه إلى مسار الضغط.
كما عبرت إسرائيل عن قلقها بسبب دعم إيران لوكلائها، إذ أكد الجنرال بياداتس أن هناك إيران بها قواعد عدة حيث يتم تدريب الحرس الثوري الإيراني، وقوات القدس، وحزب الله، وحماس، والجهاد الإسلامي الفلسطيني، ويتبادل جميعهم المعلومات. كما شدد ميجور جنرال جرانتس على الدور الإيراني في مد سوريا بالسلاح، ثم تقوم سوريا بنقل هذا السلاح لحزب الله.
وعبر جلعاد عن مخاوفه بشأن نقل إيران للسلاح عبر السودان ومصر إلى غزة، لكنه أيضا قال بأنه راض تماما عن تأخير روسيا لصفقة إس 300 المزمع بيعها لإيران، مشيرا إلى أن زيارة رئيس الوزراء السرية لموسكو، وجهود أوباما مع ميدفيديف لعبا الدور الرئيسي في تأجيل الصفقة. كان جلعاد قلقا بشأن استعداد روسيا لدعم العقوبات على إيران. قال الأمين العام المساعد فيرشبو أن موقف روسيا من العقوبات بدا مختلطا، لكن يبدو أنهم قلقون بشان اختبارات القذائف الصاروخية الإيرانية واكتشاف منشأة قم.
الضفة الغربية وغزة:
تم التطرق إلى الوضع السياسي في فلسطين في الاجتماع. وكان الاتفاق على أن الرئيس عباس في وضع سياسي ضعيف، وأن المسئولين الإسرائيليين بشكل عام يقيمون مستقبل عباس بشكل صارم. عبر عاموس جلعاد عن رأيه في أن عباس لن يتمكن من الاستمرار سياسيا حتى عام 2011. كما أكد جلعاد أن عباس يواجه نقدا غير مسبوق في داخل السلطة الفلسطينية بسبب تعامله مع جولدستون، إلى جانب عناد حماس الذي زاد من ضعفه. قال الإسرائيليون أن التصور العام في العالم العربي أن الولايات المتحدة تخلت عن عباس بعد أن شجعته على اتخاذ موقفا صعبا من جولدستون ومن الاستيطان.
سأل فيرشبو عن التدابير التي يمكن اتخاذها لتقوية عباس. أجاب جلعاد أنه يجب بدء مناقشات السلام الإسرائيلي الفلسطيني بشكل فوري، ولكن دون شروط مسبقة، وأن على الجانبين السعي لمزيد من التعاون على صعيد بعض القضايا فيما يخص الجبهة الأمنية. عبر جلعا عن تفاؤله بشأن الوضع في الضفة الغربية، بسبب التحسينات التي حدثت في الأمن والاقتصاد، (وأضاف أنهم خفضوا من عدد قوات جيش الدفاع الإسرائيلي، وقال أن أثر ذلك خلقت ظرفا موات لتحسين العلاقات. إلا أن جلعاد ختم حديثه بملحوظة مريرة بأن الحكومة الإسرائيلية ليس لديها الثقة في فريق التفاوض الفلسطيني.
حول الأمين المساعد النقاش السياسي للتركيز على قوات الأمن الفلسطيني. ركز فيرشبو على أن القوات الفلسطينية ينقصها السلطة ومن ثم طالب بخطوات يمكن أن تتخذ لإعطاء الأمن الفسطيني المزيد من الصلاحيات. أجاب المسئولون الإسرائيليون بأن هناك تناقص في عدد عمليات التوغل المباشرة، ونقاط التفتيش والدوريات، وربطوا بين تناقص نشاط جيش الدفاع الإسرائيلي وزيادة السلطات لقوات الأمن الفلسطيني. (تعليق: بالرغم من تأكيدات الإسرائيليين، إلا أن مسئولي كل من الولايات المتحدة والفلسطينيين يشددون على الأثر التآكلي للتوغلات الإسرائيلية المستمرة).
قال الميجور جنرال جانتس أن الإصلاح في القطاع الأمني الفلسطيني هو الإنجاز الأكبر مؤكدا أن التعاون على الأرض بين القوات الفلسطينية ووحدات الجيش الإسرائيلي قد تحسنت بشكل كبير. لكن بالرغم من هذه التطورات الإيجابية، فإن المسئولين الإسرائيليين أكدوا على أهمية الاحتفاظ بحق تعطيل العمليات الإرهابية في الضفة الغربية وغزة. بالإضافة إلى ذلك، فقد قالوا أنه إذا سمح الإسرائيليون لقوات أمن ضعيفة وغير مدربة أن تحكم الضفة الغربية على المدى القريب، فإن النتيجة ستكون تدهور العلاقة الإسرائيلية الأردنية على المدى البعيد. والمخاطرة بإضعاف العلاقة الإسرائيلية الأردنية غير مقبول، كما يقول جلعاد، وسيؤدي إلى خسارة في "العمق الاستراتيجي" لإسرائيل.
قال فيرشبو الأمين العام المساعد أن نظرائه من الإسرائيليين لا يجب أن يركزوا على المدى القريب "الآن وهنا"، ولكن يجب أن ينظروا إلى المنافع المحتملة لتقوية الضفة الغربية بشكل قابل للنمو وأثره على الوضع الأمني لمستقبل إسرائيل. انطلق فيرشبو من هذه النقطة ليتحدث عن حماس وغزة، وسأل إن كان النجاح في الضفة الغربية يمكن أن يشغل "مغناطيسا" لحل مشكلة غزة. تساءل فيرشبو إن كانت إسرائيل أحرزت أي تقدم فيما يخص حملة عملية المعلومات للتواصل بشكل أفضل مع الناس في غزة.
لم يقدم المسئولون الإسرائيليون معلومات كثيرا حول طريقتهم للتواصل أو تصورهم عن مستقبل الأراضي على المدى البعيد، لكنهم أكدوا على أن إيمانهم الأساسي هو أن دوافع حماس شريرة، وأن أي محاولة من فتح قد لتحسين موقف حماس في غزة ستقابله حماس بالرفض. عبر الجنرال بياداتس عن مخاوف إسرائيل حين أكد على أن المعلومات الاستخباراتية تقول بأن حماس تحاول الحصول من إيران على صاروخ فجر 5 بمدى 60 مترا يمكن أن يصل إلى تل أبيب (وربما حاولت اختباره في الأيام الماضية). يرى بياداتس وكثير من المسئولين الإسرائيليين، أنه بسبب هذه الأفعال يكون الحوار مع الفلسطينيين سابقا لأوانه وغير واقعي. طلب فيرشبو توضيحا أكبر في هذه النقطة، متسائلا عن حجم الدعم الشعبي لحماس، وبالتحديد، سأل فيرشبو فيما إذا كان هناك طريقة لتقليل الدعم الشعبي لحماس في مقابل دعم عملية السلام. أجاب عاموس جلعاد بأن المناخ الذي خلقه توقف محادثات السلام هو أحد أهم مخاوف إسرائيل، وأضاف جلعاد بأن وعود السلام والوحدة والمصالحة والتي لا يتم الوفاء بأي منها هي نتيجة لمناخ التشكك، وهو أمر غير صحي.
وفي هذا الشأن، ذكر جلعاد دور مصر في الدفع نحو المصالحة، وقال بأن الدور المصري ليس مفيدا، بل إنه غير مثمر، إلا أنه يتوقع بأن تظل مصر تدفع بالعملية في المنعطفات المستقبلية.
فيما يخص تقرير جولدستون، شدد العميد بوخريس على أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت خطوات غير عادية لتخفيف الخسائر في صفوف المدنيين، بالرغم من أن حماس استخدمت المدنيين كدروع بشرية. قال أن القوات الجيش الإسرائيلي أجرت 300,000 مكالمة تليفونية لتنبيه السكان قبل قصف الأهداف العسكرية بشكل شرعي. كما قارن بين عملية إسرائيل في غزة بعملية الولايات المتحدة في كل من العراق وأفغانستان وقال أن إسرائيل فعلت كل ما تستطيع لحماية السكان، فأجاب فيرشبو أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في تعاملها مع تقرير جولدستون، وعرض مشاركة الولايات المتحة لخبرتها في التحقيق في الوقائع بالعراق وأفغانستان إذا ما رغبت إسرائيل في إجراء تحقيقات إضافية.
قلق بشأن تركيا
عبر المسئولون الإسرائيليون عن قلق متنام بشأن العلاقات التركية الإسرائيلية بعد أن ألغت تركيا مشاركة إسرائيل في تدريبات صقر الأناضول. وقالوا بأنهم يعتقدون أن العلاقة الاستراتيجية مع تركيا حيوية، إلا أن رؤية رئيس الوزراء أردوغان بدأت تتغلغل في العسكرية التركية مما أدى إلى تدهور العلاقات حيث أن تركيا بدأت توجه اهتمامها نحو الشرق أكثر من الغرب. يعتقد جلعاد أن سلوك تركيا الآن مفهوم بسبب تراجع فرصتها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إلا أن على الأتراك أن يوازنوا بين علاقاتهم مع القطبين لتحقيق النجاح.
قال بياداتس أن الأتراك لديهم أجندة لاحتواء النفوذ التركي في العراق وأنهم من أجل تحقيق ذلك لابد أن يحسنوا علاقتهم مع إيران وسوريا. من وجهة نظره، يرى بياداتس أن النتيجة الأسوأ ستكون خلق محور تركي إيراني سوري في الشرق الأوسط. أشار جلعاد إلى أن تركيا تريد تحسين علاقتها مع إيران مؤكدا أن لديها خطط شديدة العدوانية لدعم حماس. إلا أنه لديه رؤى أقل تشاؤما من بياداتس، حيث قال أن تركيا لعبت دورا إيجابيا في العراق وأن الأجندة التركية تدعم عراقا مستقرا، لأن ذلك مفيد لتركيا تجاريا. قال جلعاد أنه متشكك في أي تقارب سياسي بين إسرائيل وتركيا على المدى القريب، لكن إسرائيل ستواصل تعزيز العلاقات العسكرية لأنها مهمة استراتيجيا.
سأل جلعاد فيرشبو عما يجب على إسرائيل فعله لتقوية العلاقات مع تركيا، أوضح فيرشبو أن تركيا تريد أن تكون ذات نفوذ في المنطقة وإذا ما جازفت بعلاقاتها بإسرائيل ستقلل من شأنها في المنطقة وستخاطر بصلاحياتها كوسيط محايد. كما قال أن رؤى أردوغان الأيديولوجية ربما تدفعه إلى التركيز على الجيران الإسلاميين لتركيا، لكنه واقعي أيضا ولن يخاطر بروابط تركيا مع الولايات المتحدة وحلف شمال الناتو، وأضاف أن على الولايات المتحدة وإسرائيل التحلي بالصبر والاستمرار في علاقاتهم مع تركيا، وتشجيعها على لعب دور بناء في المنطقة. وقال أنه والأمين العام فلونوري سيقومان بالتشديد على تحسين العلاقات الإسرائيلية التركية في المحادثات الدفاعية الثنائية الوشيكة بين الولايات المتحدة وتركيا في ديسمبر.
هدوء على الحدود الشمالية
عبر المسئولون الإسرائيليون عن سعادتهم ب"الهدوء على الحدود الشمالية" -- وهو ما تحقق بسبب الأثر الرادع الذي قامت به إسرائيل أثناء علمية الرصاص المصبوب وحرب لبنان في 2006. إلا أنها، وفقا للمسئولين الإسرائيليين، نتيجة ضائعة بسبب تعاون القوات المسلحة اللبنانية مع حزب الله، وقد بلغ مستوى التعاون بينهما أكبر بكثير من مجرد فساد عادي في قيادات الجيش كما يعتقد البعض. على العكس تماما، تعتقد إسرائيل أن التعاون بين حزب الله والجيش اللبناني هو سياسة قومية.
أعزى عاموس جلعاد هذا السلوك إلى المشاعر القومية، وعدم رغبة الحكومة اللبنانية والمسئولين العسكريين في مواجهة حزب الله، بسبب الحماسة الوطنية. وأضاف جلعاد أن أي معلومات يتم مشاركتها مع قوات اليونيفيل تذهب على الفور لحزب الله عبر الجيش اللبناني.
لدى المسئولين الإسرائيليين مخاوف جمة بشأن تطور حزب الله، خاصة في العلاقات مع سوريا وإيران. تحدث جنرال بياداتس عن هذه العلاقات ولفت الانتباه إلى إمداد إيران لسوريا بصواريخ فتح 110 طويلة المدى، ويعتقد الإسرائيليون أن هذه الصواريخ ستذهب إلى حزب الله. يقول بياداتس وآخرون أنه لو تمت عملية تسليم هذه الصواريخ لحزب الله فإن حسابات إسرائيل ستتغير، ففي ظل هذا السيناريو، فإن إسرائيل ستواجه مشكلة بين صفوف صناع القرار: "نقصف أو لا نقصف".
تفاؤل بشأن سوريا:
قدم الجنرال بياداتس تقييما استخباراتيا بشأن سوريا، يؤكد أنه لو تم تحقيق السلام مع سوريا وتوفير الأمن وعلاقات أفضل مع الولايات المتحدة، فإن سوريا ستنسحب من التحالف مع إيران. أوضح أن الرئيس الأسد يستخدم "تأثيره السلبي"، أو بالأحرى حزب الله وحماس، ليمنح نفسه قوة ضغط للوصول إلى ما يبتغي وهو: مرتفعات الجولان، والسلام مع إسرائيل، وعلاقات أفضل مع الولايات المتحدة، وعلاقات قوية مع إيران، ويستمر في علاقته بحزب الله. وأكد بياداتس أن الأسد لو خير في كل ذلك لاختار السلام مع إسرائيل. سأل فيرشبو فيما إذا كان حزب الله يمكن أن يحتفظ بدعم سوريا، فأجاب بياداتس بأنه من الصعب الإجابة على هذا السؤال، إلا أنه يعتقد بأن حزب الله لن يتم "فطامه" من سوريا إلا بالتدريج، كما أن مرونة كل من حزب الله وإيران سوف تقل بشكل ملحوظ في هذه الحالة.
العلاقات العسكرية مع مصر
قال عاموس جلعاد بأنه يود أن يرى سلاما كاملا مع مصر، لكنه أشار إلى أن التعاون العسكري المصري الإسرائيلي منخفض وأن مصر تدرب قواتها على حرب مع إسرائيل. قال جلعاد أن مصر لن تهاجم إسرائيل ولا تشكل تهديدا قريب المدى، لكن، على الأقل من الواجب ان يكون هناك علاقات متواضعة بين المسئولين المصريين والإسرائيليين. عبر جلعاد عن شعوره بالإحباط واصفا العلاقات المصرية الإسرائيلية بأنها "سلام مجمد" وأن كل طرف منهما لا يعلم شيئا عن الآخر، مشيرا إلى أن آخر زيارة عسكرية مرتفعة المستوى لمصر كانت في 1991.
اعترف المسئولون الإسرائيليون بأن جهود مصر لمكافحة الإرهاب قد تحسنت، خاصة بعد عملية الرصاص المصبوب في يناير. إلا أنه قال بأن الهوة مازالت موجودة وأن مصر تحتاج لتركيز جهودها لمنع البدو من التهريب في سيناء. قال جلعاد أنه أصيب بخيبة أمل في حل المراقبة التكنولوجية، حيث أن الأنفاق مازالت مستمرة والتهريب يزداد حتى بمساعدة الولايات المتحدة على الحدود مع مصر.
القبة الحديدية وجونيبر كوبرا تقويان العلاقات:
فيما يخص القبة الحديدية، قدم العميد بوخريس (بمساعدة الجنرال المتقاعد ناجيل) إفادة للأمين العام المساعد فيرشبو عن آخر التطورات، قائلا أن الخطة للقبة الحديدية هو أن تتوفر فيها القدرات العملية المبدئية في ربيع 2010، وأن التقدم التكنولوجي منح النظام فاعلية دفاعية أكبر ضد الصواريخ قصيرة المدى التي تأتي من غزة وجنوب لبنان. شدد بوخريس على الحاجة لمزيد من دعم الولايات المتحدة لتمويل إنتاج إضافي من القبة الحديدية لحماية السكان المدنيين في الشمال والجنوب. أشار بوخريس إلى التقدم في الطبقتين العليا والمتوسطة لأنظمة الدفاع الصاروخي سهم 3 وحبال ديفيد على التوالي.
في اجتماع سابق، ثمن العميد جرانتس أهمية نظام الدفاع الصاروخي المساحي بالإشارة إلى البنى التحتية الإسرائيلية الهامة مثل مطار بن جوريون ومحطة كهرباء أشكيلون. وقال جرانتس أن أي ضرر يلحق بهذه الأماكن سيكون صفعة لإسرائيل، ومن ثم، فإنه يجب بذل كل الجهد لتأسيس قاعدة دفاع ضد الصواريخ والقذائف.
بعد أن أبرز جرانتس ثلاثة أهداف يركز عليها جيش الدفاع الإسرائيلي (ردع التهديدات التقليدية، الاستجابة بسلاسة للتهيدات غير المتماثلة، وتطوير نظام دفاع صاروخي متكامل)، سأل فيرشبو الأمين العام المساعد عن انطباعات جرانتس الأولية بشأن تدريبات جونيبر كوبرا 10. أكد جرانتس على أهمية هذه التدريبات، وقال أنها حتى الآن ناجحة. قال الأمين العام المساعد فيرشبو أن توقيت جونبير كوبرا يعد تصادفي، إذا وضعنا في الاعتبار التطورات مع إيران.
فيما يخص القضية الكبرى حول الدفاع الصاروخي، أكد فيرشبو الأمين العام المساعد أن الولايات المتحدة تبذل جهدا لمحاولة إقناع روسيا بالمشاركة في تعاون دفاعات صاروخية بشكل أكبر، لكنه أكد بأن روسيا بدأت تتشكك في نظام الدفاع بعد أن لاحظت المقاربة الأمريكية الجديدة للدفاعات الصاروخية الأكثر فاعلية في أوروبا.
الملخص:
كل الفريق المتفاوض مع الأمين العام المساعد فيرشبو كان لديهم رسالة متجانسة تؤكد أن: إيران تظل التهديد الأكبر لإسرائيل، وأن الأحداث الأخيرة تسببت في إضعاف الرئيس عباس، وأن قوات الأمن الفلسطيني تؤدي أداء جيدا في الضفة الغربية، وأن الهدوء النسبي على كل حدود إسرائيل لا يمنع رؤية الاستخبارات الإسرائيلية لنشاطات هامة وخطط لوكلاء إيران، بالتحديد حماس وحزب الله، بتسهيلات من سوريا. هذه التهديدات تحتم على إسرائيل أن تظل يقظة ومستعدة لليوم الذي ينتهي فيه هذا الهدوء.
تمكن فيرشبو من مراجعة هذه البرقية.
كانينجهام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.