بلاشك كانت إنتخابات مجلس الشعب فى مصر لعام 2010 مذبحة بكل المقاييس لكل قواعد العدالة والنزاهة ومن اللافت أن من قاموا بذبح كل معالم العدالة بالتزوير والبلطجة والإرهاب لايستحيون وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذا لم تستح فاصنع ماشئت) فصنع الظالمون كل مايشاءون لينالوا غرضهم بالحصول على مجلس شعب كل أعضائه موافقون ويبصمون ويصفقون لكل فاسد ومستبد والمثير أن من قاموا بذبح العدالة على مرأى ومسمع من الناس يتحدثون عن النزاهة ألا شاهت الوجوه.
وقد شهد التاريخ المصرى مذابح شهيرة للمعارضين من أشهرها مذبحة القلعة التى جمع فيها محمد على المعارضين فى قلعة الإنتخابات وذبحهم عملياً وسياسياً ثم مذبحة القضاة ومن قبلها مذبحة طرة التى قتل فيها العشرات من الإخوان فى الخمسينيات بسجن طره.
وقد كانت نتائج التزوير فاضحة وكاشفة حيث عمد الظالمون لإستبعاد كل من له رأى وكلمة سواء من الاخوان أو الوطنيين الشرفاء ليتضح للجميع أن المجلس القادم هو مجلس للتصفيق لمستقبل مقدماته سوداء لشعب مصر على كافة المستويات وخاصة من حيث نظام الحكم وشكله ومضمونه والمستقبل كأنه فقط لعصابة معروفة منتفعة مما يجرى ولكن أقول هنا أن الله سبحانه وتعالى هو {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ }الرعد 9 وهو القائل (له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون)الزمر 63. وعندما يتوقف الإنسان أمام مشهد مذبحة الإنتخابات التى تمت بذبح غير شرعى وغير اسلامى فلم يتم حتى التسمية على الذبيحة من المرشحين الشرفاء بلاشك سيتوقف أمام اقصاء كل مرشحى الاخوان بكل قوة من الفوز ولو بمقعد واحد ليطرح السؤال نفسه بقوة على عقل كل حر من الخاسر فى تلك الإنتخابات ؟ بلاشك الخاسر الأول هو الحزب الوطنى والحكومة فقد ازداد الغضب الشعبى للحكومة وكل رموزها وزاد اليقين بفساد الحكم واستبداده والناس كلها تتحدث من اسكندرية الى أسوان عن مذبحة الإنتخابات وهو بلاشك سيزيد من حالة الإحتقان لدى الشعب وهى حالة ستنفجر مع أول شرارة غضب تندلع. الخاسر الثانى من اعتمد المستبدون عليهم فأفسدوهم وهى حالة تمت لشريحة كبيرة من الشعب المصرى وصدق فيهم قول الحق (فاستخف قومه فأطاعوه انهم كانوا قوماً قاسقين ) الزخرف54 وتلك الشريحة التى فسدت من الشعب هى التى قامت بالتزوير فى اللجان وتسويد الصناديق وقبض الرشاوى والبلطجة لصالح المستبدين ومنهم مثقفون ساعدوا بالتصريح بنزاهة الانتخابات !! ولولاهم ماظلم واستبد الظالمون وهى شريحة تكبر مع زيادة الفساد وأعتقد أنهم سيعلمون مدى خسارتهم عندما ينتهى المذبح الشيطانى للإنتخابات ويعودون الى حياتهم فيجدوا المهانة والذل والضرب على القفا لهم ولأولادهم. الخاسر الثالث هم جماعة الاخوان المسلمين وأعتقد أنهم يعلمون الخسارة قبل الإنتخابات. رغم كل المقدمات لحرب الإخوان والتى كان أبرزها المحكمة العسكرية للشاطر واخوانه وأحكامها الظالمة ثم الحرب الإعلامية للجماعة وغلق القنوات الدينية ولكن الإخوان رغم كل الإشارات صمموا على التزام كل الليونة السياسية التى وصلت الى اتهام البعض لهم بالتواطؤ ظلماً مع النظام وهو اتهام غير مقبول لأن الجماعة تتحمل من الظلم الكثير ولكنها لم تنتبه بعد لحتمية اعادة رؤيتها ومواقفها لتتمكن من صنع مواقف ريادية تقود بها معارضةاسلامية وطنية بنّاءة قوية تصنع حاضر وتاريخ لمصر ولاتكون مجرد جزء من منظومة فرضها المستبد.
ولايفوتنى هنا أن أسجل الموقف الايجابى وهو انسحاب الإخوان من انتخابات الإعادة وهو موقف سيكشف أكثر فضيحة استبداد وتزوير الحزب الوطنى ويبقى نقاط مهمة.. 1- مع غلق الإستبداد للبرلمان أمام الإسلاميين ورفض الأحزاب الإسلامية وغلق القنوات الدينية وتأميم المساجد ومنع الدعاة المقبولين من الشعب من الخطابة أعتقد أن النظام الحاكم هو الخاسر فذلك سيزيد من قوى الرفض الإسلامية للمشاركة فى الحياة العامة وتبعات ذلك خطيرة 2- أعتقد أن على الإخوان دراسة ماحدث دراسة ايمانية من منطلق التفكّر والتدبّر فى حكمة الإبتلاء والإختبار فى الفوز فى 2005 والهزيمة فى 2010 وهل قامت الجماعة بمراعاة السُنن وهل نجحت فى إختبار الفوز أم فشلت فكان ابتلاء الهزيمة مهم جداً تلك الدراسة الإيمانية بعيداً عن الأسباب المعروفة من تزوير المستبدين وظلمهم.
ذلك كى يحقق رقابة الحكومة وفضح فسادها ومنع أى تشريع يخالف شرع الله وإن أغلق الباب فالأبواب كثيرة للجهر بكلمة الحق والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ولن يمنع الإستبداد كلمة الحق ولو أغلق كل الأبواب. يبقى حديث النبى صلى الله عليه وسلم (أعجز الناس من عجز عن الدعاء) وحسبنا الله ونعم الوكيل.