قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن انتخابات مجلس الشعب المصري المقررة نهاية الشهر الحالي لن تشهد أي تنافس سياسي بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة التي ما زالت مترددة بشأن المشاركة في الإنتخابات من عدمها. وأضافت الصحيفة البريطانية بالقول إن الشئ الوحيد المؤكد في هذه الإنتخابات هو دخول الحزب الوطني الحاكم ب508 مرشح، أي مرشح واحد لكل مقعد في المجلس، مضيفة بالقول إنه في ظل غياب حقيقي لأي منافسة سياسية لن يجد الوطني أي صعوبة في الحصول على 95% من مقاعد الشعب. وتابعت الصحيفة بالقول إن الوطني يحرص على منح أحزاب المعارضة نسبة محددة من مقاعد مجلس الشعب، وقالت إن سبب هذا الحرص هو سعيه للحفاظ على الاستقرار السياسي استعداداً لمهمة البحث عن خليفة للرئيس مبارك الذي وصفته ب"المريض". وقالت الجارديان إنه منذ تأسيس الحزب الوطني على يد الرئيس الراحل أنور السادات عام 1978، فإن الحزب لم يتبنى أو يشغل باله باتباع أيدولوجية معينة، وكان كل تركيزه موجه لهدف واحد فقط هو تخليد النظام الحاكم عبر إنشاء شبكة كبيرة من المؤيدين للحزب الذين لا يجدون مفراً من تأييده! وتابعت الصحيفة بالقول إن الحزب الوطني برئاسة مبارك يحتاج إلى الفوز بثلثي مقاعد البرلمان، إلا أنه لا يتورع عن تزوير النتائج إذا لم يحقق تلك النتيجة مقابل الإبقاء على جميع مفاتيح الحكم في يده وحده. ولفتت الصحيفة إلى قيام النظام المصري بتشديد الخناق على جماعة الإخوان المسلمين، التي اعتبرتها الجارديان تيار المعارضة الحقيقي في مصر الذي استطاع دخول مجلس الشعب في انتخابات 2005 بحصوله على 88 مقعد، مشيرة في الوقت نفسه إلى استبعاد حصوله على مثل تلك النتيجة في الإنتخابات القادمة. ونقلت الجارديان عن عمار علي حسن رئيس وحدة الأبحاث بوكالة أنباء الشرق الأوسط قوله إن هناك اتفاق بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة يقضي بمنحهم مقاعدا في البرلمان بشرط الالتزام بعدم افساد خطط الحزب لنقل السلطة ، أو افساد المشهد السياسي بمقاطعتهم الانتخابات، بهدف إظهار الحياه السياسية المصرية وكأنها حيوية.