أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الحزب الوطني الديمقراطي يواجه مأزقين؛ الأول أن فوز الحزب بنسبة 90% من مقاعد مجلس الشعب في الانتخابات البرلمانية المقبلة على غرار النسبة الحالية البالغة 88.9% سيبدو أمرا بالغ السوء في الوقت الذي يدور فيه الحديث عن الإصلاح الديمقراطي في مصر. ورأت الصحيفة أن الحزب الذي يتزعمه الرئيس حسني مبارك ينبغي عليه الاكتفاء بنسبة تكون أكثر قبولا تتراوح ما بين 60% إلى 70% من المقاعد معتبرة أن ذلك لن يتحقق إلا بتقديم الحزب تنازلات لصالح أحزاب المعارضة خلال الانتخابات. أكدت الصحيفة أن المأزق الثاني يتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها في عام 2011 أو قبل ذلك إذا حدث مكروه للرئيس مبارك البالغ 77 عاما، على حد ما ذكرت الصحيفة. وأشارت إلى أنه وفقا لقوانين الانتخابات التنافسية الجديدة، فإن أحزاب المعارضة إذا لم تنجح في الفوز بنسبة 5% أو 23 مقعدا على الأقل من مقاعد مجلس الشعب، وهي النسبة التي يحتاج إليها أي من مرشحي المعارضة لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإن هذه الانتخابات الرئاسية في 2011 ستتحول إلى مسرحية هزلية. رأت الصحيفة أن جماعة الإخوان هي التيار المعارض الوحيد القادر على الفوز بالنسبة المطلوبة من مقاعد مجلس الشعب إلا أن الحظر المفروض عليها سيمنعها بطبيعة الحال من خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة حتى إذا فازت بنسبة ال 5%. واعتبرت "الجارديان" أن أي فوز ستحققه المعارضة في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في شهر نوفمبر لن يعود الفضل فيه للجهود التي ستبذلها في حملاتها الانتخابية وإنما بسبب الموقف المحرج الذي سيواجهه الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم إذا احتفظ نسبة الأغلبية الحالية في مجلس الشعب.