أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية ، في تعليق لها على الانتخابات البرلمانية التي تشهدها البلاد في الوقت الراهن ، أن ثمة فجوة واضحة بين وعود الإصلاح التي أطلقها الرئيس حسني مبارك وبين ممارسات عملية التصويت التي شهدتها الانتخابات حتى الآن. وقالت الصحيفة إنه وسط استمرار سباق انتخابات مجلس الشعب فإن ثمة خاسر واضح هو أيمن نور عضو البرلمان لفترة طويلة ورمز المعارضة الليبرالية والذي على حد وصف الصحيفة كان المتحدي الأقوى للرئيس حسني مبارك خلال أول انتخابات رئاسية تعددية شهدتها مصر في سبتمبر الماضي. وأيدت الصحيفة ما يقوله الكثيرون عن اقتراب توريث السلطة في مصر قائلة: مبارك يعد لليوم الذي ستنتقل فيه الرئاسة منه إلى نجله جمال البالغ من العمر 41 عاما في الوقت الذي ينظر فيه إلى أيمن نور على أنه تهديد محتمل على التوريث غير الديمقراطي. وأضافت أن الانتخابات الرئاسية التي شهدتها مصر في شهر سبتمبر الماضي استحوذت على الكثير من الاهتمام على الرغم من أنه لم يكن ثمة شك في أن الرئيس مبارك سيفوز بها.. إلا أنها اعتبرت أن انتخابات مجلس الشعب بأي حال أكثر أهمية من انتخابات الرئاسة باعتبارها أول انتخابات يسمح فيها لمراقبون بمراقبة مراكز التصويت، ويسمح فيها لأعضاء الإخوان المسلمين بتدشين حملاتهم الانتخابية علنا في الشوارع وإن كانوا يخوضون هذه الانتخابات كمستقلين. ورأت الصحيفة أن هذه الانتخابات تعد اختبارا مهما لالتزام النظام بالإصلاح. وعادت "الجارديان" وأكدت على أن الحزب الوطني يكره تحرير السلطة من قبضته قائلة: لكن نظرة على عملية التصويت في الدائرة الانتخابية لأيمن نور توضح كم يكره النظام المصري رفع قبضته على السلطة. ذكرت الصحيفة أنه رغم افتراض وجود قاض يراقب الناخبين لضبط الخروقات التي قد تحدث أثناء عملية التصويت فقد خلت العديد من مراكز التصويت من القضاة ضاربة مثلا بمدرسة الشرفا الابتدائية في دائرة باب الشعرية التي قالت إنها خلت من وجود قاض في الوقت الذي عين فيه وكيل نيابة تابع للدولة تجاهل بل وأنكر خروقات ارتكبها مناصرو الحزب الوطني خارج المقر الانتخابي. ونقلت الصحيفة عن هذا القاضي ، الذي رفض التصريح باسمه ، القول : "إذا رأيت انتهاكات تحدث في الداخل يتحتم علي تسجيلها ووقفها. لكن إذا حدث في الخارج.. فأنا لم أرها" .