قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء أحمد نظيف قبيل الانتخابات البرلمانية المصرية أفضيا إلى العالم بأن المصريين ليسوا مستعدين للديمقراطية وأنه يمكن السماح بها أي الديمقراطية تدريجيا. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة دبرت الحوادث التي شهدتها الانتخابات البرلمانية ربما من أجل منع أي تقدم نحو الديمقراطية ولإثبات ما ذهب إليه الرئيس حسني مبارك ورئيس وزرائه أحمد نظيف؛ ضاربة المثل بأحدث المراكز الانتخابية في دائرة إمبابة حيث طرد منه كمال خليل أحد المرشحين المستقلين في الدائرة والمراقبون والصحفيون كلهم طردوا خارج مركز الانتخاب في الوقت الذي كانت تفرز فيه الأصوات. رأت الصحيفة أن كافة قطاعات المجتمع المصري في الوقت الراهن تشهد صراعا بين الشعب والحكومة خاصة القضاء. دللت الصحيفة على قولها بالإشارة إلى أنه في 11 نوفمبر ظهر وزير العدل على التليفزيون وأشاد بالجولة الأولى في الانتخابات البرلمانية ووصفها بالمهرجان الديمقراطي في إطار الإشراف الكامل للقضاء على هذه الانتخابات ووجود قاض في كل مركز انتخابي. إلا أنه كما تستطرد الصحيفة في صباح اليوم التالي تنصل نائب رئيس محكمة النقض من أية مسئولية عن العملية الانتخابية الجارية نيابة عن القضاء. وقالت الصحيفة: اليوم يوجد صراع بين الشعب والحكومة في كل قطاع في المجتمع المصري... أكثر المواجهات ملاحظة في القضاء والجامعات والنقابات حيث يطالب الكل بأن يرفع النظام يده الهدامة عن التدخل في شئونها.. حتى العمال والفلاحين يواجهون الحكومة أيضا. وأضافت: إنما موت نفيسة المراكبي وهي أم لأربعة أطفال على سبيل المثال يكشف التواطؤ بين الشرطة مع ملاك الأراضي ذوي النفوذ الذي يسعون إلى طرد الفلاحين من الأراضي التي عملوا فيها على مدى عقود حيث سجل نشطاء حقوق الإنسان المصريون ملفات بشأن أساليب التعذيب والإهانة التي اتبعتها الشرطة ضد الفلاحين. وجاء قول الصحيفة: بطريقة مماثلة، يدفع العمال ثمنا باهظا نتيجة مطالبهم بسياسات عمل آمنة ووقفهم ضد بيع الصناعات الوطنية مقابل أثمان بخسة. أيدت الصحيفة اعتقاد المصريين بأن البلاد تتعرض للسلب لصالح إثراء نخبة تدين بالولاء للقوى الخارجية مشيرة إلى أن ذلك ليس بأمر جديد على البلاد وهو ما جاء بأمثال مصرية تعبر عن ذلك مثل "مصر خيرها لغيرها". وقالت إنه رغم صعوبة الحياة في مصر إلا أن الخوف الأكثر إلحاحا هو محاولة النظام نقل السلطة من مبارك الأب إلى مبارك الإبن عبر الحزب الوطني الحاكم. أكدت "الجارديان" إلى أن ثمة حالة يقين تسود بين المصريين من أن السلطة إذا لم تتحرر من النظام الحالي فإن المصريين سيودعون أي أمل في تحقيق مستويات معقولة من الازدهار الاقتصاد أو العدالة الاجتماعية. ساقت الصحيفة عددا من التساؤلات التي تعبر عن الحالة السياسية الراهنة في مصر على غرار: إذا دفع بالأمل الباقي نحو اليأس، من يعرف أي قوة ستخضع لها البلاد؟ وإذا دخلت مصر في حالة اضطراب، ما التأثير الذي سيعود على بقية المنطقة؟ خلصت الصحيفة إلى القول إن البلاد تحتاج إلى إنقاذها الآن من الدخول في فتنة في الجماعات والمحاكم والنقابات وفي الشوارع.