في ظل غياب كامل لمشروع صحي يكفل علاجهم يهدد المرض العديد من الأدباء ولأنه واحد منهم فإنه لا يتواني في إيجاد مصادر لعلاج أصحاب الحالات الحرجة من الأدباء والمبدعين فضلاً عن شعوره بمسئوليته تجاه زملائه الأدباء الذي يرأس الاتحاد الذي يضمهم.. إنه الكاتب محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر الذي يشهد معظم الكتاب بأنه يتعامل مع الأدباء بصفتهم زميلاً يعرف معاناتهم فضلاً عن تقديره لثقتهم فيه واختيارهم له رئيساً للاتحاد، ولذا فهو لا يترك فرصة إلا وينتهزها لإنقاذ حياة أي منهم أو توفير مستحقات علاج كل من يمرض من الأدباء. مواقف سلماوي كثيرة ويتضح منها أن الرجل لا يتخذ من منصبه وجاهة اجتماعية وإنما يعرف أنها مسئولية، لذا لابد لمن يتحملها أن يعرف واجباتها. آخر مواقف سلماوي هو وقوفه إلي جوار الكاتب محمد ناجي الذي يحتاج إلي أكثر من مليون جنيه لإجراء عملية زرع كبد بالخارج، ففور علم سلماوي بالمأساة التي يمر بها ناجي وهو يسعي جاهداً لجمع تكاليف إجراء العملية. خاصة أن الجميع يعرفون أن الحكومة تتركهم عند حافة الموت. مساعي سلماوي لجمع تكاليف عملية ناجي كللت بالنجاح رغم أن اتحاد الكتاب الذي يرأسه سلماوي هو صاحب المبادرة لعلاج ناجي، فإن سلماوي لم يغلق الباب أمام أي جهة تريد المساهمة في علاج محمد ناجي. هكذا اعترف سلماوي بأنه تلقي من مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين مبلغ 650 ألف جنيه كدعم من رجال أعمال لتدخل ميزانية صندوق الدعم الذي مازال مفتوحاً لتلقي المزيد في ظل مخاوف ناجي من عدم قبول المستشفي علاجه دون إتمام المبلغ النهائي الذي تشترطه، والذي تبلغ قيمته 12 ألف يورو. الكل ينتظر من سلماوي الكثير كرئيس لاتحاد خاصم الأدباء لمدة طويلة، ولكنه يحاول أن يبني صداقة معمارها المحاولات التي يبذلها لكي يعيد الثقة مرة أخري في هيكل مستقل. ورغم الجهود الذي يبذلها سلماوي إلا أن البعض يرجع نجاحاته في إنهاء مشاكل كل الأدباء إلي صلته بالسلطة، وهو من جانبه دائماً ما يكرر أنه لا يثق بوعود المسئولين وهذا ما جعله يرفض عرض العلاج الذي أقره وزير الصحة لناجي علي نفقة الدولة، ولكنه أصر علي أن يكمل تحركاته لإصدار قرار بعلاج ناجي كحالة حرجة توفر له ميزانية مليون ونصف المليون جنيه لزرع فص كامل للكبد، وعندما عرف أن البيروقراطية تعرقل سعيه تولي بنفسه إنشاء صندوق دعم يتلقي التبرعات.