كانت المدرسة قديماً مؤسسة تربوية متكاملة يذهب إليها الطالب ليتلقي العلوم والأنشطة والرياضيات فيتنوع جدول الحصص ما بين دروس اللغة العربية والتاريخ واللغات وحصص الرسم والموسيقي والزراعة والاقتصاد المنزلي والصيانة والألعاب بالإضافة إلي فرق الكشافة والإذاعة والمسرح، وبداخل كل حجرة من حجرات الأنشطة التي يحب أن يمارسها الطالب ولكن تحولت حجراتها إلي مخازن وفصول لاستيعاب المزيد من الطلاب. الدكتور كمال مغيث -خبير تعليم- يقول السبب في اختفاء هذه الحجرات هو تدهور الرؤية الوطنية والإنسانية للتعليم وكيفيته وأهدافه فأي تعليم حقيقي لابد أن تكون فيه أنشطة فنية ورياضية وتذوق فالبحث عن المهارت وتنميتها عنصر أساسي في أي عملية تربوية وتعليمية ناجحة، بجانب نقص التمويل فحتي نستطيع عمل حجرات للموسيقي وإمدادها بالآلات الموسيقية وعمل ملاعب واسعة للطلاب لابد من وجود تمويل كاف وفي ظل تكدس المدارس غير الآدمية. من جانبه أكد عطية الفيومي- وكيل لجنة التعليم في مجلس الشعب- أن المدارس التي لا تحتوي علي حجرات الأنشطة والمعامل المتطورة ستحرم من الجودة لأن الجودة منظومة متكاملة وليس فقط مواد دراسية تدرس في فصول متكدسة بالطلاب ويحرم طلابها من ممارسة الأنشطة وأن القانون ألزم المدارس والمديريات بأن تلحق بكل هذه الأنشطة، وأشار إلي أن عدد المدارس التي اقتربت من تحقيق الجودة في مصر يقل عن ال 1000 مدرسة في حين أن ال 50 ألف مدرسة الباقية مازال أمامها الكثير لتصل إلي الجودة. وهذا ما أكده تقرير صادر عن المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا التابع للمجالس القومية المتخصصة برئاسة كمال الشاذلي عن المباني المدرسية -في عام 2010- والذي يشير إلي أن هناك العديد من المباني المدرسية غير مشيدة لأغراض تعليمية أو تربوية بالأساس ولم تتم مراعاة هذا البعد عند بنائها، كما نبه التقرير إلي أن ميزانية التعليم في مصر لا توضع في مكانها المناسب، حيث تحصل الرواتب والأجور علي القدر الأكبر من الميزانية علي حساب الاستثمارات في المباني، كذلك فإن الميزانية غير كافية لزيادة الطلب علي الالتحاق بالتعليم والتوسع في عدد المباني المدرسية.