ورط السيد ممدوح الليثي نفسه بالرد الذي أرسله إلي جريدة «الدستور» تعقيباً علي ما جاء في مقالي المعنون «مهرجان أتلفه الهوي»، حيث وضح من سطوره المنفلتة والغاضبة أنه لا يطيق كلمة نقد أو تقييم تري في الدورة التي ترأسها هذا العام سلبية أو نقيصة من أي نوع، ووصل اندفاعه إلي الدرجة التي شكك فيها في ذمتي المالية، وهو الشيء الذي لا أقبله ولا أظن أن أحداً يصدقه؛ فالمبلغ الذي يشير إليه (ثلاثة آلاف و62 جنية) هو نتاج ثلاثة شهور من الجهد أيقنت بعدها أنه لا جدوي مما أفعل، بعد أن أصبحت المسئولية مائعة، وموزعة علي «أهل الثقة لا أهل الخبرة»، وكل من نال ثقة السيد «الليثي» وقربه إليه قبل أن ينقلب عليه كعادته، ولو أنني متكالب علي المال كما حاول الإيحاء بذلك في رده لاستمريت في الوجود، وما كنت لاكتفي بالثلاثة آلاف جنيه، التي نسي في غمرة غضبه أنني تقاضيتها عن عمل أنجزته بالفعل، وإلا أصبح «الليثي» متهماً بإهدار المال العام. أما الإشارة إلي أنني اشترطت القبض مقدماً فهي الورطة الأخري التي ما كنت أريد للسيد «الليثي» أن يورط نفسه فيها؛فهو أول من يعلم أنه بحكم «نظرته الضيقة للأمور وتعامله مع كل دورة وكأنها الأخيرة في عمر المهرجان»، تسبب في حالة من انعدام الثقة بين المهرجان وبين بعض المتعاملين معه، أدت إلي أن تشترط الجهات المتعاملة «القبض مقدما» لسابق خبراتها السيئة مع المهرجان،كما حدث مع شركة «سكاي نت"،واكتشاف آخرين أن المكافأة النهائية الشاملة مجرد «فتات» ولا تتلاءم والجهد الذي بذلوه طوال الدورة، بينما يحصل «المقربون» و«المحظوظون» و«المدللون» علي مبالغ طائلة،ومن ثم كان طبيعياً أن تحدد الناقدة الكبيرة خيرية البشلاوي شروطها المالية،قبل التعاقد علي رئاسة الدورة الماضية، وأن أتعلم أنا شخصياً من تجاربي السابقة التي أهدرت فيها عمري علي المهرجان بدون طائل مادي يُذكر، وإن اعترفت بأن العائد المعنوي كان كبيراً بعدما شرفت بالاقتراب من قامات إبداعية كبيرة مثل: رءوف توفيق، مصطفي محرم،محمد صالح،محمد كامل القليوبي وإيريس نظمي ممن ترأسوا المهرجان في دورات سابقة، ومن ثم فإنني لم أرتكب جرماً عندما اشترطت أن أعمل بأجر،وعندما أحسست أنني سأتقاضي أجراً عن عمل لا أرضي عنه انسحبت فوراً،وأبداً لم أطالب بمبالغ إضافية كما ادعي، بل جمدت نفسي طواعية في إدارة المهرجان. أما استفتاء السينما المصرية الذي اخترعه السيد «الليثي»، بعدما اعتاد أن يدير مهرجان الإسكندرية «الدولي» بالعقلية نفسها التي كان يدير بها مهرجان الإذاعة والتليفزيون، فهو أول من يعلم بأنني تحفظت علي الفكرة منذ أول عام طبقت فيه، ولم أشارك يوماً في هذا الاستفتاء، ولما دعاني في الإسكندرية للانضمام إلي مجلس الإدارة في اجتماع أراد خلاله أن يلقي بنتائج استفتاء هذا العام «في الزبالة» لأنه لم يحقق مبتغاه، ولم يسفر عن احتلال النجوم قمته، وبالتالي كان الاجتماع لدعمه بنجوم آخرين يحضرون حفل الختام (!) واصلت تحفظي واعتراضي وأبديت امتعاضي الشديد لدي عضوي المجلس سمير شحاتة والأمير أباظة، ولحساسيتي المفرطة واحترامي للسيد «الليثي» قررت الانسحاب فوراً، ولكي لا أتسبب في إحراجه فكان الحل في «دورة المياه»، التي أراد أن يجعل منها «نكتة»، ونسي أنه لا يجيد إلقاء النكت بل إلقاء التهم؛ فقد أعلنت موقفي حيال الدورة السادسة والعشرين من قبل أن يبدأ المهرجان، وكان موقفي معلناً وواضحاً وصريحاً، ومن ثم فإن القول بأنني تنصلت وقصرت وهربت لا مكان له من الحقيقة، لأن «الليثي» نفسه أول من يعلم كيف أعمل، وكيف يكون أدائي.. إذا أردت!