الإجتماع جاء بعد طلب مشعل من عمر سليمان عقد لقاء مع فتح في "أي مكان" عمر سليمان عقدت اليوم حركتا حماس وفتح اجتماعا في دمشق لمتابعة البحث في ملف المصالحة الفلسطينية المتعثر. وذكر مصدر مسؤول في حماس ان الاجتماع الذي عقد بين قياديين من حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وآخرين من فتح برئاسة القيادي عزام الاحمد بحث امكانية انجاز المصالحة الفلسطينية. وأكد عزت الرشق عضو المكتب السياسي للحركة ضرورة "انجاز التفاهمات الفلسطينية والتفسير المشترك للنقاط المختلف عليها" في ورقة المصالحة المصرية "بحيث تصبح هذه التفاهمات والورقة المصرية مرجعية لعملية المصالحة". واوضح الرشق ان اللقاء بين مشعل والاحمد "كان ثمرة جهد بذله مشعل خلال لقاء مع رئيس جهاز المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان في مكة اثناء تادية مناسك العمرة اواخر شهر رمضان" في سبتمبر الماضي. واضاف ان "مشعل حث سليمان على عقد لقاء بين حماس وفتح في اي مكان في دمشق او غزة او اي مكان آخر". كما اكد مشعل "استعداده لمواصلة الجهود من اجل انجاز المصالحة وانهاء حالة الانقسام التي تؤثر سلبا على مجمل الوضع الفلسطيني"، على حد قول الرشق. وتقوم مصر منذ اشهر بدور الوسيط بين فتح وحماس المتخاصمتين منذ ان سيطرت حماس على قطاع غزة في ونيو 2007. وكانت مصر ارجأت الى اجل غير مسمى توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بعدما رفضت حركة حماس توقيعه في الموعد الذي كانت القاهرة حددته وهو 15 اكتوبر 2009. وبشأن تفاصيل اللقاء بين مشعل ومدير المخابرات المصرية، قال الرشق إن "اللقاء كان إيجابياً بين الطرفين، حيث طرح فيه ملف المصالحة، وأكد كل طرف على موقفه، وتصوره من هذا الملف". وأضاف الرشق أن مشعل أوضح لسليمان أن تعثر المصالحة سببه رفض حركة فتح، وزعيمها محمود عباس، لأي تفاهمات فلسطينية- فلسطينية حول ملاحظات الفصائل على الورقة المصرية، وتراجع عباس عن تفويضه لوفد الشخصيات المستقلة برئاسة منيب المصري، لإنجاز هذه التفاهمات وتذليل العقبات التي تعترض المصالحة. كما أشار القيادي بحماس إلى أن سليمان نفى، من جانبه، أن مصر ترفض التوصل إلى تفاهمات فلسطينية- فلسطينية، وأنها لا تمانع من عقد لقاء بين حماس وفتح لانجاز هذه التفاهمات، لكنه شدد على أن القاهرة ما زالت تشترط التوقيع على الورقة المصرية دون إجراء تعديلات عليها. وبحسب الرشق، فقد طلب مشعل من مدير المخابرات المصرية أن يحث حركة فتح ومحمود عباس على عقد لقاء مشترك لانجاز هذه التفاهمات، وبالفعل تحدث سليمان مع عباس، خلال وجود الأخير بالقاهرة في هذا الشأن، حيث أوفد عزام الأحمد وقيادات أخرى إلى دمشق. من جانبه أكد عزام الأحمد استعداد الحركة "مراعاة" ملاحظات حركة حماس وكافة الفصائل الفلسطينية على الورقة المصرية، مشيراً إلى أن عباس أكد على ذلك أكثر من مرة، وقال: "'نأمل أن تأتينا حماس بمواقف جديدة، خاصةً بعد لقاء سليمان ومشعل في مكةالمكرمة، على هامش أدائهما شعائر العمرة." كما تساءل الأحمد حول مدى "جاهزية" حماس للتوقيع على الورقة المصرية، والاستجابة لاستحقاقات الوضع الفلسطيني العام، خاصة في ظل الهجمة الإسرائيلية التي تتعرض لها الأراضي الفلسطينية، والجهود المبذولة لتحقيق السلام في المنطقة، واتخاذ إسرائيل الانقسام كذريعة للتهرب من استحقاقات السلام