عندما وجه مهرجان الإسكندرية الدعوة لصلاح السعدني لحضور فعالياته اتصل بي وطلب أن يصاحبني في مشاهدة الأفلام مؤكداً أنه يستيقظ في السابعة صباحاً والعروض تبدأ في العاشرة صباحاً، وعلي هذا فسوف يواظب علي جدول المشاهدة.. كان من المفروض أن يأتي «صلاح» في الافتتاح ولكنه انتظر إلي اليوم الثاني وشعرت بأنه لا يريد أن يحضر طقوس الصعود إلي خشبة المسرح والسلام علي الوزير وعدسات المصورين.. جاء للمهرجان اليوم الثاني وغادر قبل حفل الختام ولكنه لم يلتزم بحضور الأفلام كما وعدني فلقد فضل أن يجلس في الكافتيريا مع صديقه الكاتب والمخرج «عصام الشماع».. كان «ممدوح الليثي» رئيس المهرجان قد أعلن عن تكريم لصلاح السعدني وأراد استبقاءه من أجل الحصول علي جائزة، ولكن «السعدني» قال لي: أحضر المهرجان ولكني لا أوافق علي تكريمي عن مجمل أعمالي السينمائية فأنا لم أقدم سينمائياً ما يستحق التكريم.. ما لم يقله «السعدني» هو أن التكريم الذي شاهدناه علي المسرح كان المقصود منه أن يري الناس النجوم وقد حضروا المهرجان وهو لم يرض أن يصبح واحدًا من هؤلاء!! «الجائزة لمن حضر» هذا هو شعار مهرجان الإسكندرية في هذه الدورة وصدرت تعليمات مشددة بالتأكد من حضور النجم قبل إعلان اسمه علي المسرح، وهكذا مثلاً لم تمنح جائزة للسعدني لأنه لم يحضر رغم إعلان الصحف وهو موقف يستحق التوقف عنده لأنك عندما تمنح فنانًا جائزة لا يصح أن يدفع مقابلاً حتي ولو كان الحضور.. أتحدي أي متابع لمهرجان الإسكندرية أن يدرك الفارق بين جوائز الاستفتاء الذي أقامته الجمعية لكل العناصر الفنية للأفلام التي عرضت قبل سبتمبر 2010 وبين الجوائز التي منحتها الجمعية لعدد من العناصر الفنية، كان الاستفتاء قد انتهي إلي أن «داود عبد السيد» هو أفضل مخرج عن فيلم «رسائل بحر» ولكن أضيف اسم «محمد أمين» الذي كان حاصلاً فقط علي جائزة أفضل سيناريو، وفي مرحلة سابقة عن ذلك كانت بعض الأوراق قد أكدت أن «شريف عرفة» سوف يحصل علي جائزة إخراج عن «أولاد العم»، «شريف لم يحضر فتم استبعاده.. تردد اسم «سمية الخشاب» ولا أدري لماذا سمية هل لأنها اسكندرانية؟.. ثم بعد ذلك اتجهت الجائزة لأنها لم تحضر ناحية «فريال يوسف» و«يسرا اللوزي» و«محمد هنيدي»! اختلفت ولا أزال مع الاستفتاء السنوي الذي تعلنه الجمعية في نهاية كل مهرجان إلا أن احترام نتيجة الاستفتاء ينبغي الالتزام به ولا تضاف أسماء من هنا وهناك لمجرد أن الفنان سوف يأتي لحفل الختام. أغلب نجومنا يعشقون احتضان الجوائز، الكل يقول لك لدي حجرتان مملوءتان بالجوائز وليس عندي استعداد لكي أفتح ثالثة ورغم ذلك فإنهم بمجرد أن يشموا عن بعد رائحة جائزة في الطريق يسارعون بالاتصال بالمسئول ويفتحون كل غرف البيت والصالة وعفشة المية!