استمرار تبادل الإتهامات بين الأكثرية وحزب الله حول "اثارة الفتنة الطائفية" ميشال عون قال النائب اللبناني ميشال عون أن البت في شهود الزور يعتبر أمرا أساسيا لمضي المحكمة الدولية في طريقها. واكد عون ان المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري "لن تمر ما لم يتم البت بقضية شهود الزور" الذين ادلوا بشهادات تتحدث عن تورط مسؤولين سوريين ولبنانيين في الجريمة، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي مساء أمس. وقال عون، النائب المسيحي المتحالف مع حزب الله الشيعي، اثر اجتماع "تكتل التغيير والاصلاح" النيابي الذي يرئسه، "لن تمر المحكمة الدولية ما لم يتم البت بقضية شهود الزور"، مضيفا "نحن اللبنانيين من يقرر قبول الحكم او رفضه". وسأل عون ردا على اسئلة الصحفيين كما اوردها البيان، رئيس الحكومة سعد الحريري "الذي يعترف بشهود الزور، لم لا يتابع عمليا ماذا حل بهم؟". وتابع "اللبنانيون هم من تضرر من شهود الزور الذين اضروا لبنان وسوريا، واوقعوا خلافات بيننا وبين الدول العربية. ومن الذي استفاد؟ اسرائيل هي من استفاد من كل تلك الخلافات". من ناحية ثانية، اقتصر مفعول الوساطات السياسية المحلية والاتصالات الاقليمية التي جرت خلال الساعات الماضية على تخفيض محدود في التوتر الداخلي، الذي سرعان ما عاد الى الارتفاع بعد بيان كتلة المستقبل الذي انتقد وجود حزب الله في مطار بيروت أثناء وصول جميل السيد. وكان سليمان قد بدأ جلسة مجلس الوزراء أمس بالاشارة الى أن حادثة المطار أعطت انطباعاً بأن بيروت في حالة محفوفة بالمخاطر. وأكد ان السلم الأهلي مسؤولية سياسية حتى يكون الأمن مسؤولية الأجهزة العسكرية والأمنية. ودعا الى وقف السجالات السياسية الحادة والارتقاء الى معانٍ ولغة أفضل من التي سمعناها. وضم رئيس الحكومة سعد الحريري صوته الى صوت سليمان، قائلاً: إن العاصفة الآخيرة كانت كلامية وكنت على يقين تام بأن الغلبة فيها لن تكون للعراضات الاعلامية انما للإرادة الوطنية. واضاف: صحيح اننا قلنا ان هناك شهود زور خربوا البلد وضللوا التحقيق، ولكن قضية الضباط الاربعة لا تساوي ولا تُقارن بدماء الشهداء العشرين الذين سقطوا. البعض يتكلم عن حقوق لأشخاص ظلموا، ولكن ماذا عن والدي الشهيد والشهداء الآخرين، اليست لهم حقوق؟ وركز وزراء 14 آذار على ما وصفوه ب"استباحة المطار" من قبل عناصر مسلحة وطالبوا بتقارير من الاجهزة المعنية تشرح تفاصيل ما جرى. وأصروا على صدور موقف عن مجلس الوزراء حيال ما حصل في المطار، ولكن وزراء المعارضة رفضوا ذلك. وكانت لغة النقاش في مجلس الوزراء أمس الأول قد اتسمت بهدوء نسبي أتاح تجاوز الجلسة بسلام، إلا ان المضمون السياسي للمداولات أظهر ان جوهر الازمة ما يزال مستعصياً على المعالجة، وسط إصرار كل فريق على التمسك بموقفه ، من دون أن تسجل حتى الآن أي خطوات عملية على طريق سحب فتيل الملف المحوري المفتوح حالياً والمتصل بشهود الزور ويشرح حالة كل منهم وكيفية التعامل معها قانونياً. في الوقت نفسه، واصل تيار المستقبل هجومه على حزب الله وتوقفت كتلته النيابية خلال اجتماعها أمس الأول برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة أمام ما أسمتها «العراضات الأمنية والسياسية والإعلامية التي ظهرت في مطار رفيق الحريري الدولي ومحيطه وحرمه وبعض شوارع العاصمة يوم السبت الماضي من قبل حزب الله مما روّع المواطنين وأعطى عن لبنان صورة مقلقة أمام اللبنانيين وأمام العالم بشأن ضعف استقراره وتلاشي صورة دولته وكررت مطالبتها بالدعوة إلى تحقيق بيروت مدينة منزوعة السلاح مقدمة لتحقيق هذا المفهوم والمبدأ في كل المناطق اللبنانية. و رد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله على بيان كتلة المستقبل، معتبراً ان استمرار فريق رئيس الحكومة في تسعير الخطاب الفئوي ومحاولة تعمية الحقائق لم يعد له هدف سوى تسميم المناخ الوطني بكل ما يعنيه ذلك من ضرب للوحدة الوطنية وزعزعة الاستقرار الداخلي وإثارة الفتنة بين اللبنانيين. واشار الى ان هذا الفريق لم يتّعظ من كل تجارب الماضي إذ يحاول تكرار الفعلة ذاتها سواء بالاتهامات الباطلة أم بتوظيف القضاء لحسابات سياسية وآخرها القيام بعراضات بائسة لتكرار سيناريو عام 2005، وفات هذا الفريق أن المعادلة تغيّرت ولم يعد مسموحاً التسلّط على الدولة والاستيلاء على قرارها لأننا حاضرون للدفاع عنها، وما قمنا به هو التصرف المسؤول والطبيعي لإنقاذ مؤسساتها لتبقى في خدمة كل اللبنانيين تحت سقف الدستور والقانون. وأكد أن البحث عن الحقيقة بات له طريق واحد وهو يبدأ من محاكمة شهود الزور ومعرفة من صنّعهم وفبركهم وتوجيه الاتهام لإسرائيل.