كان بدء الحفر في قناة السويس 1859 لتصبح أهم مجري مائي في العالم إيذانا بإنشاء مدينة بورسعيد، وبعد حفل افتتاح القناة في 16 نوفمبر 1868، كان قد تكون خليط من المجتمع المصري بالمدينة حددت سماته ملامح الشخصية البورسعيدية، فقد تم ترحيل مواطنين من جنوب مصر ومن محافظتي الدقهلية ودمياط ليعملوا في حفر القناة بالسخرة وكان مبيتهم في حي أطلق عليه الحي العربي. واستمر الوضع في المدينة صراعًا هادئًا بين ثقافات الحي العربي الذي كان للمصريين وبين الحي الإفرنجي - الشرق حاليا - الذي كان يقتصر علي الأجانب ويتكونون من خمسة عشر جالية، فكان الأهالي يقاومون الظروف الاجتماعية الصعبة حيث لا مهنة إلا الصيد أو أعمال الميناء فئة البمبوطية وتجار البحر أو العمل لدي الأجانب، وعندما دخل الإنجليز مصر عام 1881 تحولت المقاومة للظروف الاجتماعية أو صراع الثقافات بين حضارتين بشكل غير معلن أو حتي يفهمه الكثير ممن يقاومون إلي مقاومة سياسية بالسلاح. وظهرت سمات الشعب البورسعيدي عقب دخول الإنجليز مصر وبدا شعبًا معجونًا بالوطنية علي حد وصف سمير معوض الكاتب البورسعيدي، حيث تعددت أعمال المقاومة الشعبية، ثم تجلت مقاومة الشعب البورسعيدي ووصلت أخبارها إلي كل أنحاء العالم أثناء العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 عندما كانت بورسعيد حائط الصد الأول والعنيد من الأطفال وحتي الشيوخ مرورًا بجيل نادر من الشباب والنساء ضرب أعظم الأمثلة في التضحية والوطنية وتوالت المواقف بشكل فطري ووطنية غير مفتعلة في حرب 67 ثم 73 ، كما ظهرت لدي المجتمع البورسعيدي الوطنية الرياضية أيضا، فقد كانت فرق كرة القدم حتي 1920 فرقا أجنبية ولم يكن للمدينة فريق حتي ذلك التاريخ وعندما تم الاتفاق علي تكوين فريق لكرة القدم لبورسعيد تم الاتفاق علي تسميته ب «المصري» وتم اختيار لون فانلة الفريق وهو الأخضر لون علم مصر وقتها، فكانت كل التصرفات والميول وطنية نتيجة الطبيعة البورسعيدية المتفردة نظرا للظروف المختلفة التي مرت بها مختلفة عن باقي مدن مصر. وتعاني المدينة حاليا مشاكل عديدة ومتراكمة بسبب قيادات حالية عاجزة عن استغلال ثروات المدينة الطبيعية في تطويرها بشكل جاذب لتعويض المدينة عن النشاط التجاري الذي اعتمدت عليه وحده لمدة 30 عاما بالإضافة إلي مشكلات الصرف الصحي الذي أصبح يغرق شوارع بورسعيد في كل أحيائها.