قبل موعد انتخابات مجلس الشعب بشهور، تفضل السيد صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني بإعلان نتيجة انتخابات مجلس الشعب المقبل! فقد أكد سيادته علي ما يلي:- أولا: نتيجة الانتخابات بالنسبة للحزب الحاكم ستكون: «حسم الأغلبية المريحة للحزب، والتي تضمن الاستقرار السياسي والتشريعي في البلاد»، ثانيا: إذا كان الإخوان المسلمين قد فازوا في انتخابات مجلس الشعب السابق، في عام 2005م ب 88 مقعدا، بسبب الإشراف القضائي علي الانتخابات، ووجود عدد من القضاة الشرفاء علي صناديق الاقتراع، فقد تم تعديل المادة (88) من الدستور، لأبعاد القضاة عن الإشراف المباشر علي العملية الانتخابية، ومن ثم يقول صفوت الشريف: «أعتقد أن هذا الأمر لن يتكرر» أي لن يتكرر حصول الإخوان المسلمين علي مثل هذا العدد الكبير من المقاعد في مجلس الشعب. ثالثا: شاهدنا في انتخابات مجلس الشوري الأخيرة نجاح بعض ممثلي الأحزاب الكرتونية الصغيرة، وسقوط جميع مرشحي الإخوان المسلمين! لكن الأمين العام للحزب الحاكم يؤكد: «أنه لم يحدث مرة واحدة أن طرح مجرد فكرة التنسيق أو عقد صفقات مع أحد»، فكيف حصل ممثلو أحزاب لا يعرفها أحد علي آلاف مؤلفة من الأصوات في انتخابات مجلس الشوري؟! رابعا: تفضل الأمين العام للحزب الحاكم بتعيين د. السيد البدوي شحاتة زعيما للمعارضة! فقد «أشار الشريف إلي أن حزب الوفد مرشح أن يكون زعيما للمعارضة بحكم أنه الحزب الأكبر وبحكم تاريخه وقواعده»، فكما يعين الحزب الحاكم الوزراء، كذلك يعين المعارضة المناسبة له. وهكذا يتضح لنا أن هذه هي نتيجة الانتخابات البرلمانية كما يريدها الحزب الحاكم، وبالتالي ستكون هذه هي النتيجة التي سيتم إعلانها بعد شهور. خامسا: ولعل أطرف ما في حديث صفوت بك هو قوله: «إن الانتخابات ستتم بنزاهة وحيادية، وتلك ضمانة رئاسية»، إنها نفس الضمانة الرئاسية التي سمعنا عنها كثيرا قبل تزوير كل الانتخابات السابقة! إن هذه الكلمات لتدعو حقا للضحك، ولكنه ضحك كالبكا! وبعد كل هذه المسرحيات العبثية المكررة، من يقبل أن يشارك في مثل هذا العبث؟ ومن يتصور أن انتخابات نزيهة يمكن أن تجري في ظل نظام حكم عاش عمره كله، من خلال التزوير الفاضح لكل انتخابات تجري علي أرض المحروسة؟