تسلمت النيابة الكلية بشمال قنا صباح أمس الأربعاء تقرير الطب الشرعي الخاص بالمجني عليهم ال 7 في أحداث العنف الطائفي بنجح حمادي. كشف تقرير الطب الشرعي عن مفاجأة، حيث أكد أن السلاح المستخدم في الجريمة هو نفس السلاح المضبوط وأن الطلقات التي تم استخراجها من جثث الضحايا مطابقة للطلقات الموجودة بالسلاح المستخدم. وعلمت «الدستور» أن النائب العام أصدر تعليمات لنيابات قنا الكلية بمباشرة التحقيق في سرية تامة وعدم الإفصاح أو الإدلاء بتصريحات عن سير التحقيقات. لذلك عقد المستشار محمد عطية المحامي العام الأول لنيابات قنا اجتماعاً طارئاً صباح أمس ضم رؤساء النيابات الكلية وأعضاء النيابة لإعلامهم بتعليمات النائب العام. وكانت النيابة قد أمرت بحبس 16 مسلماً و13 قبطياً لاتهامهم بإتلاف الممتلكات العامة والخاصة والحرق العمد والتجمهر وإثارة الشغب 15 يوماً علي ذمة التحقيقات وفشلت جهود المحامين في الإفراج عنهم بعدما واجهتهم النيابة بمقاطع فيديو تم التقاطها في أحداث العنف والشغب في قرية بهجورة ومنطقتي الساحل والسوق وشوارع بورسعيد و30 مارس و15 مايو وحسني مبارك بمدينة نجع حمادي يومي الخميس والجمعة الماضيين ومستشفي نجع حمادي العام .. والتي صورت جميع المتهمين ال «29» وهم يحطمون ويحرقون ويثيرون الشغب ويضربون الأشخاص أثناء التجمهر. كما استمعت النيابة لأقوال الدكتور محمد رفعت -مدير مستشفي نجع حمادي العام - في الأحداث التي شهدها المستشفي قبل وأثناء استلام جثث القتلي والتي أسفرت عن تحطيم العيادات الخارجية وبعض سيارات الإسعاف ونوافذ وأبواب المستشفي والتكييفات والأجهزة الطبية الموجودة بداخله.. حيث أكد أنه لم يكن موجوداً في هذه الأحداث ولا يمكنه تقدير حجم الخسائر فأمرت النيابة باستدعاء جمال صديق - المدير المالي والإداري بالمستشفي - لسماع أقواله في الأحداث وحجم التلفيات. قامت أجهزة الأمن بنقل المتهمين الثلاثة إلي سجن أسيوط العمومي بناءً علي قرار النيابة، ومن المقرر استدعاؤهم من محبسهم الأسبوع المقبل لمواجهتهم بالمصابين.. خاصة بعد اعتراف المتهم الثالث «هنداوي السيد» بارتكاب المتهمين «حمام الكموني» و«قرشي أبو الحجاج» الجريمة وأنه لم يطلق الرصاص واكتفي بالجلوس في الكرسي الأمامي بجوار «الكموني» تحسباً لهجوم أحد أفراد الشرطة من الجهة اليمني للسيارة.. حيث تم إطلاق الرصاص علي المجني عليهم من الجهة اليسري حيث كان «حمام » يقود السيارة ويجلس « قرشي» خلفه.. وهو ما أكده جميع شهود العيان والمصابون في تحقيقات النيابة. من ناحيتها مازالت مباحث قنا تعد تحرياتها حول الواقعة .. حيث تكثف المباحث جهودها لكشف أسباب ودوافع ارتكاب المتهمين الجريمة بعدما أثبتت التحريات أن سببها جنائي وأنها بعيدة عن واقعة اغتصاب طفلة فرشوط علي يد بائع قبطي في شهر نوفمبر الماضي. وعلمت «الدستور» أن أجهزة الأمن تعكف علي إعداد خطة أمنية لتأمين زيارة شيخ الأزهر والدكتور محمود زقزوق وزير الأوقاف والدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار غدا الجمعة لمدينة نجع حمادي لتقديم واجب العزاء لأسقف نجع حمادي الأنبا كيرلس ولأسر الضحايا وزيارة المصابين .. حيث يؤدون جميعاً صلاة الجمعة في مسجد مجمع النجدة المجاور للمطرانية. من جهتهم طالب أعضاء مجلسي الشعب والشوري وبعض القيادات الشعبية والدينية بضرورة عقد مؤتمر شعبي داخل مطرانية نجع حمادي لإجراء مصالحة بين الأقباط والمسلمين وعمل مسيرة مشتركة تجوب شوارع المدينة الرئيسية وترفع شعار «يحيا الهلال مع الصليب». وأكد عبد الرحيم الغول- وكيل لجنة الزراعة بمجلس الشعب - أنه أعد عدة مؤتمرات داخل قرية بهجورة ومدينة نجع حمادي حضرها كبار العائلات من المسلمين والأقباط طالبوا خلالها بتبادل الزيارات. وأكد الغول ضرورة توصل الأمن للدوافع الأساسية وراء ارتكاب الجريمة البشعة.. مؤكداً أن ما يتردد في الشارع النجع حمادي بأن له دوراً في المذبحة لوجود خلافات بينه وبين الأنبا كيرلس بسبب انتخابات مجلس الشعب الماضية غير صحيح.. مشيراً إلي أن هذه الانتخابات مر عليها سنوات فلماذا سكت طوال هذه الفترة .. وأنه من أحرص الناس علي ترابط العلاقة بين المسلمين والأقباط طوال 40 عاماً قضاها تحت قبة البرلمان. مؤكداً أن علي الأمن كشف دوافع الجريمة لإزالة هذا الغموض الذي يفتح الباب علي مصراعيه للشائعات التي يستفيد منها بعض الأشخاص. وفي ذات السياق مازالت مدينة نجع حمادي يسودها حالة من الهدوء لليوم الخامس علي التوالي وازدحمت شوارعها بالمواطنين.. في ظل انسحاب قوات الأمن تدريجياً واكتفت بالدوريات الأمنية التي تتجول في الشوارع والميادين بشكل دوري علي مدار ال 24 ساعة في حين تتمركز قوات الأمن أمام مركز نجع حمادي وفي الشوارع الرئيسية بعيداً عن الأهالي.